إخوان موريتانيا.. انتهازية متجددة تطعن جهود مواجهة كورونا
الإخوان يسعون بدعايتهم المضللة عبر أجهزتهم الإعلامية، إلى محاولة شيطنة الجيش والأجهزة الأمنية وإدامة التوتر بين مكونات الشعب.
مرة أخرى تحاول سفينة إخوان موريتانيا الغارقة في وحل الخلافات والصراعات، التشبث بأي قشة للنجاة من مصير الانهيار، حتى ولو كان الثمن، طعن الإجماع الوطني وعرقلة جهود مكافحة وباء فيروس كورونا المستجد.
ورغم تكاتف جهود الجميع داخليا وخارجيا للتصدي لجائحة كورونا، اختار الإخوان كالعادة التوقيت الخطأ من أجل تمرير دعايتهم المضللة عبر أجهزتهم الإعلامية، وكان آخرها محاولة شيطنة الجيش والأجهزة الأمنية، في البلاد والعزف من جديد على وتر الحساسيات الاجتماعية، لكن التنظيم فشل أيضا كما فشل في جميع مؤامراته السابقة.
الموقف الجديد الذي عبر عنه الإخوان في بيان لحزبهم "تواصل" كان نشازا في الساحة السياسية والحزبية، وكرس العزلة التي يتردى فيها التنظيم منذ سنوات بعد تسارع وتيرة الانشقاقات والصراعات الداخلية التي استنزفت التنظيم.
عزلة التنظيم وحزبه السياسي "تواصل" وتغريدة خارج سرب الإجماع الوطني البلاد، لم تعرضه للعزلة في محيطة السياسي المعارض فحسب بل فاقمت من الصراعات والخلافات داخل التنظيم بسبب هذا الموقف النشاز.
وانتقد قادة للحزب وثلة من شبابه بيان الحزب الأخير، وأجمع الكثيرون على اعتباره مجرد انتهازية سياسية، واستثمار في الشرائحية على حساب الوطن في كان يفترض فيه تعزيز صمود الجبهة الداخلية أمام خطر جائحة تستهدف الجميع.
واعتبر البعض أن مواقف بعض قادة "تواصل" ضد بعضهم البعض على خلفية البيان الأخير تعكس "التدابر والتباين، وتنذر بتشظي الحزب المؤسس أصلا على جرف هار"، وفق تعبير هؤلاء.
النافخون في الكير
واعتبر حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا أن "توقيت الاستهداف الإعلامي لمؤسسات البلاد الرسمية في هذه الظروف يمثل محاولة من تجار الأراجيف والمزايدات للبحث عن موقع قدم في ساحة سياسية لفظتهم، في إشارة إلى الإخوان.
واعتبر الحزب الحاكم في بيانه الجديد الذي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أن هذه الجهات تحاول التأثير على ما صفه بـ"وقار الهدوء السياسي الذي تعرفه البلاد هذه الأيام، نافخة في كير الفتنة، الذي طالما اقتاتت عليه، ضاربة عرض الحائط بحساسية اللحظة"، وفق تعبير البيان.
وتوعد بيان الحزب من يعادون وحدة الوطن – في إشارة إلى مواقف الإخوان الأخيرة- بأنه سيظل عقبة كأداء في وجه كل من يكشر عن أنياب الفتنة ولن يقف مكتوف الأيدي أمام من "سماسرة الألم، الساعين إلى "التزين" بالأكاليل المزيفة والتيجان البالية.
دعاة الفوضى والعدمية
الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني محفوظ الجيلاني، اعتبر أن "استهداف الإخوان للمؤسسات الرسمية في بلدانهم أمر ليس مستغربا على هذا التنظيم الذي جُبِل على معاداة الجيوش والسعي لإضعافها لوقوفها في وجه الفوضى والعدمية والخطاب الشعبوي الهابط الذي يتبناه التنظيم".
وشدد الجيلاني في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، على ضرورة الوعي بخطر هذا التنظيم الذي يتحين الفرصة للانقضاض كما تنقض الوحوش الجارحة على فريستها، وفق تعبيره.
الكاتب والمحلل السياسي والوزير السابق محمد ولد أمين، انتقد سلوك إخوان موريتانيا وطعنهم في الخلف مذكرا بأن ما وصفه بـ"إعلام الإخونجية يسعى دايما لخلق حزازات بين أهل موريتانيا" في إشارة إلى حملتهم التحريضية الأخيرة.
واعتبر ولد أمين في منشور بحسابه على "فيسبوك" أن "هناك نشاط لما وصفها بإمبراطورية الإخوان الإعلامية بهدف خلق البغضاء وإدامة التوتر بين مكونات موريتانيا تارة بصورة عرقية وتارة بشكل طبقي".
وأوضح ولد أمين أن "حزب إخوان موريتانيا (تواصل) هو فرع نفس المنظمة الإرهابية التي نشرت الفتنة في كل مكان، وهم الآن يستنسخون إثارة القلاقل بواسطة فوضى الإعلام"، مختتما: "وقانا الله شرورهم وأجنداتهم الإجرامية".
وخلص إلى الدعوة إلى المطالبة بحل حزب الإخوان وإغلاق مؤسساته الإعلامية، بعد تتالي الأدلة الثابتة على سعيهم لجر البلد صوب الاحتراب والفتنة، مذكرا بأن قوانين البلاد تمنع الترخيص لأي حزب متطرف وتحظر الانتماء للمنظمات الخارجية، في إشارة إلى حالة الإخوان.
حصاد الفشل
ووضعت الاستحقاقات الانتخابية التي شهدتها موريتانيا ما بين عامي 2018 و2019 حدا فاصلا بين واقعين للإخوان في موريتانيا، كان أولها حالة يظهر التنظيم وحزبه السياسي (تواصل) قبل هذه الاستحقاقات في ثوب الحزب الذي يشهد تماسكا وربما بعض التعاطف في صفوف المنخدعين ببعض الشعارات وفتات المساعدات التي يوزعها على بعض الأوساط الفقيرة.
وواقع آخر انكشفت فيه دعاية التنظيم وأبانت التناقضات والصراعات والانشقاقات، على سوأة الفشل في تمرير خطاب جديد قادر على استقطاب الأتباع الجدد أو إقناع منتسبين مغرر بهم للبقاء في هيكل سياسي مهترئ بدأ يتهدد على رؤوس أصحابه.
ترافق ذلك الفشل السياسي والتناقضات مع حملة استمرت على مدى عامي 2018، وحتى منتصف 2019، ضد مصادر تمويل التنظيم عبر نشاط المنظمات "الخيرية" داخليا وخارجيا، والضغط الضريبي على بعض المؤسسات التجارية التابعة للجماعة.
الفشل السياسي تزامن مع انكشاف خدع المؤامرات التي يستخدم خلالها التنظيم أجهزة الإعلامية لتمرير خططته وأجنداته التآمرية على البلد، وهي حملات تأتي في شكل محاولة تأجيج الصراعات العرقية في البلد عبر العزف على وتر الحساسيات الاجتماعية.