الصورة الأولى من نوعها للرئيس الأسبق منذ خروجه من البلاد إلى منفاه الخارجي سنة 2005، أظهرت الرجل منهكا وتبدو عليه ملامح التعب الشديد
أثارت صورة "سلفي" التقطتها الكاتبة الإخوانية المقيمة في قطر مريم سيدي أحمد، لرئيس موريتانيا الأسبق معاوية ولد الطايع، أثناء مراجعته إحدى عيادات الدوحة، جدلا واسعا في البلاد، وكشف برأي أنصاره عن حقد الإخوان وتشفيه ضد الرجل الذي وجه أقوى الضربات ضد التنظيم، إبان توليه الحكم ما بين 1984و2005.
الصورة الأولى من نوعها لولد الطايع منذ خروجه من البلاد إلى منفاه الخارجي سنة 2005، أظهرت الرجل منهكاً وتبدو عليه ملامح التعب الشديد، كشفت كذلك برأي البعض عن مستوى إهمال سلطات الدوحة لوضعية ضيفهم، لدرجة تعريضه لتشفي الإخوان، وهو الذي قرر منذ خروجه من البلاد التواري عن الأنظار حتى أقرب مقربيه.
الصورة أثارت استهجان الكتّاب والمدونون، بل الشخصيات السياسية في البلد، واعتبروا التقاطها في هذا التوقيت وفي هذه الوضعية الخاصة للرجل تحمل أكثر من دلالة، خصوصا أن السيدة التي التقطتها هي مطلّقة الإخواني "المختار الشنقيطي"، المعروف بقربه من "تنظيم الحمدين" القطري.
انحدار أخلاقي
وزير الخارجية الموريتاني السابق محمد فال ولد بلال، والرئيس الحالي للجنة المستقلة للانتخابات، انتقد تصرف الكاتبة الإخوانية في تدوينة عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مشيرا إلى أن الصورة التي ربما تكون "مفبركة" تكشف عن غياب الأخلاق لدى هؤلاء.
شوقي محمد، الكاتب والمدوّن الموريتاني والقيادي في حزب "الوطن"، انتقد هو الآخر في تدوينة عبر حسابه بـ"فيسبوك" تصوير الرئيس الأسبق في هذه الوضعية، هو في عيادة طبية، متسائلا عن دلالة التوقيت، قبل أن يجيب أن للأمر علاقة ربما بالمعاملة غير الجيدة التي أصبح يحظى بها الرئيس الأسبق من قبل مضيفه القطريين.
وأشار شوقي إلى أن المعاملة السيئة للرئيس الأسبق لموريتانيا وأحد رموزها تظهر من خلال أنه أصبح يتعالج في عيادة "يرتادها الجميع" حسب وصفه، ويضطره ذلك للانتظار مما يجعله عرضة لكل "إخواني"، ومما يعرضه للحقد والتشفي من قبل هؤلاء.
وتساءل عن "المصلحة" في إظهار الرئيس الأسبق لموريتانيا المعروف برغبته في الابتعاد عن الأنظار، وهو في هذه الحالة "غير اللائقة" حسب تعبيره، في إشارة إلى تواطئ ربما قطري إخواني للنيل من الرجل وسمعته لدى الموريتانيين لغايات وأبعاد سياسية.
واختتم القيادي في حزب "الوطن" الموريتاني شوقي محمد تدوينة حول الموضوع بالإشارة إلى الصورة التي التقطتها السيدة الإخوانية للرئيس الأسبق، جرت عليها فبركة من أجل الإمعان في تشويهه وإظهار مستوى "ضعفه"، مستعرضاً صورة أخرى للرجل من المكان نفسه تختلف عن الصورة المتداولة التي نشرتها الكاتبة الإخوانية.
انتهاك الخصوصية
الكاتب والمدون الموريتاني شيخنا محمد فال دوّن هو الآخر في حسابه على "فيسبوك" حول تصرف الكاتبة الإخوانية، مشيراً إلى أن صورة الرجل في إحدى عيادات الدوحة نشرت على ما يبدو دون استئذان الرئيس الأسبق، لأن الكاتبة -يقول محمد فال- تعلم مدى ابتعاده عن الأضواء منذ خروجه من الحكم.
واعتبر الكاتب أن حرية التعبير والنشر لا ترخص لهذه الكاتبة ولا لغيرها نشر صورة الشخصيات العامة دون استئذانها، مستشهداً بحوار مع الكتابة مع موقع إخواني محلي اعترفت فيه أنها طلبت من الرئيس أخذ الصورة دون أن تذكر أنها سألته الترخيص في نشرها، يضيف محمد فال.
وإذا كان نشر الصورة محاولة إخوانية بحسب البعض لتصفية الحسابات مع الرئيس الأسبق على سبيل الحقد والتشفي فإنها بحسب البعض الآخر أظهر الفشل في النيل من الرجل، بل إنها أظهرت مدى التعاطف الكبير الذي لا يزال الرئيس يحظى به حتى وهو خارج الحكم، وهو ما يعني حسب بعض الكتاب أن سحر الإخوان انقلب عليهم.
ومعاوية ولد سيدي أحمد الطايع هو رئيس موريتانيا الأسبق، الذي حكم البلاد ما بين سنتي 1984 و2005، واشتهر خلال فترة حكمه بالصرامة في مواجهة التنظيمات الإرهابية والتكفيرية، خاصة "الإخوان" التي زج بقادتها في السجون ورفض السماح بإقامة أحزاب على أساس ديني وعرقي، وهو ما جعله عرضة لعداء الإخوان منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم.
وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز أكد أن بلاده وقفت بحزم في وجه من وصفهم بـ"المتاجرين بالدين، الذين يستغلون الإسلام سياسيا لأغراض شخصية مشبوهة"، في إشارة إلى الحملة التي شنتها السلطات في الـ24 من سبتمبر/أيلول الماضي ضد تنظيم الإخوان الإرهابي في موريتانيا، وأوضح ولد عبدالعزيز، في خطاب إلى الشعب الموريتاني بمناسبة ذكرى الاستقلال، أن هؤلاء المتاجرين بالدين يخدمون تنظيمات دولية تنشر الخراب والفوضى.
aXA6IDE4LjIyMS45MC4xODQg جزيرة ام اند امز