محللون موريتانيون: تدخل الرئيس بشأن الدستور ضربة قاصمة للإخوان
محللون موريتانيون أكدوا أن تدخل الرئيس الموريتاني لحسم الجدل بخصوص تغيير الدستور كان ضربة لتنظيم الإخوان.
اعتبر خبراء ومحللون موريتانيون، الثلاثاء، أن تدخل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز لحسم الجدل بشأن تغيير الدستور، كان ضربة قاصمة لتنظيم الإخوان الذي راهن على خلافات البرلمان حول الحاجة إلى تعديل الدستور، من أجل تمرير مخططات تخريبية ضد البلاد.
وأشار خبراء -في تصريحات لـ"العين الإخبارية"- إلى رغبة الإخوان في إرباك المشهد السياسي، كمحاولة يائسة للخروج من العزلة المتزايدة التي تواجههم منذ سبتمبر/أيلول الماضي، مع قرار السلطات إغلاق العديد من مؤسساتهم وتهديدها بحل حزبهم "تواصل".
- خبراء موريتانيون: غياب الإخوان عن مسيرة رفض التطرف دليل إرهابهم
- هزيمة إخوان موريتانيا في معقلهم بنواكشوط
ودعا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز إلى وقف مبادرة تعديل الدستور التي أطلقها برلمانيون قبل أيام، والتي كانت تستهدف مراجعة مواد متعلقة بالمأموريات الرئاسية، مطالباً من وصفهم بـ"الغيورين على مصلحة الوطن" إلى الوحدة لمواجهة دعاة الكراهية والتطرف.
رهان خاسر
الكاتب والمحلل السياسي المختار عبدو اعتبر -في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"- أن رغبة الإخوان كانت ترمي إلى إحداث ما وصفه بإرباك الساحة السياسية، عبر ركوب موجة الخلاف في أوساط الأغلبية من مسألة تعديل الدستور، مشيرا إلى أن تدخل الرئيس كان حاسما في هذا الموضوع، على حد وصفه.
وأضاف عبدو أن مظاهر ما وصفه بـ"الجاهزية للانقضاض من طرف الإخوان على جو السكينة في البلاد كانت من خلال استعداداتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأعمالهم التحريضية إلى جانب المعارضة الراديكالية لاستغلال هذا الوضع لتنظيم سلسلة من الفعاليات وأعمال التخريب بحجة الدفاع عن الدستور".
وأوضح عبدو أن عهد السماح للإخوان بالعبث بأمن موريتانيا واستقرارها قد ولى إلى غير رجعة، مبينا أن البلاد لن تقبل الرجوع إلى الوراء، ومشيرا إلى أن موريتانيا بجميع نخبها الحاكمة أخذت القرار بعزل الإخوان وعدم السماح لهم بتنفيذ ما صفها بأجندتهم التخريبية.
لا مكان للإخوان
أحمدو ولد الشاش الكاتب الموريتاني والخبير في قضايا تنظيم الإخوان يرى -في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"- أن لا دور مستقبليا للجماعة في المراحل السياسية القادمة، على حد وصفه.
وأوضح ولد الشاش أن الطبقة السياسية التي تقود موريتانيا تؤمن بقضاياها القومية، عكس دور الإخوان السلبي في الساحة العربية، على حد وصفه.
وقال ولد الشاش إن مستقبل الوضع السياسي في موريتانيا بعد انتخابات 2019 الرئاسية أو شخصية الرئيس المطروحة كمرشح للأغلبية لن يوفر للإخوان ملاذا آمنا، خصوصا أن تنظيم الإخوان يتهاوى على المستوى الشعبي بعد كشف خططهم وممارساتهم.
وتشهد موريتانيا خلال النصف الأول من عام 2019 استحقاقاً انتخابياً يُنتظر أن يفرز وصول رئيس جديد إلى السلطة، بعد إبداء عبدالعزيز نيته في عدم الترشح مرة أخرى.
ودشنت السلطات الموريتانية في 24 سبتمبر/أيلول حملة إغلاق وحظر ضد مؤسسات تابعة لتنظيم الإخوان في موريتانيا.
وكشف الدكتور محمد الأمين ولد الشيخ وزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية حينها أن التحقيقات الخاصة بتمويل مركز علمي وجامعة تابعة للجماعة كشفت عن وجود "شبهات فيما يتعلق بالتمويل، وشبهات حول أوجه الصرف".
وأكد الرئيس الموريتاني، في تصريحات يوم 29 أغسطس/آب الماضي، أن حزب "تواصل" الإخواني متطرف ويرتبط بأجندات خارجية وحركات تقود العنف في بعض البلدان العربية، وطرح أيضاً احتمال حل الحزب الإخواني.