الانتخابات الرئاسية بموريتانيا تعري انقسامات الإخوان
اجتماعات مجلس شورى حزب "تواصل" الإخواني الموريتاني أظهرت حالة الانقسامات والصراعات التي يشهدها الحزب
كشفت الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في موريتانيا منتصف العام الجاري 2019 عن حجم الانقسامات والصراعات التي يشهدها حزب تواصل الإخواني على المناصب القيادية للتنظيم الإرهابي في البلاد.
- قانون محاربة غسيل الأموال.. موريتانيا تجفف منابع تمويل إرهاب الإخوان
- سياسيون موريتانيون: انتخابات الرئاسة أظهرت انقسامات ونفاق الإخوان
كما كشفت الانتخابات الرئاسية الموريتانية مدى زيف ادعاءات الإخوان حول قوتهم، وأظهرت حالة التخبط والارتباك والإفلاس في صفوف التنظيم.
ويشهد حزب "تواصل" الموريتاني الإخواني حاليا انقسامات وانشقاقات داخل قيادات الصفوف الأمامية للحزب، بسبب التنافس على المرشح للانتخابات الرئاسية، ما تسبب في حالة من التصدع في صفوف التيار وهيكله التنظيمي.
وبدأ مجلس الشورى لحزب "تواصل" الموريتاني اجتماعاته الجمعة وتستمر لثلاثة أيام، إذ شهدت "تباينات" بين القادة على منصب "زعيم المعارضة" الذي يمنحه الدستور الموريتاني للمعارضة الممثلة في البرلمان، وذلك بحسب صحيفة "السراج" الموريتانية.
حزب تواصل.. صراعات على الزعامة
واعترفت الصحيفة التابعة للإخوان بأن الخلاف يتركز أساسا بين مؤيدين لرئيس الحزب السابق الإخواني جميل منصور وأنصار قادة آخرين يرفضون توليه لـ"الزعامة" خشية استمرار "هيمنته" على الحزب الذي غادر رئاسته منذ عام، كما لا يراه آخرون أنه "جدير" بهذا المنصب بعد خسارته الانتخابية الأخيرة.
وأشارت إلى أنه على الرغم من كون عملية الاختيار من اختصاص ما يعرف بالمكتب التنفيذي للحزب فإن الظروف الحالية فرضته على جدول أعمال "مجلس الشورى"، بسبب عمق الخلاف ووحدة الاستقطاب داخل التنظيم.
كما تحدثت عما أسمته "نقاشات قوية" -وهي استعارة عن الخلاف– حول "تعويض" و"تغيير" بعض الأسماء في المكتب التنفيذي للحزب، مشيرة إلى أن هناك "توجها" لتقليص عدد المناصب، بعد الانشقاقات التي شهدها التنظيم خلال الفترة الأخيرة.
ومع كل استحقاق انتخابي، دائما ما يلجأ أنصار تنظيم الإخوان الإرهابي إلى سلوكهم المعهود في الممارسة السياسية، الذي تغلب عليه المصالح الشخصية والأطماع السياسية دون أي اعتبارات أخلاقية.
الإخوان.. تاريخ طويل من النفاق
في 17 يناير/كانون الثاني الماضي، أصدرت كتلة المعارضة الموريتانية المعروفة بـ"المنتدى" -والتي تضم الإخوان– وثيقة ملزمة حول "مواصفات" المرشح الذي ستتوحد خلفه المعارضة في الانتخابات المقبلة.
وبعد ساعات قليلة من تأييد الإخوان للوثيقة، بدأت الجماعة الإرهابية تتراجع وتتنصل منها، بعدما كتب أحد منظريها المعروفين مقالا يتحدث فيه عن استحالة المرشح المعارض، مقللا فيه من أهمية الشخصيات المعارضة المطروحة كخيار للمرشح الموحد.
هذا الموقف المتوقع لم يكن استثنائيا، حيث يتمتع التنظيم بتاريخ حافل بنقض العهود والمواثيق المبرمة بينه وبين شركائه، فقبله كان نقض الإخوان اتفاقهم مع المعارضة خلال الانتخابات النيابية والبلدية الأخيرة.
في ذلك الوقت، خرج التنظيم عن إجماع المعارضة، وحاول الاستئثار وحده بالانتخابات وتحقيق المكاسب الخاصة، لكن الفشل والخيبة كان حصاده، حيث مني بالهزيمة النكراء التي لا يزال يتجرع مرارتها حتى اليوم.
ويعود أيضا مسلسل التنصل من الاتفاقات إلى عام 2009، حيث بادر التنظيم بالخروج عن الإجماع المعارض حيال الموقف من الانتخابات الرئاسية في هذا الوقت، بل حاول عام 2010 الارتماء في أحضان الأغلبية من بوابة التحالف الانتخابي، قبل أن تلفظه هذه الأخيرة، ليجد ضالته في المحاولة الفاشلة لاستنبات ما يسمى "الربيع العربي" في الساحة الموريتانية.
aXA6IDMuMTMzLjEzOS4xNjQg جزيرة ام اند امز