سياسيون موريتانيون: انتخابات الرئاسة أظهرت انقسامات ونفاق الإخوان
حزب "تواصل" الموريتاني الإخواني، يشهد انقسامات وانشقاقات داخل قيادات الصفوف الأمامية للحزب، بسبب التنافس على المرشح للانتخابات الرئاسية
مع كل استحقاق انتخابي، دائما ما يلجأ أنصار تنظيم الإخوان الإرهابي إلى سلوكهم المعهود في الممارسة السياسية الذي تغلب عليه المصالح الشخصية والأطماع السياسية، دون أي اعتبارات أخلاقية.
- هزيمة إخوان موريتانيا في معقلهم بنواكشوط
- خبراء لـ"العين الإخبارية": نتائج موريتانيا دليل فشل ماكينة الإخوان الانتخابية
الانتخابات الرئاسية الموريتاينة -المقرر انعقادها منتصف العام الجاري 2019 - كشفت مدى زيف ادعاءات الإخوان حول قوتهم، وأظهرت حالة التخبط والارتباك والإفلاس في صفوف التنظيم.
حزب "تواصل" الموريتاني الإخواني، يشهد حاليا انقسامات وانشقاقات داخل قيادات الصفوف الأمامية للحزب، بسبب التنافس على المرشح للانتخابات الرئاسية، ما تسبب في حالة من التصدع في صفوف التيار وهيكله التنظيمي.
الإخوان.. تاريخ طويل من النفاق
في 17 يناير/كانون الثاني الماضي، أصدرت كتلة المعارضة الموريتانية المعروفة بـ"المنتدى" -والتي تضم الإخوان– وثيقة ملزمة حول "مواصفات" المرشح الذي ستتوحد خلفه المعارضة في الانتخابات المقبلة.
وبعد ساعات قليلة من تأييد الإخوان للوثيقة، بدأت الجماعة الإرهابية تتراجع وتتنصل منها، بعدما كتب أحد منظريها المعروفين، مقالا يتحدث فيه عن استحالة المرشح المعارض، مقللا فيه من أهمية الشخصيات المعارضة المطروحة كخيار للمرشح الموحد.
هذا الموقف المتوقع لم يكن استثنائيا، حيث يتمتع التنظيم بتاريخ حافل بنقض العهود والمواثيق المبرمة بينه وبين شركائه، فقبله كان نقض الإخوان اتفاقهم مع المعارضة خلال الانتخابات النيابية والبلدية الأخيرة.
في ذلك الوقت، خرج التنظيم عن إجماع المعارضة، وحاول الاستئثار وحده بالانتخابات وتحقيق المكاسب الخاصة، لكن الفشل والخيبة كان حصاده، حيث مني بالهزيمة النكراء التي لا يزال يتجرع مرارتها حتى اليوم.
ويعود أيضا مسلسل التنصل من الاتفاقات إلى عام 2009 حيث بادر التنظيم بالخروج عن الإجماع المعارض حيال الموقف من الانتخابات الرئاسية في هذا الوقت، بل وحاول عام 2010 الارتماء في أحضان الأغلبية، من بوابة التحالف الانتخابي، قبل أن تلفظه هذه الأخيرة، ليجد ضالته في المحاولة الفاشلة لاستنبات ما يمسى بـ"الربيع العربي" في الساحة الموريتانية.
سياسيون يحذرون
هذا المشهد المرتبك، دفع خبراء وكتاب موريتانيين للتحذير من الإخوان، حيث حذر الكاتب والوزير السابق محمد ولد أمين، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، قوى المعارضة مما وصفه بـ"الفخ الوشيك" الذي يحاول أن ينصبه قادة حزب "تواصل"، في إشارة إلى الإرهاصات التي بدأت حول نقضهم العهد بخصوص المرشح الموحد للمعارضة.
وتوقع ولد أمين، أن يقوم ساسة الإخوان، الذين وصفهم بـ"دهاة التسلق"، بدفع المعارضة إلى ترشيح شخصية موحدة، ثم يلتحقون بآخر، مستعرضا نماذج سابقة من نقضهم العهد.
الوزير الموريتاني السابق حذر أيضاً، في نفس التدوينة المرشحين للرئاسة المحتملين من دعم "الإخوان"، مشيرا إلى أن التنظيم سيحاول الانفراد بالمرشح.
واعتبر ولد أمين، أن طرد الإخوان من قبل المرشحين، سيجعل موريتانيا تربح "هدنة عظيمة" تجعلها في مركز تفاوضي جيد مع شركات النفط العملاقة وفِي مواجهة الإرهاب.
بدوره، أكد سيدي محمد الكاتب الموريتاني والقيادي في الحزب الحاكم، في حسابه على موقع "الفيس بوك"، انهيار العلاقة بين الإخوان وشركائهم.
وأضاف، أن موقف الإخوان يكشف بشكل قاطع تملصهم من موقفهم السابق نهائيا إلى جانب المعارضة، وبوادر لجوئهم إلى "اشتراطات مواقف جديدة".
من جهته، انتقد محمد الأمين سيدي مولود النائب المعارض والمدوّن الموريتاني المنشق عن الإخوان، تفنيدهم لخيارات كتلتهم السياسية المعارضة، حول المرشح الرئاسي الموحد، وفق ما ورد في كتابات قادتهم مؤخرا.
وتحت عنوان "عبثات الأدلجة" كتب ولد سيدي مولود، أن موقف الإخوان الأخير يكشف مدى تناقضهم لرفضهم ترشيح شخصية معارضة موريتانية بادعاء انتمائها لليسار في حين كانوا من داعمي رئاسة "المرزوقي" في تونس.
واعتبر النائب الموريتاني المعارض، أن فكرة المرشح الوحيد (البيعة) هي فكرة غريبة في بلد يراد أن يكون ديموقراطيا، وذلك في إشارة إلى منهج الإخوان في التعاطي مع الشأن السياسي الموريتاني.