محللون موريتانيون يحذرون: إيران تسعى لبث سمومها في بلادنا
سفارة إيران بنواكشوط تستخدم صفحات مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لأفكار النظام الإيراني، في محاولة لاستقطاب الشباب الموريتاني
حذر سياسيون وكتاب موريتانيون من المحاولات الإيرانية لاختراق النخبة الموريتانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأكدوا أن نظام طهران يسعى لبث سمومه داخل الشعب الموريتاني.
واستخدمت سفارة إيران بنواكشوط، مؤخرا، صفحات مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لأفكار النظام الإيراني، في محاولة لاستقطاب الشباب الموريتاني، عبر تدشين مواقع إلكترونية لهذه المهمة.
- جواسيس إيرانيون استهدفوا مؤسسات أجنبية في ألمانيا
- فرنسا تدعو إيران إلى الوقف الفوري لكل الأنشطة المرتبطة بالصواريخ الباليستية
خطر محدق
وانتقد الدكتور محمد الكوري ولد العربي، القيادي القومي ورئيس حزب "الوطن" الموريتاني، في تدوينة على صفحته بموقع "فيسبوك"، خطوة الترويج لهذه المواقع والصفحات الإيرانية، عبر الوسائط الاجتماعية، معتبرا أن الخطوة تمثل "خطرا عظيما ضد الشعب الموريتاني".
وأوضح الدكتور ولد العربي أن إطلاق سفارة إيران لهذا الموقع ونشر تلك العناوين عبر الفضاء الإلكتروني للموريتانيين يعني أنهم بصدد بث سمومهم لدى النخبة والشعب الموريتاني.
وحذر من خطر إيران على المجتمعات العربية، مبينا أنها "ما دخلت بلدا إلا مزقت أهله وأهلكت حرثه وشوهت نطفه ولوثت تربته وزرعت فيه الشقاق والفتن وأشعلت فيه حرائق المذهبية وأججت لهب الطائفية".
وطالب القيادي القومي بإغلاق "سفارة شجرة العوسج، ووكر أفاعي الكوبرا، (في إشارة إلى سفارة إيران بنواكشوط)، قبل فوات الأوان".
الهروب من العقوبات
عبدالله بيه المحلل السياسي الموريتاني اعتبر، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن الخطوات الإيرانية التخريبية ومحاولات اختراقها للمجتمعات العربية والإسلامية تأتي في ظل تزايد عزلتها على المستوى الدولي؛ بسبب تضييق الخناق عليها جراء إعادة فرض العقوبات عليها.
وأضاف عبدالله بيه أن هذه المحاولات اليائسة تعد "هروبا" من الواقع الذي يشهد تضييقا على النظام الإيراني، ومحاولات لتصدير "مشكلاته المتراكمة"، إلى بقية بلدان العالم، متوقعا فشل هذه الخطط مثلما فشلت محاولات نشر التشيع في الأوساط الشعبية الموريتانية.
وأوضح أن محاولات إيران التمادي في نهجها "التخريبي" سيجر عليها المزيد من "الوهن والضعف"، وقد ينجم عنه في نهاية المطاف تفكيك إيران وتحويلها إلى دويلات عرقية متصارعة، مضيفا أن من يتحمل مسؤولية ذلك هو نظام طهران.
تغذية التطرف
أحمد أبومحمد، الكاتب والمحلل الموريتاني، اعتبر، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن محاولات إيران لاختراق المجتمع الموريتاني ومجتمعات بلدان المنطقة تعد أكبر خطر يواجه الأمن والاستقرار الإقليمي.
وأشار إلى أن نشر الأفكار الدخيلة على المجتمعات والطقوس الغريبة على المنهج الإسلامي المعروف في هذه المنطقة يشكل عاملا أساسيا لاجتذاب الأفكار المتطرفة وتغذية التشدد الديني.
- موريتانيا تعتمد "9 يناير" يوماً وطنياً لمحاربة الكراهية والتطرف
- مسيرة في موريتانيا ضد الإرهاب.. حشود تصيب الإخوان بالذعر
وأوضح أبومحمد أن لجوء عملاء النظام الإيراني إلى نشر أفكارهم "الخبيثة" عبر شبكات التواصل الاجتماعي يعد محاولة يائسة للاختراق، ولن يكتب لها النجاح، وأن تزايد الوعي بين النخب بخطورة الأفكار الإيرانية المتطرفة كفيل بإفشال هذا المخطط مثلما فشلت مخططات أخرى أكثر خبثا كانت تستهدف الوحدة المذهبية لمجتمعات هذه المنطقة.
وكانت وزارة الخارجية الموريتانية استدعت، شهر يوليو/تموز 2018، السفير الإيراني في نواكشط محمد عمراني، وذلك على خلفية نشر وسائل إعلام إيرانية تقارير كاذبة عن وزير الخارجية الموريتاني الجديد حينها إسماعيل ولد الشيخ، زعمت فيها إشادته بما يسمى "ثورة الخميني" ضد نظام الشاه الأسبق عام 1979.
وأدت تغطية الإعلام الإيراني المعروف بفبركة تقارير وأخبار لخدمة أجندة نظام طهران التخريبية لاجتماع ولد الشيخ مع سفير طهران إلى حالة غضب في الأوساط الموريتانية، لا سيما أن الوزير الموريتاني انشغل بحضور اجتماعات بالاتحاد الأفريقي.
وقبل ذلك في شهر مايو/أيار 2018، قررت السلطات الموريتانية مصادرة أهم مركز للشيعة في البلاد، وهو "مجمع الإمام علي"، بعد اتهامه بنشر الطائفية والفتنة بموريتانيا.
كما قررت عزْل إمامه وتعيين إمام جديد للمسجد، وذلك بعد سنوات من النشاط؛ حيث بدأ المركز تنظيم نشاطات في المناسبات الشيعية، إضافة إلى تسيير رحلات إلى لبنان وإيران، إلا أنه أصبح محل جدل في الآونة الأخيرة بسبب التهجم على بعض الصحابة.
aXA6IDMuMTQ3Ljc1LjQ2IA== جزيرة ام اند امز