سياسيون موريتانيون: وزير الدفاع المرشح للرئاسة يحظى بإجماع وطني
الكاتب عبدالله ولد محمدو يقول إن وزير الدفاع يتمتع بـ"شخصية قيادية حكيمة متميزة محبوبة من الجميع"
لقي قرار الحزب الحاكم في موريتانيا ترشيح وزير الدفاع محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني للانتخابات الرئاسية 2019 ترحيبا وإشادة واسعة في صفوف السياسيين والطبقة الحاكمة في البلاد.
- الحزب الحاكم بموريتانيا يعلن ترشيح وزير الدفاع للانتخابات الرئاسية
- تعيين وزير الدفاع السابق رئيسا للمجلس الدستوري في موريتانيا
واعتبر سياسيون وخبراء في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" أن هذة الخطوة ستضمن استمرار الإنجازات والمكتسبات التي حققتها موريتانيا منذ 2008 حتى الآن، نظرا لما يتحلى به المرشح من مؤهلات مهنية وشخصية، بالإضافة إلى تجربته الناجحة في إدارة عدد من الملفات التي تهم هذا البلد الأفريقي.
وكان سيدي محمد ولد محم وزير الثقافة الناطق باسم الحكومة الموريتانية ورئيس الحزب الحاكم، كشف، الثلاثاء، عن اختيار وزير الدفاع محمد ولد الشيخ محمد أحمد، مرشحا للانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها في يونيو/حزيران 2019.
وقال ولد محم -في تغريدة له على حسابه الشخصي في "تويتر"- إن اختيار وزير الدفاع الحالي يشكل ما وصفه بـ"أفضل خيار لاستمرار المشروع الوطني الذي يقوده الرئيس الحالي محمد ولد عبدالعزيز".
رصيد الثقة مع الرئيس
وقال الكاتب أحمد طالب ولد المعلوم، القيادي في حزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" أن قرار الأغلبية والحزب اختيار وزير الدفاع محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني مرشحا للرئاسة 2019 يعني الاستمرار في النهج نفسه الذي تسير عليه موريتانيا منذ 2008.
وأشار ولد المعلوم إلى أن الوزير محمد ولد الغزواني يستند إلى ما وصفه بـ"رصيد معتبر من الثقة المطلقة المتبادلة" مع الرئيس الحالي محمد ولد عبدالعزيز، وتاريخ طويل من الصداقة الشخصية جمعت الرجلين منذ انضمامهما معا إلى المؤسسة العسكرية أواخر السبعينيات وحتى الآن.
وأكد ولد المعلوم أن وزير الدفاع يمتلك "الكاريزما القيادية"، بخلاف ابتعاده عن التجاذبات السياسية، ما يجعله الأوفر حظا في الانتخابات المقبلة.
التجربة الناجحة
أما الكاتب عبدالله ولد محمدو ولد بيه، الناشط في فريق مناصرة ترشيح وزير الدفاع فقال في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" إن هذا المرشح الذي وقع عليه اختيار الأغلبية يتمتع بـ"شخصية قيادية حكيمة متميزة محبوبة من الجميع"، على حد تعبيره.
وأضاف ولد محمدو أن "الوزير بذل عدة عقود في خدمة وطنه كضابط وقائد للجيش وهو الأجدر بمواصلة المسيرة ومواصلة العطاء من موقع رئاسة الجمهورية، مستعرضا ما وصفه بـ"نجاحه في إدارة عدة ملفات مهمة بكل اقتدار وجدارة وتحقيقه إنجازات أمنية متعددة كانت محل إشادة وتقدير المجتمع الدولي، خاصة في الحرب الإرهاب ومواجهة الفكر المتطرف" .
وقال عضو فريق مناصرة ترشيح وزير الدفاع، إن الوزير له دوره المشهود إلى جانب الرئيس الحالي في تحقيق الإصلاحات السياسية والديمقراطية التي تم على خلفيتها تغيير الثالث من أغسطس/آب 2005، الذي تم بموجبه إقرار الدستور الحالي الذي يفرض التناوب السياسي على السلطة في البلد.
وعن مساره التعليمي يضيف ولد محمد محمدو أن الرجل حفظ القرآن ودرس كتب المتون الفقهية المتوفرة بمدارس موريتانيا الدينية قبل الالتحاق بالمدرسة الحديثة ليحصل على شهادة البكالوريا 1977 وينضم إلى الجيش سنة 1978.
وشارك وزير الدفاع الحالي ومرشح الحزب الحاكم للانتخابات الرئاسية المقبلة -يضيف ولد محمدو- في عدة تدريبات ودورات عسكرية عندما كان ضابطا؛ شملت المغرب والسعودية والأردن والعراق، كما قاد عدة كتائب وألوية عسكرية قبل قيادته أركان الجيوش ما بين 2008 و2018.
ضربة للراديكاليين
الكاتب والمستشار السابق بالرئاسة الموريتانية الدكتور إسحاق الكنتي كتب عبر صفحته بـ"فيسبوك"، مثمنا قرار ترشيح وزير الدفاع الحالي من طرف الأغلبية لرئاسيات يونيو/حزيران 2019، معتبرا أنها خطوة "تفتح صفحة جديدة في سجل المشروع الوطني الذي أسسه الرئيس الحالي محمد ولد عبدالعزيز".
واعتبر الكنتي أن " وزير الدفاع شخصية تحظى بإجماع وطني وقادرة على إضافة لبنة جديدة على الصرح الذي أسهم من موقعه في تشييده"، مشيرا إلى أن "المعارضة الراديكالية ستدرك عجزها عن إحداث تناوب ولو على مستوى الأسماء"، على حد تعبيره.
والمرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد هو من مواليد سنة 1956 في بومديد (ولاية لعصابة)، وحصل على شهادة البكالوريا 1977، وانضم إلى الجيش يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول 1978.
قاد أركان الجيش منذ 2008 حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2018 حتى تاريخ تقاعده قبل أن يعين في الشهر نفسه وزيرا للدفاع في حكومة محمد سالم ولد البشير.
وكان الرئيس الموريتاني دعا في 15 يناير/كانون الثاني الجاري في بيان رئاسي إلى وقف مبادرة تعديل الدستور التي أطلقها برلمانيون قبل أيام، والتي كانت تستهدف مراجعة مواد متعلقة بالمأموريات الرئاسية، مطالبا من وصفهم بـ"الغيورين على مصلحة الوطن" بالوحدة لمواجهة دعاة الكراهية والتطرف.
وأكد عبدالعزيز -خلال مقابلة له نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مع صحيفة "لوموند" الفرنسية- عدم الترشح لولاية رئاسية ثالثة، احتراما لدستور البلاد، لكنه أشار إلى حقه في ممارسة السياسة في بلاده من خلال حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم حاليا.
وتشهد موريتانيا خلال النصف الأول من عام 2019 استحقاقا انتخابيا يُنتظر أن يفرز وصول رئيس جديد إلى السلطة، بعد إبداء عبدالعزيز نيته عدم الترشح مرة أخرى.
وانتُخب الرئيس الحالي سنة 2009، ثم أعاد الشعب اختياره عام 2014 لولاية ثانية.
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4xNDQg جزيرة ام اند امز