المرض «الأكثر عدوى في العالم» ينتشر في بريطانيا

في تطور مقلق، حذرت السلطات الصحية البريطانية من عودة تفشي مرض الحصبة، الملقب بـ"المرض الأكثر عدوى في العالم" بشكل لافت.
ووسط مخاوف من ازدياد الحالات مع قرب انتهاء العطلة الصيفية وعودة الطلاب إلى المدارس، أعلن تقرير صادر عن وكالة الأمن الصحي البريطانية ، تسجيل 674 حالة إصابة بالحصبة منذ بداية العام وحتى الآن، بينها 145 حالة في الأسابيع الأخيرة فقط. ويتركز أكثر من 48% من هذه الحالات في لندن، تليها منطقة شمال غرب إنجلترا بنسبة 16%، ثم شرق إنجلترا بـ10%.
وتعد بلدة هاكني في شرق لندن الأكثر تضررًا، حيث سجلت وحدها 79 حالة ، ما يمثل أكثر من عُشر الإصابات على مستوى البلاد.
تحذيرات من انتشار أوسع
يحذر الخبراء من أن السفر خلال العطلة الصيفية قد يؤدي إلى تسارع انتشار الفيروس عند عودة الطلاب للمدارس، خاصة مع تراجع معدلات التطعيم بلقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية في عدة مناطق، أبرزها لندن ومانشستر وليفربول وبرمنغهام.
ففي هاكني، لم يحصل سوى 60.8% فقط من الأطفال على الجرعتين الكاملتين من لقاح الحصبة عند بلوغهم سن الخامسة، مقارنة بـ83.9% كمعدل وطني عام، وهو ما وصفه الدكتور بن كاسطان-دابوش، أستاذ الصحة العالمية بجامعة لندن، بأنه "قنبلة موقوتة".
وفاة طفل وتحذيرات متكررة
وكان طفل في ليفربول قد توفي الشهر الماضي نتيجة إصابته بالحصبة إلى جانب مشكلات صحية أخرى خطيرة. هذا الحادث أعاد تسليط الضوء على خطورة المرض، خاصة على الأطفال غير المطعّمين والمصابين بأمراض مزمنة أو من لديهم ضعف في المناعة.
وقالت الدكتورة فانيسا سليبا، استشارية الأوبئة في وكالة وكالة الأمن الصحي البريطانية "الفرصة لا تزال سانحة أمام الآباء هذا الصيف للتأكد من أن أطفالهم حصلوا على الجرعتين الكاملتين من لقاح الحصبة قبل بدء العام الدراسي. لا تنتظر حتى تقع الكارثة".
مرض خطير رغم المظهر البسيط
ورغم أن الحصبة قد تبدأ بأعراض شبيهة بالإنفلونزا وطفح جلدي معروف، إلا أنها قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل الالتهاب السحائي أو تسمم الدم أو التهاب الرئة أو الدماغ. وتشير التقديرات إلى أن واحدًا من كل خمسة أطفال مصابين ينتهي به الأمر في المستشفى، وواحد من كل 15 يُصاب بمضاعفات خطيرة.
وتاريخيًا، عانت بريطانيا من انخفاض حاد في معدلات التطعيم بلقاح الحصبة، بعد نشر دراسة مشكوك فيها عام 1998 ربطت زيفًا بين اللقاح والتوحد، وهو ما أدى إلى تراجع الثقة لدى آلاف الأسر. ورغم أن الدراسة سُحبت وأدين كاتبها لاحقًا، إلا أن آثارها لا تزال ملموسة حتى اليوم في بعض المجتمعات.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز