الشفاء.. أكبر مجمع طبي في غزة مهدد بوقف خدماته
مجمع الشفاء يسهم في تقديم الخدمة الطبية لـ652 ألف فلسطيني يقطنون مدينة غزة، وآلاف غيرهم من سكان باقي مدن القطاع.
آلاف العمليات الجراحية مؤجلة، مرضى بلا أدوية، صراع على وصول الكهرباء في ظل الانقطاع الطويل والمتكرر، هكذا يبدو الأمر في مجمع الشفاء الطبي، أكبر مشافي قطاع غزة.
ثلاثية الحصار وإجراءات السلطة وفشل إدارة حماس، تلقي بظلالها على المشفى، الذي ينازع للاستمرار في تقديم الخدمة الطبية لـ652 ألف فلسطيني يقطنون مدينة غزة وآلاف غيرهم من سكان باقي مدن القطاع.
ويؤكد مدحت عباس، مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، أن أكبر أزمة تواجه المشفى حاليا هي الوقود، والتي تهدد بوقف الخدمات الطبية في أكبر مستشفيات القطاع.
تأسس المستشفى عام 1946 على مساحة 42 ألف متر مربع غرب مدينة غزة، وهو يضم اليوم 3 مستشفيات هي الجراحة والباطنة والنساء والولادة.
ويعاني قطاع غزة من أزمة كهرباء خانقة، حيث تصل الكهرباء بواقع 4 ساعات فقط يليها 16 ساعة انقطاع، ما يجعل المستشفى يعتمد على مولدات الكهرباء للاستمرار في عمله، وهو ما يحتاج إلى مبالغ طائلة.
ويحذر المسؤول الطبي من خطورة انقطاع التيار الكهربائي عن الكثير من الأقسام والعناية المركزة، وغرف العمليات، والعيادات الخارجية، الأمر الذي يشكل خطرا مباشرا على حياة المدنيين داخل القطاع.
ويحتاج مجمع الشفاء الطبي إلى ما يتراوح بين 150 إلى 200 ألف لتر من الوقود شهريا، بمعدل استهلاك يومي يتراوح بين 5 آلاف إلى 7 آلاف لتر.
وأكد الدكتور أيمن السحباني، مدير قسم الاستقبال والطوارئ بمجمع الشفاء الطبي، لـ"العين الإخبارية"، أن هناك 8 آلاف عملية جراحية مؤجلة للمرضى في مستشفيات قطاع غزة بسبب نفاد المستلزمات الطبية، منها 5 آلاف في المجمع.
وأوضح السحباني أن المجمع يستقبل نحو 2000 مريض يوميا ويجري 100 عملية في الوقت الطبيعي، ويجري حاليا حوالي 50 عملية جراحية فقط لنقص الدواء والمستهلكات، وعطل الأجهزة الطبية وعدم وجود قطع غيار لها.
وقال إن 50 % من الدواء الأساسي غير موجود بالمجمع مثل أدوية القلب والضغط والسكر حتى المحلول الملحي غير موجود علاوة على نقص المستهلكات الطبية.
وتابع السحباني أن مستشفى الشفاء؛ وبفعل انقطاع التيار الكهربائي بات يعاني من أزمة مياه، حيث إن أزمة القطاع الصحي لم تعد متوقفة على الوقود فقط، وإنما على الأدوية والمستهلكات الطبية والمياه أيضا.
وبشكل خاص يعاني قسم الكلى في تقديم الخدمات لـ450 مريض كلى يعانون في ظل النقص الحاد في الدواء والمستهلكات.
ويواجه المستشفى معاناة في الأقسام الحساسة كحضانة الأطفال التي تضم حاليا 40 طفلا يحتاجون لرعاية فائقة جدا، وأقسام العناية المركزة والعمليات والاستقبال والطوارئ، كما تواجه مختبرات الدم أزمات خصوصا في الكهرباء التي تحتاجها لحفظ الدم وتطعيمات الأطفال الضرورية وأقسام القلب والأعصاب والجراحة والعظام.
ويوجد في المجمع نحو 600 سرير في الأوقات العادية مشغولة بالمرضى حاليا، وعند الطوارئ تصل إلى 700 سرير، فيما يعمل به 1500 موظف من الطواقم الطبية المتخصصة وطواقم التمريض، والطواقم الطبية المساعدة والطواقم الخدمية والإدارية.
ووفق السحباني، فإن مجمع الشفاء يمثل ثلث قوة وزارة الصحة التشغيلية فهو أكبر مجمع وسط مليوني مواطن يعانون أشد المعاناة، ويتعرضون لإصابات بأعداد كبيرة من جيش الاحتلال.