احتفى العالم قبل أسبوع بيوم المرأة العالمي، و احتفلت المرأة به الإماراتية بشكل خاص وهو يوم يتذكّر فيه كل رجل إنجازات المرأة سواء أكانت أما أو زوجة أو أختا، فهي الكيان المهم للرجل، وبالطبع المرأة الإماراتية حظيت ولا تزال تحظى بكل اهتمام وتقدير من
احتفى العالم قبل أسبوع بيوم المرأة العالمي، واحتفلت المرأة به الإماراتية بشكل خاص وهو يوم يتذكّر فيه كل رجل إنجازات المرأة سواء أكانت أما أو زوجة أو أخت، فهي الكيان المهم للرجل، وبالطبع المرأة الإماراتية حظيت ولا تزال تحظى بكل اهتمام وتقدير من الحكومة وقادتنا حفظهم الله.
المرأة عانت واجتهدت وأكملت مسيرتها وقهرت الظروف ونقشت اسمها على صخور الزمن، لكن والحق يُقال أنها لم تصل إلى ما وصلت إليه دون أن يكون للرجل دور في حياتها.
فالوعي الذي يمتلكه الرجل هو الذي خلق الفُرص لها، فأفكاره أفرزت تصّورات مستقبلية للوطن لنساء مُبدعات، وعَلِمَ قادتها أن الوطن سيرتقي بتعاون جهود الجنسين معاً، فمع انحطاط العالم وانغماس البعض في ظلم المرأة وتكالب الحروب والتخلّف في واقعهم المرير ضدها، تنفرد الإمارات بشرعيتها الدينية والسياسية والتاريخية في وضع المرأة والتركيز على أهميتها، فلم يعد وجودها تمظهر لحضارة الجمال والجسد فقط، بل تأطرت بأرقى إفرازات الحضارة المعاصرة وأبقت رداء الحشمة والوقار ميزة لا تنّفك عنها، على عكس بعض الأُمم التي نادت ولا زالت تُنادي بحرية المرأة على حساب دينها وأخلاقها، وهذا ما آلت إليه بعض الحضارات من دمار وتفكّك والرجوع للوراء بسبب بُعدها عن الفطرة السليمة.
ولم تكن دولة الإمارات بمعزل عمّا يحدث للعالم من انفتاحات في الفكر والرأي فمن خلال رُؤى قادتنا وامتلاكهم لزمامِ الأمور تحولت إلى تناغم عظيم في بناء مجتمع متماسك سليم قوامه الرجل والمرأة، ونجاح المرأة في ظل هذه الظروف المحيطة أشبه بالمعجزة حيث تُعتبر الورقة الرابحة في يد الرجل لأنه وضع كل ثقته في قدراتها ومواهبها ليجعل منها كيان مُستّقل بذاته يتمحور في تطلّعاته للمستقبل ورسم خطوط نجاحه بجدارة بفكرٍ يمتلك كل مُقوّمات الإرادة لإكمال مسيرة وتقدّم شعب.
المرأة الإماراتية وصلت لأعلى المراتب بفضلٍ من الله ثم رجال الإمارات الأوفياء، فقادة الإمارات ورجالها رسموا لها طريق النجاح وكفلوا لها الحياة الكريمة
كل هذه المناصب والمُؤهلات لم تحصل عليها إلّا وكان للرجل يد في ذلك، وكما أن مقولة (وراء كل رجل عظيم امرأة) أيضاً تختبئ في هذا المعنى حقيقة، فحتماً وراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم قادها للنجاح وحرص على أن تكون في مقدمة الركب، فكل امرأة في الإمارات وصلت لأعلى المراتب بفضلٍ من الله وثم رجالها الأوفياء بدءاً من قادة تنحني لهم هامتنا إلى الرجل الأب والأخ، فالرجل في دولتنا رسم لها طريق النجاح وكفل لها الحياة الكريمة، ولن ننسى أن المرأة الإماراتية حظيت بذلك كله من أول رجل وهو الوالد الشيخ زايد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
فهو الذي أرسى قواعدها ودعم مسيرتها التعليمية ورسّخ في أذهان الجميع أن المرأة العنصر الهام في بناء الوطن وسُؤدده.
فمهما كانت المرأة طموحة ولها من المواهب الشيء الكثير لن تُخرج كل ذلك لولا أن الرجل كان يحمل لها قناديل المستقبل الباهر، ويقف لجوارها يُساند مسيرتها وعطاءها للوطن.
(يوم المرأة العالمي) بمثابة رسالة تُؤكد أهمية كل رجل كان وراء المرأة، فهو راعٍ لهذه المرأة ومسؤول عنها، فيحق له التكريم على إنجازاته أيضاً وليس شرطاً تسمية يوم باسمه لأنه في كل لحظة يُثبت فيها وجود المرأة له حق الثناء علينا، والنشاطات الإنسانية التي قام بها الرجل في داخل الدولة وخارجها كفيلة بتعريف دور الرجل الإماراتي، فلن ننسى الشهداء الذين أعطوا أرواحهم للوطن فداء له، وشهداء الإنسانية الذين راحوا ضحية في إنفجار (قندهار) أكبر دليل على أن الرجل الإماراتي أيقونة فخر للمرأة الإماراتية، وهو رجل الأمن الذي لا تغفل عيناه عن متابعة الدولة وحفظ أمنها، وهو الوطني الغيور صاحب القلم الذي يكتب دفاعاً عن بلده، وهو القائد الفذّ الذي يمسك بزمام الأمور وهو الأستاذ في الجامعة الذي يقتدي به الجميع في تطوعه ومساهماته الإنسانية، وهو الكاتب صاحب القلم الإبداعي الذي يُسطر حباً في المرأة ويُدافع عن الوطن الذي يضّم كليهما تحت جناح الحرية وحب الوطن، كل هؤلاء يستحقون تقديرنا وإحترامنا.
إن الإرتباط الوثيق بين الرجل والمرأة يتمّثل في الوعي بحقوقها وتُمثّلها لقوى سياسية واقتصادية وغيرها في الدولة بتدبير من الرجل ولتتباهى به كمُطوّر لها وراعياً رسمياً لكل فعالياتها الإبداعية.
في هذا النتاج الثقافي الذي أبرز وجودها عالمياً، ورفع من مكانتها، أضحت هذه المجالات مُؤطرّة للعمل الإنساني للوطن، فهي تُواكب العصر بفكرها وثقافتها وتتجلّى أهميتها كونها الفلسفة الوطنية للرجل فهو يراها محور الإبداع، ولم يُكلّفها للعمل إلاّ وتتقدمه الثقة في قُدراتها في خلق فرص لها لتتميز به عن باقي بنات جنسها وتكون المرأة الإماراتية حققت إنجازاتها الرائعة في غضون سنين بسيطة،
والمجتمع رحّب بوجود المرأة في شتّا المجالات باقتران وجودها مع الرجل الذي خطت خُطاها بتأثير منه دون أن يُؤثّر كلاهما على دور الآخر الطبيعي، فالمنطق العقلاني يُؤكد أن الرجل والمرأة بمثابة الفاعلية الإنسانية لنمو الحضارات، فلم توجد حضارة إلّا بوجودهما معاً، وقد صاغ الشعراء الرجال أجمل ما خطّته أناملهم في حب المرأة وظهرت أجمل قصائدهم في التغّني بهواها كقارئة للفنجان وبعثت برسالة من تحت الماء وأخرى إلى امرأة مجهولة وغيرها أبدع فيها شاعر المرأة وهو رجل، وتُوجّت ملكة في عرش دولة وذُكر اسمها في القرآن صراحةً، وحُوربت دول لأجل نيّل رضاها، واُريقت دماء شعوب في حُبها، إذن الرجل حمل نجوم السماء ليضعها في يدِ المرأة، فلولا الرجل لما عرفنا ليلى العامرية وعبلة ولم نقرأ رسائل ميّ زيادة وغادة السمّان ولم نتعّرف على قصص شهرزاد والفلسفات الفكرية والإبداعات المتطّورة كلها تعلو من شأن المرأة بتظافر علاقتها بالرجل، إذ ظلّت المرأة تسبح قرون عديدة في أمواج فلسفة الرجل وتنهل من عطاءه وتُغدق على الجميع حُبّاً واهتماماً، وكانت الرُؤى المختلفة لكيان المرأة لا يدنو من كرامتها قيد أنملة فهي في الإسلام المرأة التقيّة والعالِمة والداعية ونالت كرامتها مُذ جاء هذا الدين وأعطاها الحقوق التي تتمتّع به، وفي دولتنا كان الرجل الإماراتي هو الذي تبّنى هذه الحقوق وصاغها واجبات دستورية تكفل للمرأة الإماراتية الحياة بكل كرامة وإباء، ألا يحق حينها الافتخار بالرجل الإماراتي وقد تميّزت (هي) بـ (هو).
فالمرأة الإماراتية تعملقت على يده ولم يتقزّم دوره بُعلّوها بل كان المُؤشر الحقيقي لوجودها في سماء العلم والفكر والدين، وبكل فخر تميّزا معاً بفضل قيادتنا الرجالية وبكل شُموخ وكبرياء رفعت راية الوطن في استشراق المستقبل وصناعته واستئناف الحضارة وكانت الحاضرة في قمة الحكومات ولبّت للشباب نداءاتهم، ودارت الحوار الهادف وتعالى صوتها للحق، وكان في الجوار يقف الرجل مُصفّقاً لها دون أن يشعر بنقصه أو استحالة ما يفعله إزاء نجاحها.
كل ما ذكرته يُؤكدّه مُؤشّر (انسياد) في أن الإمارات الأولى خليجياً في المساواة بين الجنسين وهذا مُؤشّر يُوضّح فيه مدى العدل القائم بينهما دون ترجيح كفّة على أخرى.
الرجل والمرأة في دولة الخير حتماً هما بخير، ونحمد الله على نعمة قادة خير لنا جميعاً.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة