شهر التوعية بالصحة العقلية.. 9 نصائح لكسر سجن الوحدة
مايو/ أيار هو شهر التوعية بأهمية الصحة العقلية في الولايات المتحدة، وهو ما يلعب دورا مهما في الوقاية من عشرات الأمراض ذات البعد النفسي.
كذلك أحيت المملكة المتحدة أسبوع التوعية بالصحة العقلية خلال شهر مايو/ أيار الجاري، بالتحديد في الفترة من 9 إلى 15 من هذا الشهر؛ بهدف زيادة الوعي بالصحة النفسية ومدى تأثير الوحدة على الإنسان بالسلب، كونها موضوع العام.
ووفقًا لمؤسسة الصحة العقلية البريطانية، فإن "واحدا من كل أربعة بالغين يشعر بالوحدة في بعض الوقت أو طوال الوقت"، محذرة من أنه "كلما طالت فترة شعورنا بالوحدة، زاد خطر تعرضنا لمشاكل الصحة العقلية".
وكشفت رئيسة الأبحاث في مؤسسة الصحة العقلية البريطانية كاثرين سيمور أن "شخصا واحدا من بين كل 20 شخصًا في المملكة المتحدة غالبًا ما يشعر بالوحدة".
ولا يوجد سبب بمفرده وراء شعور الناس بالوحدة، كما لا يوجد حل واحد للمشكلة لأن الجميع مختلفون، لكن هناك مجموعة من الخطوات التي تساعد في تخفيف وطأة الوحدة أو تجنبها في بعض الأحيان.
أضرار الوحدة على الأشخاص
عمليا كل شخص يعاني من الشعور بالوحدة من وقت لآخر، والغريب أنه يمكن أن يكون هذا الشعور ملحوظًا بشكل خاص في أيام العطلات وعيد الحب وأوقات التوتر الشديد.
ووفقا لموقع verywellmind، فإن عدد البالغين الذين يشعرون بالوحدة في الولايات المتحدة بلغ 61%، وفقا لاستطلاع أجرته Cigna في يناير/ كانون الثاني 2020 على 10000 بالغ.
ومع ذلك، لا يتحدث الناس دائمًا عن مشاعر الوحدة ولا يعرفون ماذا يفعلون مع هذه المشاعر، وبخلاف كونها مؤلمة عاطفياً يمكن أن تؤثر الوحدة على الأشخاص بعدة طرق مختلفة، ومنها:
- الاكتئاب
وجدت دراسة نشرت عام 2021 في مجلة Lancet Psychiatry وجود ارتباطات بين الوحدة وأعراض الاكتئاب لدى مجموعة من البالغين تبلغ من العمر 50 عامًا أو أكبر.
- الصحة الجسدية
ربطت العديد من الدراسات بين التوتر العاطفي واكتئاب المناعة، كما تربط أبحاث أخرى بين الوحدة والاكتئاب وبين ضعف الصحة والرفاهية، لذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من الوحدة معرضون لمجموعة متنوعة من المشكلات الصحية.
- الألم الجسدي
تظهر الأبحاث أن مناطق الدماغ التي تتعامل مع الإقصاء الاجتماعي هي نفس المناطق التي تعالج الألم الجسدي، وهو تفسير عملي جديد للتجربة الرومانسية المعروفة باسم "القلب المنكسر".
نصائح للتعايش مع الوحدة
إذا كنت تعاني من الوحدة، فهناك بعض الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها والتعامل مع هذا الشعور، كالتالي:
1- الانضمام إلى فصل دراسي أو نادٍ
الانضمام إلى فضل فصل دراسي أو ناد، سواء أكان ذلك فصلًا فنيًا أو فصل تمرين أو نادي كتاب، يعرضك تلقائيًا لمجموعة من الأشخاص الذين يشاركونك على الأقل واحدًا من اهتماماتك.
ويوفر الانضمام إلى فصل دراسي أو نادٍ إحساسًا بالانتماء يأتي مع كونك جزءًا من مجموعة، ويمكن أن يحفز هذا الإبداع ويمنحك شيئًا تتطلع إليه خلال اليوم ويساعدك على تجنب الشعور بالوحدة.
2- التطوع
يمكن أن يوفر التطوع لقضية تؤمن بها نفس فوائد الالتحاق بفصل دراسي أو الانضمام إلى نادٍ، مثل لقاء الآخرين وخلق تجارب جديدة والعثور على المزيد من المعنى في حياتك.
إضافة إلى تقليل الشعور بالوحدة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مزيد من السعادة والرضا عن الحياة، والشعور بإحساس أعمق بالامتنان لما لديك في حياتك الخاصة.
3- البحث عن الدعم عبر الإنترنت
نظرًا لأن الشعور بالوحدة منتشر إلى حد ما، فهناك العديد من الأشخاص عبر الإنترنت الذين يبحثون عن أشخاص للتواصل معهم يجمعهم اهتمام مشترك.
تحقق من التطبيقات التي تستخدمها، مثل تطبيقات اللياقة البدنية أو التمارين الرياضية، فقد تتضمن عنصرًا اجتماعيًا أو لوحة مناقشة للانضمام إليها.
4- تقوية العلاقات القائمة
من المحتمل أن يكون لديك بالفعل أشخاص في حياتك يمكنك التعرف عليهم بشكل أفضل أو روابط مع العائلة يمكن تعميقها. إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا تتصل بالأصدقاء كثيرًا وتخرج معهم أكثر، وتجد طرقًا أخرى للاستمتاع بعلاقاتك الحالية وتقوية الروابط؟.
إذا كنت تكافح للعثور على الدافع للوصول إلى أحبائك، فقد يكون من المفيد أن تبدأ ببطء، لذا اختر صديقًا واحدًا أو فردًا من العائلة داعمًا يمكنك أن تتخيل الوصول إليه.
5- تبني حيوان أليف
الحيوانات الأليفة، خاصة الكلاب والقطط، تقدم الكثير من الفوائد ومن بينها منع الشعور بالوحدة، إذ يجمع إنقاذ حيوان أليف بين فوائد الإيثار والرفقة ويحارب الشعور بالوحدة بعدة طرق.
إضافة إلى ذلك، توفر الحيوانات الأليفة حبًا غير مشروط، يمكن أن يكون مرهمًا رائعًا للوحدة.
6- التحدث مع الغرباء
التفاعل بطرق صغيرة مع المعارف أو الغرباء الذين تقابلهم طريقة سهلة للعثور على روابط في الحياة اليومية، حيث تُظهر الأبحاث أن القيام بذلك يساهم في رفاهيتنا الاجتماعية والعاطفية.
لذلك في المرة القادمة التي تتناول فيها فنجانًا من القهوة أو ترى جارك في نزهة، ابدأ محادثة، فقد تجد أنك تشعر بالسعادة بعد ذلك.
7- مارس الرعاية الذاتية
عندما تشعر بالوحدة تأكد من أنك تفعل ما بوسعك للاعتناء بنفسك بطرق أخرى، ودائمًا ما تكون الرعاية الذاتية فكرة جيدة، خصوصًا عندما تشعر بالإحباط.
كما أن تناول الأطعمة المغذية وممارسة الرياضة والحصول على قسط كافٍ من النوم سيجعلك تشعر بالتحسن على المدى الطويل.
8- واصل الشغل
قم بإلهاء نفسك عن مشاعر الوحدة وحدد موعدًا مع نفسك. هل لديك هواية كنت ترغب دائمًا في ممارستها أو مشروع لتحسين المنزل ظل قائماً في قائمة مهامك؟ خذ بعض الوقت للاستثمار في نفسك واهتماماتك واجعل عقلك مشغولاً في هذه العملية.
9- زيارة معالج
تشير الأبحاث إلى أن الشعور بالوحدة وأعراض الاكتئاب يمكن أن تديم بعضهما البعض، ما يعني أنه كلما زاد شعورك بالوحدة تضاعف شعورك بالاكتئاب والعكس صحيح.
في بعض الأحيان، لا يكفي مجرد الخروج والتعرف على أشخاص آخرين، إذ تظل تشعر بالوحدة عندما تكون بالقرب منهم، وهذه قد تكون علامة على الاكتئاب أو القلق الاجتماعي.
إذا كان هذا هو الحال بالنسبة لك، فقد يكون من الجيد البحث عن علاج نفسي للمساعدة في الشعور بالوحدة، خاصة إذا كنت تشعر أيضًا بأعراض أخرى للاكتئاب.
aXA6IDMuMTQ5LjIzLjEyMyA= جزيرة ام اند امز