بعد انتحار ميرونا عصفور.. رُبع الأردنيين معرضون لأمراض نفسية
فطرت الطبيبة ميرونا عصفور قلوب الأردنيين، وسلط حادث انتحارها الضوء على الاضطرابات النفسية بين الشباب الأردني.
وبحسب صحيفة "الغد" المحلية، قال رئيس جمعية أطباء الأمراض النفسية في نقابة الأطباء الأردنية، الدكتور نائل العدوان، إن هناك “2.5 مليون أردني عانوا أو سيعانون أنواعا من الاضطرابات النفسية”، ويبلغ تعداد سكان الأردن نحو 10.2 مليون نسمة.
الأردن.. معوقات أمام الرعاية النفسية
واعتبر "العدوان"، في افتتاح المؤتمر الدولي للجمعية، الخميس، أن أهم التحديات التي تواجه تقديم خدمات الصحة النفسية، هي ضعف التنسيق بين مقدمي الرعاية المتخصصة وغير المتخصصة، وقلة الكوادر المؤهلة، وضعف نوعية الخدمات النفسية وصعوبة الوصول إليها.
وأردف: "منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن أكثر من 75 % من المصابين بالاضطرابات النفسية والعصبية وسوء استخدام المواد المخدرة في البلدان النامية لا يتلقون أي علاج أو رعاية نفسية؛ بسبب النقص في الكوادر العاملة في المعالجة النفسية".
وطالب رئيس جمعية أطباء الأمراض النفسية بضرورة تدريب مقدمي الرعاية الصحية على التشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية في مراكز الرعاية الصحية الأولية، الذي يسهم بزيادة كبيرة في عدد الأشخاص الذين يمكنهم الحصول على الرعاية.
أدوية الاكتئاب.. دعوة للترشيد
من جهته، قال نقيب الأطباء الأردنيين، الدكتور زياد الزعبي، إن "الإدمان على الأدوية، يعد ظاهرة تعاني منها نقابة الأطباء، والأطباء في الأردن بشكل عام"، لافتا إلى أن هناك أطباء يصفون أدوية لها علاقة بالإدمان تحت ضغط المرضى.
ودعا "الزغبي" الأطباء النفسيين والجمعيات المختصة عربيا ومحليا إلى الحث على تشخيص الحالات النفسية مبكرا، بدلا من اللجوء إلى وصف علاجات لها علاقة بالنوم والاكتئاب، معتبرا أن الحروب في الوطن العربي أسهمت في تنامي حالات الأمراض النفسية.
انتحار ميرونا عصفور
ولقيت الطبيبة ميرونا عصفور مصرعها داخل مستشفى الجامعة الأردنية، الخميس، في واقعة مؤلمة حظيت باهتمام واسع من مواقع التواصل الاجتماعي.
ونقلت صحف أردنية عن مصادر قولها إن "ميرونا" لقيت مصرعها في الحال نظرًا لإصابتها بكسور متعددة ونزيف شديد، وهو ما ينفي وجود أي شبهة جنائية.
وحتى اللحظة، لم تصدر أي جهة رسمية تأكيدات حول سبب وفاة ميرونا عصفور، التي حظيت بتعاطف واسع من جانب مستخدمي مواقع التواصل عقب تداول نبأ رحيلها.
من جهتها، أصدرت أسرة ميرونا عصفور بيانًا نقلته وسائل إعلام محلية، طالبت خلاله الجميع بالتوقف عن بث الشائعات بشأن مصرع الطبيبة الراحلة.
وقالت العائلة: "تلقينا العديد من المنشورات والأسئلة من صحفيين حول حادثة الوفاة، وبعض ما تم تداوله كان محض أكاذيب ما زاد من ألم العائلة، وبهذا الشأن نرغب التوضيح بأن ابنتنا الغالية ميرونا كانت تعاني من حالة اكتئاب وحزن شديدين بعد وفاة والدتها، خاصةً أنها الابنة الوحيدة لوالديها وكانت شديدة التعلق بوالدتها، التي توفيت قبل نهاية عام 2020، أي قبل تخرجها بفترة قصيرة".
وأكدت العائلة في بيانها، أنها حاولت دعم "ميرونا" لتجاوز حزنها، إلا أن الاكتئاب تمكن منها، وعليه، طالبت وسائل الإعلام بمراعاة "الظرف الخاص والابتعاد عن تداول الشائعات والأقاويل".
من هي ميرونا عصفور؟
ميرونا عصفور طبيبة تخدير مناوبة في مستشفى الجامعة الأردنية، بدأت عملها في وظيفتها قبل شهر ونصف الشهر.
وُلدت "ميرونا" في عام 1996، وبحسب وسائل إعلام محلية، يشهد زملاؤها في العمل وأصدقاؤها بحسن خلقها.
ووفق المتداول، مرت "ميرونا" بحالة نفسية سيئة عقب وفاة والدتها عام 2020، وهو ما عكسته منشوراتها الأخيرة عبر حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
وكتبت "ميرونا" قبل مصرعها تغريدة عبر "تويتر"، قالت خلالها: "تذكروني بالخير أو حتى انسوني.. هيك هيك منسية".
aXA6IDE4LjIyNC42NS4xOTgg جزيرة ام اند امز