"الوفاق" تواصل جرائمها.. المرتزقة يلاحقون المدنيين جنوبي ليبيا
مليشيات ما يعرف بـ"حماية الجنوب" المعينة من المجلس الرئاسي ارتكبت جرائم حرب أبرزها الإبادة العرقية للعرب من أهالي مرزق الليبية
واصلت مليشيات تابعة لحكومة الوفاق الليبية، غير الدستورية، بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم ضد المدنيين في سبيل زعزعة أمن واستقرار الجنوب الليبي وضرب الخطوط الخلفية للجيش الوطني.
تحركات المليشيات هدفت لصرف الليبين والقبائل بالقوة عن مساندة ودعم الجيش الليبي الذي يحارب الإرهاب داخل الحدود الإدارية للعاصمة طرابلس.
- مليشيا "حسن التباوي".. ذراع إرهابية للإخوان جنوبي ليبيا
- "سرايا الصحراء".. داعش يبحث عن موطئ في ليبيا بدعم تركي
ولم تتوقف مليشيات ما يعرف بـ"حماية الجنوب" التابعة للمجلس الرئاسي - غير الدستوري - بقيادة المطلوب دوليا حسن موسى سوقي التباوي، عند ارتكابها جرائم حرب أبرزها الإبادة العرقية أو التهجير على أسس إثنية من مرزق الجنوبية، بل في جريمة جديدة تطارد وتلاحق المهجرين إلى المدن الأخرى وتهددهم بالقتل.
انتقام من ضربات الأفريكوم بقتل العرب
وقال وسيم تاج الدين الناشط المدني والسياسي الليبي من مهجري مرزق إن التهديدات بالملاحقة والقتل والتشويه تصلهم بشكل مستمر من العصابات التشادية المتحالفة مع الإرهابيين.
وتابع تاج الدين في حديث لـ"العين الإخبارية": "عناصر بارزة من المرتزقة التشاديين ترسل لمهجري مرزق رسائل تهديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن ما أسموه "قوة حماية الجنوب" ستلاحقهم وتقتلهم في كل البلديات التي هجروا إليها قائلين "ستكونون عبرة على مر التاريخ".
وأوضح أن رسائل مماثلة وصلت لعائلة القطروني والتيورة - من المهجرين من مرزق - تلاها تصفية أحد أبناء العائلة محمد الزروق التيورة رميا بالرصاص في مدينة سبها، كما تمت ملاحقة "علي القطروني" والرماية عليه بالرصاص.
وأضاف أنه عقب ضربات الأفريكوم - القيادة الأمريكية في أفريقيا - على عناصر تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا التي أسفرت عن مقتل أكثر من 43 إرهابيا يتبعون المرتزقة لتشاديين، انتقمت هذه العصابات بتدمير أكثر من 5 بيوت تعود ملكيتها لعائلة النجار بمرزق واتهموهم بإرسال تمركزانهم للجيش الأمريكي.
التتار القادمون من الجنوب
في السياق نفسه، أكد سالم علي أحد أعضاء حراك مرزق وحق العودة بكرامة أن مرزق فقدت بعد احتلالها من قبل المرتزقة التشاديين كل ما شهدته من تحسن على الصعيد الأمني وتوفير الحاجات الأساسية كافة من محروقات وسلع بعد تحريرها من العصابات التشادية بداية العام الجاري على يد الجيش الليبي.
وتابع سالم لـ"العين الإخبارية" أن المرتزقة التشاديين شنت على مرزق في 17 أغسطس هجمة "لا تقل في بربريتها عن هجمة التتار على بغداد".
وكشف، وهو أحد شهود العيان، أن المرتزقة التشاديين فرقت أهالي مرزق وشتتت شملهم وتسببت في قتل العشرات وأسر المئات وحرق ما لا يقل عن 170 منزلا، إضافة إلى غير المجهرين والنازحين الذين يعدون بالآلاف.
هجمات ممنهجة للوفاق
"الانتهاكات الصارخة والجرائم الصريحة لا يمكن أن تأتي بمبادرة من المرتزقة التشاديين إذ يجب أن تجد لها غطاءً سياسيا أو اجتماعيا أو قانونيا، تمثلت في حكومة الوفاق"، هذا ما أكده سليمان سجاد الله الناشط السياسي بمدينة مرزق والمحاضر بجامعة سبها.
وكشف سجاد الله لـ"العين الإخبارية" أن المرتزقة التشاديين عقدوا اجتماعا كبيرا جمع أبناء قبيلة التبو المتحالفين مع المعارضة التشادية والإرهابيين في عيادة "سند" بمدينة مرزق لمالكها النائب المقاطع (محمد آدم لينو) وعلى رأسهم زعيم المرتزقة المدعو حسن موسى للتخطيط لمثل هذه الجرائم، برعاية تركية قطرية ودعم محلي من الوفاق.
ونوه بأن الوفاق تخطط من خلال المدعو عبدالرزاق لعجيلي لإرباك عمل لجنة تقصي الحقائق المكلفة أخيرا من النائب العام الليبي.
ولفت إلى أن الوفاق تسعى لتغيير الموقف الدولي والتأثير على مؤتمر برلين المقرر عقده قريبا بشأن ليبيا من خلال اللقاء الذي ضم رئيس ما يعرف بالكونجرس التباوي الانفصالي عيسى عبدالمجيد مع سفراء بعض الدول الأوروبية.
استعدادات العودة
ضابط عمليات الجيش الليبي بالمنطقة العسكرية الجنوبية العميد محمد علي يونس أكد أن التجهيزات تجري على قدم وساق لقطع دابر الإرهابيين والمرتزقة في المناطق كافة.
وألمح في حديث لـ"العين الإخبارية" إلى أن الجهود تضافرت في كافة مدن وقرى المنطقة الجنوبية لتأمين كافة الجنوب رفقة الجيش الليبي حتى حدود النيجر وتشاد.
وأشار يونس إلى أن الإرهابيين ينتهجون استراتيجيات خاصة أبرزها الانغماسيون ما يزيد من خطورتهم لكن القوات المسلحة اكتسبت خبرة كبيرة في التعامل معهم وإفشال مخططاتهم.
ونوه بمقتل نحو 20 إرهابيا وتدمير آليات في طلعات جوية متفرقة للجيش الليبيين، بالإضافة إلى ضربات الأفريقوم التي تأتي بالتنسيق مع الجيش الليبي.
كان يونس أكد لـ"العين الإخبارية"، في وقت سابق، أن القيادة العامة أرسلت تعزيزات ضخمة لمناطق الجنوب لحفظ الأمن والاستقرار بالمنطقة ووضع خطط محكمة لاستعادة منطقة مرزق وما حولها.
واجتاحت مدينة مرزق مليشيات أعلنت تبعيتها لحكومة الوفاق تحت ما يعرف بـ"قوة حماية الجنوب" يوم 17 أغسطس/آب الماضي، حيث شهدت المدينة أعمالا انتقامية منها تهجير ما يقارب عن 1000 عائلة من المدينة.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTE1IA== جزيرة ام اند امز