ألمانيا أولى زيارات ماكرون لشكر "الصديقة الكبرى"
من المتوقع أن تكون برلين هي أولى زيارات ماكرون الخارجية للقاء داعمته الأكبر خارج فرنسا المستشارة أنجيلا ميركل.
إلى ألمانيا ومستشارتها أنجيلا ميركل متوقع أن تكون أولى المحطات الخارجية للرئيس الفرنسي المنتخب، إيمانويل ماكرون، مسدياً لها الشكر على دعمها غير المسبوق له في حملته الانتخابية.
وكانت ألمانيا ولقاء ميركل هي أولى المحطات الخارجية لسلفه فرانسوا هولاند أيضاً 2012، والمعروف بتحالفه القوي مع المستشارة.
وجاء هذا التوقع وفق ما نشرته إذاعة مونت كارلو الفرنسية، الأربعاء، لكن لم يصدر به تأكيد رسمي حتى الآن.
ولكن عقب فوزه الأحد الماضي قال مصدر قريب من ماكرون إن الأخير تحدث هاتفيا لمدة 10دقائق مع ميركل وأبلغها بأنه سيسافر إلى برلين "قريبا جدا".
وماكرون الذي كان دعم الاتحاد الأوروبي من أهم نقاط برنامجه الانتخابي، يحمل آمالاً عريضة لأوروبا، بالصورة التي تحلم بها ميركل أيضاً، ففي رسالة فيديو بمناسبة يوم أوروبا، عبّر ماكرون عن أمله في أن تستطيع أوروبا "السير إلى الأمام مجدداً".
وقال "لن أكون رئيساً مكتوف الأيدي. أنا رئيس للجمهورية الفرنسية يريد أن تستطيع أوروبا اليوم وغداً السير إلى الأمام مجدداً، وأن تحترم وعود الأمس لكي تحمل وعود الغد".
وأضاف أنه لا يريد أن تبقى أوروبا كما في العام 1950 "مُسمّرة في مكانها إلى الأبد"، "علينا أن نعيد تأسيس أوروبا (...) وأن نذهب أبعد من ذلك".
وعن علاقات أوروبا الخارجية، قال الرئيس المنتخب: "نحتاج إلى أوروبا التي تبادر في موضوع المناخ وفي مجال الأمن الجماعي والعلاقات الدولية (...) وقوية وقادرة على التحدث مع الولايات المتحدة والصين ومع قوى أخرى، وأن تدافع عن قيمها".
وكانت ميركل خرقت أصول العلاقات الدولية الخاصة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، حين أعلنت صراحة عن أملها في فوز ماكرون برئاسة فرنسا خلال حملته الانتخابية.
ووقتها قالت ميركل إنها تتوقع أن يكون ماكرون "رئيساً قوياً" في حال انتخابه.
وبررت هذا التدخل بـ"الصداقة" التي تجمعها بفرنسا، وضرورة هذه الصداقة للاتحاد الأوروبي.
كما قال وزير المالية الألماني وولفجانج شويبليه، إنه لو كان فرنسياً "سأصوت على الأرجح لماكرون".
وتعد ألمانيا الأقرب لفرنسا في الدفاع عن الاتحاد الأوروبي، وظهر ذلك في تصريحاتهما المشتركة يناير/كانون الأول الماضي، التي قالا فيها إنه يجب التصدي لما وصفوه بـ"صعود الشعبوية" في أنحاء أوروبا، في إشارة إلى تيار اليمين المتشدد.
وانضمت إلى ألمانيا في دعم ماكرون دول وأحزاب أوروبية أخرى، من بينها إيملي ثورنبيري، وزيرة الخارجية في حكومة الظل التابعة لحزب العمال البريطاني، والتي اعتبرت أن ماكرون يقدم "رؤية متسامحة لمستقبل البلاد".
وكذلك في إسبانيا أعرب وزير الخارجية ألفونسو داستيس عن أمله في أن يفوز ماكرون، معتبراً فوزه ضربة قاصمة لصعود الأحزاب الشعبوية المتطرفة في أوروبا، وفق تعبيره.
وجاء الاصطفاف غير المسبوق لأوروبا خلف المرشح الفرنسي حينها تجسيداً لحرب طحن العظام بين أوروبا وروسيا، خاصة أن منافسته ماري لوبان كانت من الداعين للخروج عن الاتحاد الأوروبي؛ مما يحقق أمل روسيا في القضاء على هذا الاتحاد.