ميركل تعتزم التخلي عن رئاسة حزبها بعد 13 عاما في السلطة
إعلان ميركل عزمها عدم الترشح في انتخابات رئاسة الحزب نهاية العام الجاري جاء بعد هزيمة انتخابية قاسية.
قال مصدر مسؤول في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها ستتخلى عن رئاسته.
وستتخلى المستشارة الألمانية عن رئاسة الحزب في ديسمبر/كانون الأول، حسبما أعلن مسؤول في الحزب لوكالة الأنباء الفرنسية.
وجاء الإعلان عن عزم ميركل على الترشح مجددا لرئاسة الحزب بعد أن مني تحالفها الحكومي الذي تقوده بهزيمة انتخابية ساحقة في اقتراع في مقاطعة هيسه.
وكانت ميركل التي ستلقي خطابا عند الساعة (12,00 ت غ) تكافح لإنقاذ تحالفها بمنع حزب الاشتراكيين الديمقراطيين من التفكك، وهو سيناريو يعني نهاية الحكومة وانتخابات تشريعية مبكرة ونهاية الحياة المهنية لميركل على الأرجح.
وكتبت صحيفة "سودويتشه تسايتونج" في افتتاحية الإثنين أن "الوضع خطير بالنسبة لميركل. السؤال يتعلق بمعرفة ما إذا كان علينا أن نضع قريبا على تحالفها عبارة: قيد التصفية".
ومني الحزبان الكبيران المشاركان في حكومة المستشارة في برلين -حزبها الاتحاد الديموقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديموقراطي- الأحد بخسائر فادحة في انتخابات مقاطعة هيسه تشكل اختبارا وطنيا لميركل وفريقها في برلين.
وجاء حزب ميركل في الطليعة وسيتمكن من مواصلة حكم المقاطعة ضمن تحالف، لكنه لم يحصد سوى 27% من الأصوات، حسب النتائج النهائية، متراجعاً 11 نقطة عما حصده في الاقتراع السابق. وتراجع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالمثل وحصل على 19,8% من الأصوات.
والحزبان مثل "شخصين يغرقان معا لأنهما معلقان ببعضهما"، على حد قول الخبير السياسي هانس فوليندر من جامعة دريسدن لشبكة "آ ار دي".
تهديد الحزب الاشتراكي الديمقراطي
في المقابل، كسب دعاة حماية البيئة ضعف الأصوات وحصلوا على 19,8% بينما نجح اليمين القومي في دخول آخر برلمان محلي لم يكن ممثلا فيه، بعدما سجل قفزة بحصوله على 13,1%.
ولوحت زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي أندريا ناليس مساء الأحد بالانسحاب من الحكومة ما لم تتوفر ضمانات حول أداء أفضل للحكومة التي تقوضها منذ أشهر خلافات داخلية خصوصا بشأن سياسة الهجرة.
وأضافت ان "وضع الحكومة الحالي غير مقبول".
ويطالب عدد متزايد من الناشطين الاشتراكيين الديمقراطيين بالانتقال إلى المعارضة خوفا من زوال حزبهم. ويشهد هذا الحزب تراجعا سريعا في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني وبات اليمين المتطرف يتقدم عليه (16%مقابل 15%).
لكن ميركل سيكون عليها في الأيام والأسابيع المقبلة العمل على رص صفوف معسكرها المحافظ حيث يتصاعد الاستياء منها.
أنهكت بعد 13 عاما في السلطة
ويؤجج هذا الوضع الجدل الجاري داخل الاتحاد الديمقراطي المسيحي حول مستقبل ميركل التي تبدو منهكة بعد 13 عاما في السلطة.
ولم تكف شعبيتها عن التراجع منذ قرارها فتح حدود البلاد أمام أكثر من مليون طالب لجوء في 2015 و2016 بالتزامن مع تقدم اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين.
ويطالب العديد من كوادر حزبها باتخاذ مواقف أكثر يمينية ويدعون ميركل إلى إعداد خلافتها.
ومع أنه يعد مقربا من ميركل، قال رئيس الاتحاد الديمقراطي المسيحي في هيسه فولكر بوفييه، إن النتيجة الهزيلة التي سجلت في مقاطعته تشكل "جرس إنذار" للحركة "ولرئيستنا أيضا".
ورأت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونج" أن أنجيلا ميركل "سترتكب خطأ فادحا" إذا تمسكت بمنصبها "نظرا لوضعها". وأضافت أنه "عليها أن تثبت أنها فهمت ما يعرفه الجميع وهو أن نهاية ولاية المستشارة تقترب".