6 رسائل وراء تفجير كنيسة العباسية بالقاهرة
6 رسائل خلف تفجير كنيسة العباسية، يتحدث عنها خبراء في تصريحات خاصة لبوابة "العين" الإخبارية
يكفي أن تدخل أحد المولات التجارية الكبيرة في القاهرة لتجد المواطنين وقد حملوا حلوى المولد النبوي إلى جانب شجرة الكريسماس، في رسالة واضحة على تشارك المصريين في الاحتفال بالأعياد.
هذا المشهد ليس بجديد على المصريين، فتزامن الاحتفالات الإسلامية والقبطية تكرر كثيرا، وتفاعل معها المصريون بالروح نفسها، ولفت هذا المشهد انتباه أمير الشعراء أحمد شوقي في بدايات القرن العشرين؛ فكتب قائلا: "عيد المسيح وعيد أحمد أقبلا يتباريان وضاءة وجمالا".
ورغم مرور السنوات وتعاقب الأحداث التي هدفت للنيل من هذه الروح، وآخرها التفجير الإرهابي الذي ضرب، أمس، الكنيسة البطرسية بالعباسية، يقول المفكر القبطي جمال أسعد: "سنظل نشدوا بهذا البيت الشعري لأمير الشعراء، رغم أنف الإرهاب".
ويرى "أسعد"، في تصريحات خاصة لـ"العين"، أن "الرسالة الأساسية خلف هذا الحادث، هي ضرب الوحدة الوطنية المصرية في مقتل".
ويثق في أنهم لن ينجحوا، كما لم ينجحوا في السابق، باستهدافهم كنيسة القديسين في الإسكندرية عام 2010.
وكما جاءت ثورة يناير ليقف المسلم إلى جانب المسيحي بالميدان، في مشهد مغاير لما قصده مفجرو القديسين، ستتوالى المشاهد التي يؤكد أسعد أنها ستكون خير رد على مفجري كنيسة العباسية.
البابا تواضروس: الإرهاب لن يفرق بين أبناء مصر
السيسي: الإرهاب لن يزيد مصر إلا قوة وتماسكا
رسالة للأمن
ولكن استدعاء مشهد كنيسة القديسين في التعليق على حادث كنيسة العباسية، دفع أسعد إلى القول: "إذا كانت رسالة النيل من الوحدة الوطنية مردود عليها، فماذا عن الرد الأمني على الرسالة الأمنية خلف هذا الحادث".
ويصف أسعد الحادث بأنه الأضخم منذ حادث كنيسة القديسين، وهذه رسالة يرسلها الإرهابيون إلى الأمن، بأنهم قادريون على الوصول إلى أي مكان، حتى إلى داخل الكنيسة.
ويصمت للحظات، قبل أن يتابع الحديث وقد ارتفعت نبره صوته: "أفهم أن يتم وضع المواد المتفجرة إلى جانب سور الكنيسة، أما أن يتم زرعها داخلها، فهذا تحد كبير للأمن".
ومن الرسالة الأمنية ينتقل أسعد إلى الرسالة الثالثة، والتي يرى أنها موجهة للنظام الحاكم في مصر، والذي درج في السنوات الأخيرة على مشاركة المسيحيين احتفالاتهم بالكاتدرئية.
ويقول: "وكأن منفذي التفجير يريدون أن يثنوا النظام عن هذه العادة التي تسعد الأقباط".
من وراء الهجوم الإرهابي على الكنيسة البطرسية في مصر؟
فيديوجراف.. الإرهاب الأسود يضرب الكنيسة البطرسية بقلب القاهرة
عقاب الأقباط
وتتوالى الرسائل التي يقرأها أسعد من التفجير، ومنها رسالة رابعة موجهة إلى الأقباط الذين شاركوا في مشهد 30 يونيو، هذا إلى جانب حضور البابا الاجتماع الذي سبق عزل الرئيس المخلوع محمد مرسي.
ويقول وقد تلون صوته بنبره ساخرة: "وكأنهم يريدون أن يقولوا للأقباط، لن ننسى مشاركتكم في هذا اليوم، وسنعاقبكم على ذلك".
ويختم أسعد الرسائل التي يقرأها خلف الحادث بالربط بين هذا التفجير وتفجيري الهرم وكفر الشيخ مؤخرا.
ويضيف "يبدو أن منفذي التفجير يريدون أن يبعثوا برسالة خامسة لأنصارهم أنهم ما زالوا أحياء وموجودين في المشهد".
أغبى تفجير
ويتشارك المفكر القبطي كمال زاخر مع الرأي السابق في قراءة الكثير من الرسائل خلف الحادث، ومنها رسالتا النيل من الوحدة الوطنية وتحدي الأمن، لكنه ذهب إلى ما هو أبعد واقترح الحلول.
وقال زاخر، في تصريحات خاصة لـ"العين": "هذا التفجير يفرض على الأمن تفعيل الدور الذي تقوم به أجهزة المعلومات، لوأد مثل هذه الحوادث قبل وقوعها".
واستبعد أن ينال الحادث من روح الوحدة الوطنية، قائلا بلهجة تملؤها الثقة: "من يعتقد أنه يؤثر على اللحمة الوطنية بمثل هذه التفجيرات الجبانة، فهو بلا شك لا يعي تركيبة الشخصية المصرية، التي تزيدها مثل هذه الحوادث تماسكا".
ويتفرد زاخر عن الرأي السابق بقراءة رسالة سادسة خلف هذا الحادث، وهي أنه أكبر دليل على غباء منفذيه؛ لاختيارهم تنفيذه في يوم المولد النبوي الشريف.
وقال: "إذا كان هؤلاء مدافعين عن الدين حقا ومحبين لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، الذي وصفه ربه بأنه أرسل رحمة للعالمين، فهل يتماشى ذلك مع القتل والتفجير".
وخلص من ذلك إلى القول: "هذا أغبى تفجير، ومنفذوه هم الأغبى على الإطلاق".
aXA6IDMuMTQzLjI0MS4yNTMg جزيرة ام اند امز