طلاق ميسي وبرشلونة.. رحيل "البرغوث" يرهق اقتصاد إسبانيا
الحكاية أكبر من فسخ تعاقد بين لاعب وناديه، لأنه ميسي، فالخسارة المالية فادحة لبرشلونة والاقتصاد الإسباني ككل.
قد يعتقد البعض أن رحيل ليونيل ميسي عن النادي الكتالوني الذي لعب له منذ موسم 2004 /2005، هي مجرد حكاية رياضية، لكن الحقيقة غير ذلك تماما.
في مطلع يوليو/تموز الماضي، أصبح نجم الأرجنتين حرا طليقا، وغير مرتبط بعقد مع فريق برشلونة الإسباني الذي انضم إليه عندما كان عمره 13 عاما.
استمرار ميسي مع برشلونة كان قريبا، بعد أن تم الاتفاق بينه وبين النادي، إلا أن قوانين الدوري الإسباني حالت دون ذلك، لتنتهي العلاقة التاريخية بين اللاعب ونادية.
الحكاية لم تتوقف بعد، فتداعياتها مستمرة على كل المستويات، والأرقام توضح مدى الخسائر التي سيتعرض لها برشلونة.
خسائر بالملايين سيتكبدها نادي برشلونة والدوري الإسباني ووزارة المالية الإسبانية واقتصاد البلاد ككل.
برشلونة قبل وبعد ميسي
في 2006/2005 وهو الموسم الذي انضم فيه ميسي لبرشلونة، كانت إيرادات النادي نحو 305 ملايين دولار، وفقًا لقوائم النتائج المالية للنادي.
وفي موسم 2020/2019 ارتفعت هذه الإيرادات لتصل إلى نحو مليار دولار، وهو ما يوضح الفارق الذي أحدثه ميسي في إيرادات النادي.
وفيما يتعلق بالقيمة السوقية لبرشلونة، فقد سجلت في عام 2005 نحو 890 مليون دولار، وفقا لفوربس.
بينما تصدر برشلونة أندية كرة القدم في قائمة فوربس للأندية الرياضية الـ50 الأعلى قيمة لعام 2021، بقيمة 4.7 مليار دولار.
كيف أحدث ميسي الفارق؟
ما يقرب من 300 مليون دولار يجنيها نادي برشلونة الإسباني سنويا من وراء نجمه ميسي، وفقا لتقديرات مارك سيريا، الرئيس التنفيذي لشركة Diagonal Investments، عضو مجلس إدارة نادي برشلونة.
هذه المبالغ الطائلة يحصل عليها برشلونة من استغلال أسطورته الأرجنتينية رياضيا وإعلاميا وتجاريا.
الأهم من كل هذا هو أن ميسي بمفرده يجلب لبرشلونة 30% من إيراداته.
هذه الأرقام تحققت بفضل شهرة ميسي في جميع أنحاء العالم، وجعلت من رعاية النادي أمرًا مربحًا للغاية.
وتتضمن عقود الرعاية التي يوقعها برشلونة مع مختلف الرعاة للمشاركة في فعالياتهم خيارين، أحدهما يشمل وجود ميسي والآخر من دونه.
وتبرز أهمية ميسي في عقود الرعاية عندما، وقّعت (Rakuten) شركة التجارة الإلكترونية اليابانية في عام 2016 عقد رعاية مع برشلونة بقيمة 246 مليون دولار لمدة 4 أعوام، أي أن العقد ينتهي قبل انتهاء عقد ميسي مع برشلونة بعام واحد.
وفي عام 2020، جددت Rakuten العقد لمدة عام واحد بمبلغ 35 مليون دولار فحسب، وذلك لأن الشركة اليابانية لم تكن واثقة من استمرار ميسي مع النادي بعد انتهاء عقده.
إيرادات ميسي
لا يزال ميسي الدجاجة التي تبيض ذهبا، فمن بين كل 10 أقمصة يبيعها متجر برشلونة الرسمي، تحمل 8 منها اسم ميسي.
ويربح برشلونة نحو 24 مليون دولار في العام الواحد من مبيعات الأقمصة.
وهو ما يعني أن وجود ميسي في صفوف برشلونة كان يزيد إيرادات النادي من مبيعات الأقمصة وتذاكر المباريات وحقوق البث التليفزيوني.
ليس برشلونة فقط
أهمية ميسي كلاعب وكمصدر للدخل لم تقتصر فقط على برشلونة بل امتدت للدوري الإسباني ككل.
الهالة والشهرة التي تحيط باللاعب جعلت من الدوري الإسباني طيلة السنوات الماضية هو الأهم، وهو ما أعطاه مكاسب إعلامية وتجارية وتسويقية كبيرة.
في قارة آسيا لم يكن الدوري الإسباني يحظى بأهمية كبيرة، ولم تكن نسب المشاهدة مرتفعة، لكن بعد سطوع نجم ميسي تغيرت الصورة تماما.
وحقق للدوري الإسباني مكاسب مالية واقتصادية ضخمة تجسدت في ارتفاع المقابل المالي لبيع حقوق البث التليفزيوني في القارة وعقود الرعاية مع كبرى الشركات ومبيعات الأقمصة للأندية الكبرى، وهو ما انعكس إجمالًا على قيمة الدوري الإسباني وازدياد شعبيته على الصعيد العالمي.
البرغوث والأطفال
وإذا علمنا أن الدوريات الأوروبية الكبرى تعتمد في تعزيز شعبيتها والتسويق لمنتجها على جذب الأطفال والجماهير صغيرة السن، ويُعد ميسي أحد أكثر اللاعبين المحبوبين بالنسبة إلى تلك الفئة، سندرك أن خسارة الدوري الإسباني ستكون فادحة بمغادرة ميسي.
خسائر الخزانة الإسبانية
خسائر رحيل ميسي عن برشلونة لم تقتصر على القطاع الرياضي فقط بل امتدت لوزارة المالية الإسبانية.
ومثل رحيل اللاعب ضربة موجعة للوزارة، بسبب مقدار الضرائب التي يدفعها ميسي وتصل إلى نحو 55 مليون دولار سنويا، ما يجعله من أكبر دافعي الضرائب في إسبانيا.
إذ يتعين على ميسي دفع حوالي نصف ما يكسبه لمصلحة الضرائب، والمبلغ الذي يدفعه ميسي للضرائب يساوي مقدار ما يدفعه 120 ألف مواطن عادي.
ودفع ميسي إجمالي أكثر من 430 مليون دولار لمصلحة الضرائب منذ أن مدّد عقده في عام 2017، وفقًا لمقال بصحيفة El Periódico التي تصدر في إقليم كاتالونيا بإسبانيا.
ويتعلق جزء مقدّر من الضرائب بحقوق استخدام الصورة، والتي لا يمكن أن تتجاوز 15% من إجمالي المبلغ الذي يحصل عليه، والذي ارتفع إلى 83.3 مليون دولار خلال هذه الفترة.
تاريخ من التألق
وبدأ ميسي مسيرته مع برشلونة في الدوري الإسباني موسم 2004 /2005، ومنذ ذلك الحين خاض 520 مباراة في الليغا، وبإحرازه 30 هدفًا في الموسم الأخير، بات إجمالي ما سجله في الدوري الإسباني 474 هدفًا في 520 مباراة، مع صناعته 216 هدفًا آخر.
كما لعب ميسي 149 مباراة في دوري الأبطال، نجح خلالها في تسجيل 120 هدفًا وصناعة 42 هدفًا آخر.
تمكن ميسي أيضًا من الفوز بعدة جوائز وحقق أرقامًا قياسية كثيرة، فقد فاز بجائزة الكرة الذهبية 6 مرات، وجائزة أفضل الفيفا مرة واحدة، وفي المجمل مع النادي والمنتخب، أحرز ليونيل ميسي 761 هدفًا حتى يونيو/ حزيران 2021.
aXA6IDMuMTcuMTU1LjE0MiA=
جزيرة ام اند امز