المكسيك وأوبك+.. تكرار سيناريو أبريل والحليف الأمريكي وسط أزمة
وزيرة الطاقة المكسيكية تقول خلال زيارة لمحطة بتروكيميائيات في ولاية فيراكروز إن المكسيك لن تلتزم بتخفيض إنتاجها من النفط
في مؤشر على تخلي المكسيك عن التزامها ضمن تحالف أوبك+ بخفض إنتاج النفط، رفضت المكسيك تمديد الخفض حتى نهاية يوليو/تموز المقبل، الذي اتفق عليه أعضاء "أوبك" ومنتجون رئيسيون آخرون.
- المزروعي: اتفاق أوبك+ "التاريخي" أنقذ سوق النفط من الانهيار
- انتفاضة النفط تشعل الحرب بين الذهب والسندات
واتفقت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" مع شركائها من خارج التكتل أمس السبت على تمديد الخفض التاريخي للانتاج بـ9,7 ملايين برميل حتى نهاية يوليو/تموز المقبل.
ويبدو أن سيناريو اجتماعات أبريل/ نيسان الماضي، في طريقه للتكرار، حينما سعت المكسيك لتقويض اتفاق أوبك+ لدعم أسعار النفط، ولكن الولايات المتحدة اقنعتها بالعدول عن قراراها آنذاك وخفضت انتاجها بشكل إضافي لدعم المكسيك على الانضمام لاتفق تخفيض الانتاج.
حيث وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقتها على خفض إنتاج الولايات المتحدة النفطي بمقدار 250 ألف برميل يوميا إضافية لمساعدة المكسيك على المساهمة في التخفيضات العالمية.
وأبريل/ نيسان الماضي اتفق منتجو النفط في إطار مجموعة أوبك+ بعد محادثات مطولة الخميس على تخفيضات تقارب 10% من الإمدادات العالمية، لكن المكسيك عارضت المبادرة.
وآنذاك، قال الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور إن المكسيك، وهي حليف لأوبك، واجهت ضغوطا لإجراء تخفيضات قدرها 400 ألف برميل يوميا قبل أن تقلص المجموعة الهدف إلى 350 ألفا.
وقال لوبيز أوبرادور، الذي يضع زيادة إنتاج النفط ضمن أولويات إدارته، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث معه الخميس وعرض المساعدة قبل أن تعلن المكسيك أنها ستخفض الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يوميا.
والسؤال الذي يثار حاليا، هل تسعى المكسيك إلى تكرار سيناريو أبريل/ نيسان الماضي؟، وهل يمكن تحققه بنفس الطريقة؟.. خاصة وأن أمريكا لالتى ساهمت في حل الأزمة تواجه العديد من المشاكل الاقتصادية بفعل احتجاجات ضد العنصرية بعد مقتل فلويد.
- رفض مكسيكي
لكن وزيرة الطاقة المكسيكية روسيو نالي قالت خلال زيارة لمحطة بتروكيميائيات في ولاية فيراكروز للصحفيين إن المكسيك لن تلتزم بالاقتطاع.
وأوضحت "مددت بعض الدول التخفيضات حتى يوليو/تموز.. نحن قلنا لا، سنواصل الالتزام بالاتفاق الذي وقع في أبريل/نيسان الماضي.. لا يوجد مشكلة".
وأضافت أن المكسيك "التزمت بشكل تام" بالاتفاق الأساسي، الذي قطعت بموجبه الإنتاج 100 ألف برميل في اليوم في مايو/أيار ويونيو/حزيران، لكن دولاً أخرى "لم تحترم الاتفاق"، بدون أن تحدد تلك الدول.
ولفتت إلى أن المكسيك قد أبلغت شركاءها بموقفها قبل بدء المفاوضات صباح الجمعة.
وبموجب اتفاق أبريل/نيسان الماضي، تعهدت منظمة أوبك وشركاؤها ضمن تحالف "أوبك +" على تخفيض الإنتاج بـ9,7 مليون برميل في اليوم اعتباراً من 1 مايو/أيار وحتى نهاية يونيو/حزيران.
كما تعهدت المكسيك بتقليص إنتاجها 100 ألف برميل يوميا في مايو/أيار ويونيو/ حزيران 2020، مقاومة ضغوطا من منتجي النفط الآخرين للقيام بخفض قدره 400 ألف برميل يوميا، وتم التوصل لاتفاق بعد أن قالت المكسيك إن الولايات المتحدة ستساعد في تعويض الفرق.
وكان يفترض تخفيف الخفض ليصل إلى 7,7 ملايين برميل يوميا بين يوليو/تموز وديسمبر/كانون الأول 2020.
وأشار وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب - الذي تتولى بلاده رئاسة أوبك حاليا- إلى أن التخفيض المقرر ليوليو/تموز المقبل هو 9,6 ملايين برميل، أي أقل بـ 100 ألف برميل من التخفيض خلال مايو/أيار ويونيو/حزيران 2020.
وحذر الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور يوم الجمعة من أن المكسيك "لم تعد قادرة على تعديل إنتاجها أكثر من ذلك"، وقال إن بعض الدول لم تلتزم بالاتفاق.
وانخفضت أسعار الخام بشكل كبير مع تراجع الطلب بسبب الإغلاق الذي فرض في العالم على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد.
ويوفر النفط ما يساوي خمس إيرادات الصادرات المكسيكية. وتواجه شركة "بيميكس" المكسيكية النفطية المملوكة من الدولة مشاكل كبيرة حيث ساوى صافي خسائرها في الربع الأول من العام 23,5 مليار دولار.
وتعهد الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، بزيادة إنتاج بلاده من النفط، وقال إن بلاده ليست في وضع يسمح لها بإجراء المزيد من التخفيضات فوق ما اتفقت عليه في أبريل/نيسان الماضي.
وأمس السبت، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إن سوق النفط العالمية مازالت هشة ومن المهم أن يلتزم جميع أعضاء أوبك وغير الأعضاء التزاما كاملا باتفاق تقليص الإنتاج.
وقال "نلحظ بالفعل بوادر عودة النشاط التجاري... سوق النفط مازالت هشة وبحاجة للدعم. لذا من المهم اليوم، أكثر من أي وقت مضى حسبما أرى، أن يلتزم جميع المشاركين في الاتفاق التزاما كاملا."
اتفقت أوبك وروسيا وحلفاء آخرون السبت على تمديد تخفيضات غير مسبوقة على إنتاج النفط إلى نهاية يوليو/ تموز المقبل بعد أن زادت الأسعار لمثليها في الشهرين الأخيرين بفضل جهودهم لسحب نحو 10% من الإمدادات العالمية من السوق.
ومنذ التوصل لاتفاق خفض الإنتاج في نيسان/أبريل الماضي، انتعش سعر برميل نفط "برنت" القياسي ليرتفع من حوالي 20 دولار للبرميل إلى 41 دولار.
- تحسن الطلب الصيني
وقفزت واردات الصين من النفط الخام 19.2% في مايو/أيار عنها قبل عام، لتصل إلى أعلى مستوى شهري لها على الإطلاق، مع تعافي الطلب على الوقود بقوة بعد تخفيف القيود المفروضة لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد.
وتظهر بيانات من الإدارة العامة للجمارك اليوم الأحد أن أكبر مستورد للنفط الخام في العالم اشترى 47.969 مليون طن من النفط، بما يعادل 11.296 مليون برميل يوميا، وفقا لحسابات أجرتها رويترز.
بالمقارنة، كانت واردات الشهر السابق 9.84 مليون برميل يوميا في حين أن واردات مايو أيار 2019 بلغت 9.47 مليون برميل يوميا.
وفي الأشهر الخمسة الأولى من 2020، اشترت الصين 215.576 مليون طن من النفط الخام، أو 10.353 مليون برميل يوميا، بزيادة 5.2% على أساس سنوي، بحسب الأرقام الصادرة عن إدارة الجمارك.
ولم تصدر الجمارك بيانات مجمعة هذا العام إلا لواردات يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط.
يرى المحللون أن طلب الصين على النفط عاد إلى أكثر من 90%من مستويات ما قبل جائحة فيروس كورونا.
وبلغ متوسط معدلات التشغيل في مصافي التكرير المدعومة من الدولة 71.27% في مايو/أيار الماضي، مرتفعا 3.21 نقطة مئوية مقارنة مع أبريل/نيسان الماضي، في حين بلغ معدل التشغيل في المصافي المستقلة 76.12%، وفقا لبيانات ترصدها شركة سابلايم الاستشارية.
وقال فنغ لي شي، المحلل لدى آي.اتش.اس ماركت، متحدثا قبل صدور الأرقام، "في ضوء تعاف أسرع لمعدلات استهلاك الخام بالمصافي، فضلا عن أنشطة التخزين القوية، نتوقع أن ترتفع واردات الخام الصينية ارتفاعا كبيرا قبيل حدوث تعاف كامل لطلب المصب.
aXA6IDMuMjEuMjEuMjA5IA== جزيرة ام اند امز