تغريدة الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، قبل أيام جاءت في سياق هادف وواضح يشخّص أزمات المنطقة ومشكلاتها، ويعطي الترياق والعلاج الذي تحتاج إليه دولها.
فحسبما قال، إن التصعيدات الخطيرة، التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط في أكثر من موقع، ومنها التفجير الذي استهدف أصفهان بإيران، ليست من مصلحة المنطقة ومستقبلها، وبالرغم من أن مشكلات المنطقة معقدة ومركبة، فإنه لا بديل عن الحوار والحلول السياسية لتجنب التصعيد والوصول إلى حلول تسهم في تخفيف التوترات وتحفظ استقرار وأمن الإقليم.
المهم هنا أن دول الخليج العربي، كدول مهمة على الساحة الدولية، تتحرك بنسق متحد ومقاربة واقعية تُعلي من شأن الحوار البنّاء والدعوة لإنهاء أي صراع بالمفاوضات والتفاهم، وهذا ما تجلَّى في قمة أبوظبي التشاورية، التي استضاف قادتها سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
وحتى زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى المنطقة في ظل التصعيد الخطير بين الإسرائيليين والفلسطينيين، هي زيارة سبقتها تصريحات للوزير نفسه تؤكد الشراكة مع العالم العربي، لا سيما دول الخليج العربي، فضلا عن حرص شديد على مواجهة التحديات كافة عبر شراكة تمتد لعقود ومستمرة بقوة.
وفي لبنان، فإن زعيم مليشيا "حزب الله" الإرهابي بات يتسوّل المال، متناسيا في الوقت ذاته تحريضه السابق على أمن العرب وإرساله المخدرات وحبوب الكبتاجون إلى المواني والمنافذ الحدودية لدول مثل السعودية والأردن.
أما على صعيد الأزمة اليمنية، وفلا يزال "الحوثي" الانقلابي الإرهابي محصورا في زواية خِياراته المليشياوية، ويبدو أنه بحاجة إلى الرضوخ لتجديد الهدنة الإنسانية برعاية الأمم المتحدة، لأن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لمن يحكمهم بالحديد والنار باتت في الحضيض، فالفساد والسرقة ونهب المساعدات الخارجية هي السمات الأبرز لعمل هذه المليشيا الإرهابية.
فقط الحلول السياسية هنا، إذا كانت مقرونة بالأفعال وليس الأقوال، هي التي تسهم في حل المشكلات في جميع مناطق العالم، لأن الحروب والصراعات تأكل الأخضر واليابس، والقفز على نتائجها أمر صعب للغاية، سيما وأن تراكمات خطيرة تفرزها وتجعل العمل الدولي يدخل في نفق مظلم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة