انتخاب عز الدين ميهوبي أمينا عاما للتجمع الديمقراطي بالجزائر
انتخاب ميهوبي جاء بالتزكية عقب جلسة استثنائية هي الثانية بعد اجتماع السبت الماضي إثر خلافات حول من يخلف أويحيى الذي كان الرجل القوي
انتخب المجلس الوطني لحزب "التجمع الوطني الديمقراطي"، السبت، عز الدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري السابق أمينا عاما للحزب خلفا لأحمد أويحيى المسجون حاليا بتهم فساد.
- أحمد أويحيى.. أول رئيس وزراء جزائري يُتهم بـ"الفساد"
- القضاء الجزائري يأمر بسجن أويحيى مؤقتا بتهم فساد
وجاء انتخاب ميهوبي بالتزكية عقب جلسة استثنائية هي الثانية بعد اجتماع السبت الماضي، إثر خلافات حول من يخلف أويحيى الذي كان الرجل القوي في الحزب وأمينه العام منذ 6 مايو/أيار 2016.
وسبق لأويحيى رفض المطالب داخل حزبه بالاستقالة، وتسبب ذلك في استقالة 2000 خلال شهر مارس/آذار الماضي بسبب ترشيح ودعم الحزب للرئيس الجزائري المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة.
ويعد عز الدين ميهوبي ثالث سكرتير أول للحزب المعروف اختصارا بـ"الأرندي" منذ تأسيسه عام 1997، بعد كل من رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى والرئيس الجزائري المؤقت عبدالقادر بن صالح الذي كان أول أمين عام له عقب تأسيسه.
وبعد تنصيبه، حذر الأمين العام لحزب "التجمع الوطني الديمقراطي" من الدعوات المطالبة بمرحلة انتقالية خارج إطار الدستور، وجدد رؤية حزبه لحل الأزمة السياسية، مشيرا إلى أن "الحوار وصندوق الانتخابات هما المخرجان الوحيدان" لما تعيشه البلاد.
وفي تصريحات لوسائل إعلام جزائرية، انتقد ميهوبي من سماهم بـ"الملتفين على الشعب واللاعبين بورقته" دون تسميتهم، مؤكدا أن "شرعية الاقتراع ترجع إلى الجزائريين".
وفيما يعد دعما من الحزب لقرار "سجن" أمينه العام السابق بتهم فساد، فقد أثنى وزير الثقافة الجزائري السابق على العدالة الجزائرية في مكافحة الفساد ونهب المال العام، ودعا إلى "تحريرها من كل الإكراهات".
وفي الوقت نفسه، كان "التجمع الوطني الديمقراطي" خلال عهد الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة القوة السياسية الثانية في البلاد، وشكل مع الحزب الحاكم وحزبي "تجمع أمل الجزائر" و"الجبهة الشعبية الوطنية" تحالفا لدعم سياسات بوتفليقة، شارك بوزراء عدة، وقاد أمينه العام السابق الحكومة الجزائرية 4 مرات متتالية في عهد بوتفليقة.
ومع انطلاق الحراك الشعبي بالجزائر قبل خمسة أشهر، تحول "الأرندي" إلى واحد من الأحزاب المغضوب عليها شعبيا والمطالَبة بالرحيل عن المشهد السياسي، فيما تقول القيادة الجديدة للحزب إنها تسعى في المرحلة المقبلة لتحويله إلى "قطب سياسي حقيقي".
رجل إجماع
ووجد "الأرندي" في عز الدين ميهوبي الشخصية التي يمكن الإجماع عليها مقارنة مع أخرى اختارت في أوقات سابقة الاصطفاف مع أجنحة داعمة أو معارضة لأويحيى.
ميهوبي الإعلامي والأديب والشاعر صاحب الـ60 عاما، اختار الولوج إلى عالم السياسة عبر بوابة "التجمع الوطني الديمقراطي" منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي، ولد عام 1959 بمنطقة "عين الخضراء" التابعة لمحافظة المسيلة الواقعة جنوب العاصمة الجزائرية من عائلة ثورية شاركت في حرب التحرير ضد الاستعمار الفرنسي.
تنقلت عائلته بعد استقلال الجزائر عام 1962 إلى محافظة باتنة (شرق الجزائر) التي درس بها في مختلف الأطوار إلى أن حاز على شهادة الثانوية العام في الآداب.
حصل عز الدين ميهوبي على شهادات من معاهد جزائرية عدة أبرزها "المدرسة الجزائرية للفنون الجميلة" و"معهد اللغة والأدب العربي" بجامعة باتنة عام 1979، وشهادة في "تخصص الإدارة العامة" من المدرسة الجزائرية للإدارة عام 1984، وأخرى في "الدراسات العليا المتخصصة (استراتيجيا)" عام 2007 من جامعة الجزائر العاصمة.
شهادات سمحت للأمين العام الجديد لحزب "الأرندي" بتقلد مناصب في وسائل إعلام حكومية بالجزائر، أولها من 1986 إلى 1990 رئيسا للمكتب الجهوري لجريدة "الشعب" الحكومية بمحافظة سطيف (شرق الجزائر)، ثم رئيس تحرير أول لها من 1990 إلى 1992.
عام 2006 عين مديرا للإذاعة الجزائرية الحكومية إلى 2008، ليكون ذلك آخر منصب في الإعلام يتولاه ميهوبي بعد دخوله السياسة.
كان ميهوبي من بين الشخصيات المؤسسة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي سنة 1997، ليدخل في العام ذاته البرلمان الجزائري نائبا عن محافظة "المسيلة" إلى 2002.
عينه عبدالعزيز بوتفليقة كاتب دولة للاتصال في الحكومة الجزائرية من 2008 إلى 2010، وانتخب عام 2013 رئيسا لـ"المجلس الأعلى للغة العربية" ليعود إلى الحكومة عام 2015 وزيرا للثقافة إلى مارس/آذار 2019.
ويقول المراقبون إن عز الدين ميهوبي سيواجه تركة ثقيلة تركها سلفه أحمد أويحيى خاصة أنه من الأحزاب التي ينادي المتظاهرون بـ"ضرورة إبعادها عن الساحة" على خلفية دعمه الرئيس الجزائري المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة منذ توليه الحكم سنة 1999، وكان من أحزاب التحالف الرئاسي التي رشحته لولاية خامسة والتي كانت النقطة التي أفاضت كأس غضب الجزائريين من نظام بوتفليقة والداعمين له.
تكشف السيرة الذاتية لخليفة أويحيى على رأس "التجمع الوطني الديمقراطي" المناصب الكثيرة التي تولاها في المجال الثقافي، كان من أبرزها "رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين" من 1998 إلى 2005، ونائب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب من 1998 إلى 2003، ثم رئيسا للاتحاد ذاته من 2003 إلى 2006.
aXA6IDMuMTUuMTQuMjQ1IA== جزيرة ام اند امز