احتفالية القرن.. العراق يحتفي بجيشه وسط تجاذبات سياسية تهدد هويته
وسط إجراءات أمنية مشددة وتحضيرات واسعة النطاق، انطلقت فعاليات الاحتفال بالعيد السنوي الـ100 لتأسيس الجيش العراقي في العاصمة بغداد بمشاركة عدد كبير من العسكريين ومختلف أفرع وتشكيلات القوات المسلحة.
ويصادف اليوم الـ6 من يناير /كانون الثاني، الذكرى المئوية على بداية تأسيس الجيش العراقي عام 1921، إبان بداية تشكيل الدولة العراقية في ظل الحكم الملكي آنذاك.
وكان المتحدث باسم العمليات المشتركة تحسين الخفاجي أكد، في وقت سابق، أن هناك "استعراضا عسكريا في ساحة الاحتفالات ببغداد يشهده حضوراً رفيع المستوى يتقدمه رئيس الحكومة القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي".
وأضاف أنه "بهذه المناسبة ستكون هناك حركة ترقيات في صفوف الجيش"، مبينا أن "الاحتفال يراعى فيه التباعد وارتداء الكمامات وغير ذلك من الإجراءات الوقائية بسبب جائحة كورونا".
وعشية الاحتفال، ذكر الكاظمي في كلمة بمناسبة ذكرى التأسيس، أن الجيش العراقي نهض من كبوته بعد الانتصار الذي حققه على تنظيم داعش الإرهابي، مشدداً في الوقت ذاته على أن مصير البلاد "لن يكون بيد المغامرين".
وهنأ قادة عسكريين بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش العراقي وتبادلوا المواقف والمسيرة التي قطعوها خلال مشوارها الطويل الممتد منذ بدايات القرن العشرين.
وقال قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق أول ركن عبد الوهاب الساعدي: "تتقلد الأمم أوسمة فرسانها عنوان مجد تفخر به، والجيش العراقي وسام على صدر كل مواطن في شعب الرافدين العظيم، حامي الحرائر وضامن مستقبل الأجيال".
بدوره، قال قائد الدفاع الجوي الفريق الركن معن السعدي: "نجدد هيمنتنا على فضاءات المعركة؛ إيمانا منا بأن الحق لا يأتي إلا بالقوة والسلام لا يبسط سطوته إلا بانتصارات الفرسان على الأعداء، وجيش العراق نموذج للمقاتلين الذين يتخذون الحرب سبيلا لتوطيد دعائم الحق والخير والسلام".
من جانبه، تقدم قائد القوات البرية الفريق الركن قاسم محمد صالح " بالتهنئة للشعب والجيش في العراق، يتقدمهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش وكل مفاصل القوات المسلحة".
وأشار إلى أن "الجيش وبعد مرور مئة عام من العمل المتواصل والتدريب والتضحيات، بنى تاريخا عظيما يضاف إلى عراقة الشعب والجيش في أرض الرافدين التي شهدت بطولات سطرها الجيش العراقي".
وأضاف أن "تاريخ الجيش تكلل بالمجد العسكري للعراقيين، بالانتصار في التصدي لداعش محبطا الحرب العالمية التي شنها الإرهاب ضد الشعوب الآمنة".
قائد القوة الجوية الفريق الطيار شهاب حامد علي قال إنه "مهما اتسعت الأحداث من حولنا، يظل الجيش العراقي بحجم المهمة وأقوى من القدر، وبمناسبة العيد المئة لتأسيسه، أهنئ القيادتين العسكرية والسياسية".
وتابع: "للجيش العراقي تاريخ طويل ومشرف نفتخر به أمام العالم، جيش رصين وقوي، مؤسس على ثوابت قيمية من مبادئ وأخلاق عسكرية".
يأتي ذلك في وقت دعا تحالف القوى العراقية إلى إطلاق سراح قادة الجيش العراقي السابق المعتقلين منذ عام 2004 وإنصاف جميع الضباط المهجرين وإعادة "حقوقهم المسلوبة".
وكان الحاكم المدني بول بريمر، الذي تولى إدارة القرار السياسي والسيادي في العراق ما بعد 2003، أصدر مرسوماً بحل الجيش السابق وتشكيل قوة عسكرية وفق عقيدة ورؤى استراتيجية جديدة.
ولاحقت السلطات الأمنية ودوائر القضاء العديد من القادة والضباط في الجيش العراقي السابق بتهم ارتكاب مجازر بحق المدنيين، مما عرّض البعض منهم إلى الاعتقالات وعرضهم أمام المحاكم المختصة.
وقال التحالف في بيان، حصلت "العين الإخبارية"، على نسخة منه، إنه "في الذكرى المئوية يعز علينا أن نشهد قادة الجيش العراقي ممن عرف عنهم انضباطهم ومهنيتهم ونزاهتهم لا زالوا في المعتقلات والبعض الآخر في دول اللجوء محرومين من أبسط حقوقهم سنوات خدمة فعلية".
وكرر التحالف، مطالباته بـ"إنصاف قادة الجيش العراقي وإطلاق سراح المعتقلين منهم وإعادة حقوق المنفيين وبما يعزز کیان وهيبة واحترام المؤسسة العسكرية".
وعرض محللون ومختصون بالجوانب الأمنية والعسكرية، أهم التحديات التي تواجه الجيش العراقي، وأشارا إلى أن القوات العسكرية تواجه صراعاً وجوديا يتمثل في مواجهة الإرهاب والسيطرة على السلاح المنفلت.
الخبير الأمني رحيم الشمري، أكد أن المؤسسة العسكرية تتحدى اليوم الإرادات الإقليمية والدولية وخصوصا ما يتعلق بشأن الصراع الإيراني الأمريكي في المنطقة وما كان له من تداعيات على قرار البلاد السياسي والعسكري.
الشمري في حديث لـ"العين الإخبارية" أشار إلى أن بعض الشخصيات السياسة في المشهد العراقي- لم يسمها- يعتقدون أن المؤسسة العسكرية بشكل عام والجيش على وجه العموم تابع لهم ويسعون لتجييره نحو مصالح ونزاعات حزبية ليس للبلاد أي مصلحة فيها.
بدوره، اعتبر المحلل السياسي العراقي هادي العصامي أن "إدارة المؤسسة العسكرية ما بعد 2003، تختلف كثيرا عما كان قبل ذلك التاريخ، رغم أن محاولات تسييس الجيش كانت حاضرة على مر تاريخه والتي جرته إلى المشاركة في العديد من الانقلابات العسكرية ودفعته عن مواقعه ومهامه الوطنية".
وبين العصامي لـ"العين الإخبارية" أنه "إذا ما تحدثنا بشكل أعمق فإن منصب وزير الدفاع بعد سقوط النظام (2003) أصبح موقعا شكلياً وتشريفيا ليس أكثر وهناك من يتحكم بالمؤسسة العسكرية وهو المسؤول عن توجيه وسحب القطعات، وبالتالي فإننا اليوم أمام مرحلة مختلفة وخطيرة في تاريخ صناعة قوة عسكرية تمثل أمن وتأمين حدود الوطن".
aXA6IDMuMTQ1LjguMiA= جزيرة ام اند امز