لماذا فشلت مليشيات أردوغان في معارك ترهونة؟
مدينة ترهونة تقع على بعد 88 كم من الجنوب الشرقي للعاصمة الليبية طرابلس، وهو ما دفع البعض لوصفها بأنها "مفتاح العاصمة"
أرجع خبراء ليبيون نجاح الجيش الليبي، في إحباط هجوم المليشيات الإرهابية التابعة لحكومة الوفاق المدعومة تركيا، على ترهونة، إلى الحاضنة الشعبية القوية التي تدعم الجيش في المدينة الواقعة غربي البلاد.
الهجوم، الذي وقع السبت، ونشرت وكالة الأناضول التركية، أن وزارة الدفاع التركية هي من أعدت لهذا الهجوم، كان الجيش الليبي "على علم به"، بحسب المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري.
ومدينة ترهونة تقع على بعد 88 كم من الجنوب الشرقي للعاصمة الليبية طرابلس، وهو ما دفع البعض لوصفها بأنها "مفتاح العاصمة".
وقال الدكتور محمد العباني، أستاذ الاقتصاد والقانون الدولي والبرلماني الليبي: إن "المدينة كانت عبر التاريخ عقبة أمام الغزاة، باعتبارها خط الدفاع الأخير لحماية طرابلس".
وتابع العباني، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن "ترهونة بوابة طرابلس فلا يطيب المقام لأحد في العاصمة ما لم يضمن ولاء التراهين".
وأضاف: أن المدينة تضم 63 قبيلة لهم وجود في كل المناطق الجغرافية المكونة للدولة الليبية، ولا توجد مدينة تخلو من التراهين الذين يساهمون بخمس المكون الديموجرافي الليبي".
واستنكر العباني محاولات المليشيات وحكومة الوفاق فرض حصار على المدينة أو تجويعها، معتبرا أن تلك الممارسات لن تثني رجال ترهونة عن الاستمرار في دعم الجيش الليبي، وعمليته العسكرية لتطهير طرابلس، والتي بدأها منذ أبريل/نيسان 2019.
وخاطب المليشيات قائلا: "التراهين واستقبلوكم ومكنوكم من التقاط الصور، وتسجيل الفيديوهات بما استقبلوا به العثمانيين والطليان قبلكم، إنهم التراهين اللواء التاسع، القوات المسلحة العربية الليبية، فلا أسف عليكم، فقد أكرمناكم بما يستحق الغزاة ولدينا المزيد".
الدكتور جبريل العبيدي، الكاتب والباحث السياسي الليبي يتفق مع العباني على أن ترهونة ذات موقع جغرافي ممتاز لوقوعها جنوب مصراتة؛ حيث تتحصن وتوجد قيادات المليشيات.
ويخوض الجيش الليبي عملية عسكرية لتطهير العاصمة من المليشيات، وهو ما دفع الإرهابيين المتمركزين في مدينة مصراتة للدخول بقوة للعاصمة لصد عملية الجيش.
تحالف استراتيجي
ويتابع الدكتور العبيدي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الحاضنة الشعبية جميعها في ترهونة مع الجيش الليبي، فهي مدينة خالصة الولاء للجيش، وبالتالي يصعب السيطرة عليها".
وتابع أن المدينة وتركيبتها القبيلة ستكون فيصلا هاما في معركة طرابلس؛ لأن القبائل الليبية شرقا وغربا وجنوبا ترفض المليشيات وترفض التدخل التركي العثماني.
وشهدت المدينة، في 19 فبراير/شباط الماضي فعاليات الملتقى الوطني للقبائل الليبية على حدود العاصمة طرابلس، لدعم القوات المسلحة الليبية.
وكان الملتقى هو الأكبر في تاريخ ليبيا المعاصر، إذ يضم أكثر من ألف من ممثلي القبائل والمكونات الاجتماعية الليبية من عرب وطوارق وتبو وأمازيغ، واستمر ليومين، تحت شعار "ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا".
تكرار أحداث صبراتة وصرمان
في السياق ذاته، قال السياسي الليبي التواتي حمد العيضة، عضو المؤتمر الوطني العام سابقا، إن "الأتراك خاليا ليسوا مجرد داعمين لمليشيات الوفاق، ولكن يقودون المعركة ضد الجيش الليبي".
وحول سيطرة المليشيات على صبراتة وصرمان، أفاد العيضة، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، بأن تلك المدن "صغيرة ولم تكن فيها قوات للجيش وإنما كانت الغالبية فيها لقوات الأمن".
في حين أن ترهونة مدينة كبيرة وتاريخ هذه المدينة في الجهاد الليبي يعرفه القاصي والداني في ليبيا، وفق العيضة، وتابع أن ترهونة هي الحاضنة المحصنة للجيش الليبي.