القطري محمد بن عبدالرحمن.. وزير بحقيبة نفي وتناقض
وزير الخارجية القطري غارق في بحر من النفي والتناقض منذ أن عصفت أمواج المقاطعة بإرهاب بلاده
يبدو أن وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، كان قد استحلى منذ الطفولة رضاعة النفي حتى عسر فطام نفسه عنه حين بلغ سن الدبلوماسية.
فالوزير الذي شغل منصبه في يناير 2016، لم يتوقف عن النفي والتناقض منذ أن قطعت السعودية والإمارات ومصر والبحرين علاقاتها مع قطر في الخامس من يونيو الماضي، حتى بات الأمر سمة يتحلى بها.
تصريحات آل ثاني ناقضت نفسها بنفسها، وكأن الأحداث التي تهز قطر منذ ذلك التاريخ، أثقل من عباءته الدبلوماسية التي بدأ يرتديها قبل منصب الخارجية بسنوات قليلة عندما شغل منصب مساعد الوزير لشؤون التعاون الدولي بوزارة الخارجية عام 2013.
مشوار النفي
رحلة وزير الخارجية القطري مع النفي، دشنها في مايو الماضي، عندما خرج لينفي تصريحات مثبتة على التلفزيون الرسمي لأمير بلاده تميم بن حمد آل ثاني، فضحت دور الدوحة في دعم الإرهاب.
المنافسة بين تناقضه ونفيه لم تتوقف عند ذلك اليوم، فبعد قول الوزير إن قطر لم تدعم الإرهاب خرج ليؤكد أن بلاده أقل دول المنطقة تمويلاً للإرهاب.
الإخوان وحماس
وزاد في غيه المتناقض، عنما نفى دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين ليصرح لاحقاً بأنها جماعة سياسية وليست إرهابية، وكذلك الأمر مع حركة حماس التي أكد أن بلاده لا تدعمها ثم يصفها بالممثل الشرعي للفلسطينيين بعد أن ساندتها الدوحة في الانقلاب على السلطة واختطاف قطاع غزة، واحتضنت قياداتها ومنحتهم ما لذّ وطاب من ترف الحياة على حساب الشعب الفلسطيني الذي يأن تحت الحصار والاحتلال.
مسلسل النفي لآل ثاني لم يتوقف عند هذا الحد، فهو القائل إن قطر لن تفاوض على سياستها الخارجية وأنه لا مفاوضات مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وهو المؤكد على استعداد بلاده للحوار ومعالجة مخاوف الخليج.
وهو الذي أبدى الاستعداد بلاده للاستماع لما أسماها هواجس الدول الخليجية ثم الرد عليها، بينما تلك الهواجس ما هي إلا واقع على أرض قطر التي توشحت بدعم الإرهاب وإيواء كياناته وعناصره.
الحصار المزعوم
وفي الغوص بمعرفات البحث على الانترنت، لا يجد الباحث صعوبة في التنقيب عن تصريحات المسؤول القطري المتناقضة.. فهنا يأتي حديثه عن ما يسميه "الحصار" الذي تؤكد الدول الأربعة على أنه مقاطعة وليس حصارا، ليقول إن هدفه هو التخلص من بلاده قبل أن يصرح بأن قطر ستعتمد على تركيا والكويت وعمان في حركاتها التجارية، ويزيد في القول ليكشف عن توفير إيران ممرات طيران للدوحة.
دعم معارضين خليجيين
محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، هو نفسه الذي نفى دعم معارضين خليجيين رغم التسجيلات المثبتة لـ"الحمدين إخوان" مع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي والتي تؤكد هذا الدعم لمنشقين في لندن وغيرها من أجل حياكة المؤامرات في دول الخليج، ناهيك عن الشهادات التي رواها شاهد من أهلها عندما جاء حديث القطري الإخونجي محمود الجيدة على سيرة تمويل الدوحة للتنظيم السري الإرهابي في الإمارات من أجل ضرب أمنها واستقرارها.
تدويل الحج
ولم يكن النفي الأخير لوزير الخارجية حول مطالبة الدوحة بتدويل الحج، آخر فصول مهامه، بل امتداد لحلقات طويلة من مسلسل التخبط والارتباك الذي أصبح ماركة مسجلة باسم قطر.