صحف الإمارات تحذر قطر من التمادي في سياساتها
صحف الإمارات تحذر قطر من التمادي في سياساتها الداعمة للإرهاب وتجاوزها ذلك إلى محاولتها تسييس وتدويل الحج
حذرت صحف الإمارات قطر من التمادي في سياساتها الداعمة للإرهاب وتجاوزها ذلك إلى محاولتها تسييس وتدويل الحج، والتي اعتبرتها صحيفة"الخليج"حماقة كبرى وخطيئة لا تغتفر.. ووصفتها صحيفة "الوطن" بالموقف المعيب، فيما دعتها صحيفة "البيان" إلى الاعلان عن رغبتها الصادقة والعملية في وقف دعمها وتمويلها للإرهاب والتطرف ونشر خطاب الكراهية والتحريض والالتزام بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
وتحت عنوان "حوار بلا تنازلات"، قالت صحيفة "البيان" في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء: "تدعي قطر أن دول المقاطعة الأربع ترفض الحوار معها، وأنها فقط تفرض طلباتها، هذا الادعاء الكاذب رد عليه بيان اجتماع المنامة بمنتهى الوضوح، وهو أن الدول الأربع مستعدة للحوار، لكن شريطة أن تعلن قطر عن رغبتها الصادقة والعملية في وقف دعمها وتمويلها للإرهاب والتطرف ونشر خطاب الكراهية والتحريض والالتزام بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى وتنفيذ المطالب الثلاثة عشر العادلة التي تضمن السلم والاستقرار في المنطقة والعالم".
أضافت أن رد اجتماع المنامة هو تأكيد على أن هذه المطالب لا تنازل عنها، وعلى الدوحة أن تتخلى عن أوهامها وأحلامها وطموحاتها المرعبة والمفزعة للعرب وللعالم كله، فمن البديهي أن من يدعم الإرهاب في بلاد العرب يدعمه في العالم كله، وبعد القبول القاطع من قطر للمطلوب منها، يأتي الحوار الذي تريده هي ليكون بشأن الضمانات التي ستقدمها الدوحة على التزامها بتنفيذ المطالب؛ لأن "المؤمن لا يُلدغ من الجحر مرتين"، وقطر لها سوابق مشهودة في إعطاء الوعود الزائفة التي لم تلتزم بها.
وخلصت إلى القول بأن مطالب الدول الأربع ليست كما تدعي قطر ابتزازاً وتعنتاً يستهدف قطر وشعبها، بل هي كما أكد الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي في المنامة تجسيد لمبادئ أساسية تعكس الالتزام بأحكام القانون الدولي، وأكد حرص الجميع على ألا تمس هذه الخطوات دولة قطر وشعبها.
وقالت" الخليج" في افتتاحيتها تحت عنوان "قطر والحج.. التكلفة ستكون باهظة": "إن قطر تتجاوز جريمة دعمها للتطرف والإرهاب في المنطقة والعالم إلى جريمة ستكلفها ثمناً باهظاً.. المتاجرة بموضوع الدين، ومحاولة تسييس وتدويل الحج، وهي بذلك إنما تتناغم مع حليفتها الجديدة، القديمة، إيران، فحلف الشرّ يسلك درب الغي والبهتان ذاته، ذاهباً في تزييف الحقائق كل مذهب".
وتابعت "لقد ارتكبت قطر حماقة كبرى بل خطيئة لا تغتفر، حين رفعت شكواها المزعومة عن الحج، عبر اللجنة القطرية الكوميدية لحقوق الإنسان، إلى الأمم المتحدة".
أضافت "ولأن دولة الإرهاب متخصصة في تسمية الأشياء بغير أسمائها؛ فقد فسرت حديث الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي تفسيراً خاطئاً عن مراعاة الخطوات التصعيدية المقبلة، عدم التأثير على الشعب القطري ما أمكن، مع اعتبار أن الخطوات السابقة راعت ذلك ضماناً للحد الممكن، وادعت أنه اعتراف بالعمل ضد شعب قطر، نعم هكذا! ولأن قطر متخصصة في تسمية الأشياء بغير أسمائها، فقد أبت أن تسمي شكواها الخاصة بقضية الحج في جارتها الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية تدويلاً، فما هو التدويل إذاً؟ نعم نظام قطر غبيّ إلى هذا الحد؛ لذلك فإن هوايته التعالي والتكبر والاستذكاء واستغباء الآخرين، وليس إلا الخطاب المتناقض نفسه، بين لجنة حقوق الإنسان القطرية ووزارة الأوقاف القطرية، بل بين كل مؤسسة من هاتين؛ حيث خطاب الصباح يختلف، وفق المزاج على ما يبدو، عن خطاب بعد الظهر".
واستكملت "فتنة تريد أن تشعلها قطر، وقد أحسن وزير الخارجية السعودية حين قال إنها بمثابة إعلان حرب على السعودية، والواقع أنه ليس إعلان حرب على السعودية فقط، وإنما معها على الدول المتضامنة ضد خطر التطرف ووحش الإرهاب، وهو إعلان حرب من جانب قطر على القيم الجميلة التي أسس لها الإسلام العظيم، ورعاها على مر القرون، وكانت أمل كل الأديان والحضارات السابقة: قيم التفاهم والتسامح والأخوّة والحق والعدل والسلام، فأية لعبة خطرة تورطت فيها قطر تميم وتنظيم الحمدين؟ أيّة حفرة حفرتها إيران الفتنة والطائفية والفوضى وورطت فيها حليفتها وتابعتها قطر؟".
أضافت "في الجانب المقابل، يأتي صوت العقل من اجتماع وزراء الدول الأربع في المنامة، بمشاركة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وتأتي الحكمة من حكماء المسلمين المجتمعين في أبوظبي، برعاية كريمة من القائد الرمز الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبرئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، حيث التأكيد على المؤكد: الحج شعيرة إسلامية لا تمس، وجهود قيادة وحكومة المملكة العربية السعودية مقدرة ومعتبرة، ولا مجال لاستغلال الحج في السياسة، حتى لو اتصلت بالأعز الأغلى، القدس والمسجد الأقصى؛ فالدعوة إلى التحريض تحت شعارات القدس وفلسطين، إنما جاءت من دولة الطائفية إيران، حليفة قطر وقائدتها إلى الهاوية السحيقة والمجهول".
وواصلت "لقد دخلت قطر في لعبتها الخطرة شيئاً فشيئاً، أكثر فأكثر، ويبدو أنها استمرأت منطق الهروب إلى الأمام، إذ يبعدها، ولو مؤقتاً عن مواجهة الحقيقة، شأنها شأن المدمن على مخدر الألم، فيما الألم، في الواقع، يكبر، وفيما المرض، وراء المسكّن المؤقت، ينخر الجسد، وكأن قطر لا تتعلم أو لا تريد أن تتعلم، فقد اتبعت من قبل، خصوصاً في عامي 2013 و 2014 السياسة الترقيعية ذاتها، سياسة عدم المواجهة والهروب إلى الأمام، فماذا تكون النتيجة هذه المرة؟ حفظ الله أوطاننا، وحمى الشعب القطري الشقيق من تكبر نظامه وتجبر حكامه".
وتحت عنوان "قطر تتجاوز المحظور"، قالت افتتاحية "الوطن"، إن "قطر لم تدخر فرصة لتثبت توجهها نحو الانسلاخ التام عن محيطها العربي والإسلامي، إلا واتبعتها مع كل أسف، ومنذ قرار المقاطعة العربية الذي اتخذته الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، أخرجت الدوحة الكثير مما عملت له بالسر إلى العلن، وباتت تقوم بدورها كأداة في مخططات دول ثانية لا تريد خيراً لا للعرب ولا للمسلمين، وكانت آخر دعوات قطر تدويل شعائر الحج، في موقف معيب وعدوان جديد يستهدف كل شيء، وهي من ذات المطالب السافرة التي دأبت عليها إيران بين حين وآخر، انطلاقاً من مواقفها المعادية للسعودية ودول الخليج وكافة الدول العربية".
أضافت أن "قطر تمضي بتعنتها إلى مصير لم يرده لها أحد، لكنه نهاية حتمية لسياسة تتمسك بها وتتشبث بكل كوارثها، ورغم جميع مساعي التقويم لسنين طويلة، أبت قطر على نفسها إلا أن يكون الإرهاب أولوية في توجهها، وسواء أكان هذا الموقف باختيارها، أو لأنها سلبت القرار وبات نظامها واجهة لعقول ظلامية تمكنت من القبض على سياستها وبالتالي جرها عكس التاريخ والواقع الواجب، وفي النهاية ليس من السهل تجنيبها الانتحار الذي تسير إليه دون أن تبدي أي تجاوب مع محاولات ثنيها، ومغبة سياسة الحمدين التي تمضي عليها خيارات الدوحة، مع زيادة توغل التكفير والإرهاب مع قبول القتلة والمجرمين والإرهابيين ومنحهم المأوى وتمويلهم ودعمهم لاستخدامهم في أجندتها، ولكن على ما يبدو في النهاية سوف ينقلب السحر على الساحر، فالآلاف من الذين منحتهم قطر جنسيتها، وجعلت مرجعيتهم تنظيماً ظلامياً إرهابياً مثل الإخوان، ومفتيهم حاقد اشتهر بفتاوى الموت والخراب كالقرضاوي.. ما هي النتيجة التي يمكن انتظارها؟".
وتابعت "طوال أكثر من عقدين كان شرر السياسة القطرية يتطاير، فمنذ انقلاب حمد بن خليفة، أخذت قطر منحى بعيداً كل البعد عما تعارفت عليه دول مجلس التعاون الخليجي، هذا الحصن المنيع الذي يحقق الأمن والسلام والقدرة على مواجهة التحديات، وبدت كمن تحاول أن تجعل النتيجة عكس ذلك، وتباعاً تبين أن قطر تحاول لعب دور أساسه وهدفه الشر، وجوهره بالمثل، وتبين أنها تكيد وتتآمر وتعمل على الضلوع في مخططات الأذى بحق جيرانها ومن يفترض أنهم الأشقاء الذين تجمعهم معها روابط كثيرة، ولكنها حاولت التسبب بإغراق السفينة، وهي أضعف من ذلك، لكن تهديدات بذخها وتمويلها للتكفيريين والتطرف والإرهابيين وتحالفاتها مع أنظمة معروفة النوايا والمآرب، بات يستوجب تحركاً للجم هذا الجموح الذي تمضي فيه قطر ولم تنجح جميع محاولات تقويمها".
وقالت: "اليوم منذ قرار المقاطعة، بات اقتصاد قطر يترنح وهي بلد معزول منبوذ مهما كابرت أو عولت على القوى التي تمني النفس بإعادة قواتها إلى قطر واحتلالها، وباتت جميع التقارير ترجح أن تكون قطر مقبلة على ظروف صعبة أكبر من قدرتها على الاحتمال، وهي فشلت بتسويق مصطلحات وأفكار لا وجود لها، من قبيل الحصار والمظلومية، وحتى بالكلمة اليتيمة لتميم بن حمد التي كانت مليئة بالتضارب والتناقض والمغالطات والعناد الأجوف، كانت تلعب على الوتر نفسه، في محاولات مكشوفة لم ولن تمر خاصة على من اكتووا جراء سياسة قطر التي ألحقت الأذى بدول عربية كثيرة واستهدفت وحدتها وعملت على تفتيتها وسلب سلطتها لصالح تنظيمات تتلطى بالدين لتستطيع السيطرة وزيادة نفوذها، لكن كل هذا المخطط مع ما تخلله من دعم وتمويل وتسليح للجماعات الإرهابية والمتطرفة انتهى وفشل، واليوم بالتأكيد بات هاجس ساسة الدوحة الخروج من الأزمة التي وضعوا أنفسهم فيها مع ترقب خطوات إضافية وعقوبات رادعة جراء مواقفها، لكن لن يكون لقطر أي منفذ طالما بقيت على عنادها ومواصلة سياسة الإرهاب التي تبدو مصممة عليها".