مسؤولون لـ"العين الإخبارية": السوق العربية للكهرباء تسير نحو التنفيذ
وزراء الأردن والكويت ومسؤولة الطاقة بالجامعة العربية ومسؤول بالبنك الدولي قالوا لـ"العين الإخبارية": تم اتخاذ خطوات كبيرة لإنشاء السوق
قال مسؤولون بارزون من الجامعة العربية والبنك الدولي لـ"العين الإخبارية" إنه تم اتخاذ خطوات ملموسة ومهمة لأجل إنشاء السوق العربية المشتركة للكهرباء في الوطن العربي.
خطوات جادة
وقالت السفيرة جميلة مطر، مديرة إدارة الطاقة بجامعة الدول العربية، إن أولى الخطوات الجادة على طريق إنشاء السوق العربية المشتركة للكهرباء كانت في أبريل/نيسان 2017، عندما وقعت 16 دولة على مذكرة تفاهم بهذا الخصوص، لافتة إلى أن ذلك يدل على التزام سياسي من الدول العربية، وأنها ملتزمة بإنشاء ذلك السوق.
وتابعت مطر، لـ"العين الإخبارية": "هناك جدية بإنشاء ذلك السوق، وهناك وثائق حوكمة يجري مناقشتها ودراستها من قبل فرق فنية متخصصة قانونيا وفنيا وتقنيا وماليا ولجان.. الموضوع على قدم وساق، وهناك خارطة طريق تم قبولها والتوافق عليها وهي ملحقة بمذكرة التفاهم".
وأشادت مطر بانعقاد المؤتمر الأول لتفعيل التبادل التجاري للطاقة في الوطن العربي (بدأ أمس وينعقد على مدار يومين بالقاهرة).
وقالت: "المؤتمر يُعقد لأول مرة بالمنطقة العربية، وهو نتاج لجهد سنوات بين 3 من أكبر المؤسسات في الدول العربية: جامعة الدول العربية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي ومجموعة البنك الدولي".
ولفتت مديرة إدارة الطاقة بالجامعة العربية إلى أن المؤتمر يأتي تتويجا لجهد عملي على أرض الواقع من إعداد وثائق لحوكمة السوق العربية المشتركة للكهرباء، وتجهيز مجموعة من المشروعات وتنفيذها من قبل الصندوق العربي للإنماء من خلال معونات مالية أو قروض وأيضا من خلال جهد سياسي تبنته الجماعة العربية من خلال المجلس الوزاري للكهرباء.
واختتمت: "كل تلك الجهود كان لابد أن ترى النور من خلال مؤتمر يسلط عليها الضوء ويستقطب الزخم اللازم لتفعيل تجارة الطاقة في المنطقة العربية.. نحن على أمل بأن السوق العربية المشتركة للكهرباء تجد النور وتظهر إلى العالم قريبا".
دراسات وأطر السوق العربية المشتركة
من جانبها، قالت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية بالمملكة الأردنية هالة الزواتي إن موضوع التبادل التجاري للطاقة في الوطن العربي مهم جدا بسبب توزيع مصادر الطاقة في الدول؛ فهناك دول لديها الغاز والنفط وأخري قادرة على إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة.
وتابعت الوزيرة الأردنية، في حديث لـ"العين الإخبارية": "بالتالي مقدرة الدول العربية على توليد الكهرباء أصبحت تختلف عن بعض، ومن الممكن تبادل هذه الكهرباء مما يقلل من التكاليف الرأسمالية والتشغيلية على الدول ويساعد في استقرارية الشبكات الكهربائية".
ولفتت الزواتي إلى أن هناك دراسات جادة وشبه منتهية لسوق عربية مشتركة للكهرباء والربط الكهربائي، لافتة لوجود العديد من الأطر التي تم وضعها من أجل هذا التبادل، مشيرة إلى أن الاجتماع الوزاري العربي للكهرباء الأخير شهد توافقا بين عدد من الدول على العديد من الخطوات من أجل تفعيل هذا التبادل العربي.
وكانت القاهرة قد استضافت، الثلاثاء، أعمال الدورة الـ13 للمجلس الوزاري العربي لوزراء الكهرباء بالوطن العربي، والتي شهدت توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن.
توافق بالإجماع
في السياق ذاته، قال وزير النفط والكهرباء والماء بدولة الكويت خالد الفاضل إن الاجتماع الوزاري العربي في دورته الأخيرة خرج بـ15 بندا تم التوافق عليها من الوفود العربية بالإجماع.
وتابع الوزير الكويتي لـ"العين الإخبارية": "بعض البنود كانت بخصوص التوصل لاتفاق عام لإنشاء السوق العربية المشتركة للكهرباء، لافتا إلى أن ذلك يعد إنجازا مهما وتاريخيا يُسطر للدول العربية.
واختتم الفاضل: "تم إنجاز خطوات كبيرة فيما يتعلق بالسوق العربية المشتركة للكهرباء".
علامة فارقة ومهمة
من جانبه، أشاد باول ناومبا أوم، المدير الإقليمي للبنية التحتية بمجموعة البنك الدولي، بانعقاد المؤتمر الأول لتفعيل التبادل التجاري للكهرباء في الوطن العربي، واصفا إياه بـ"علامة فارقة مهمة".
وتابع أوم لـ"العين الإخبارية" أن قرار الدول العربية إنشاء سوق كهرباء مشتركة خطوة مهمة، مضيفا: "إنه سوق لأربعمائة وعشرين مليون شخص، ويمكنه بسهولة توفير ميزات للأفراد والبلدان العربية"، مشيرا إلى أن الروابط التجارية للكهرباء يمكنها تداول ما يصل إلى 15 جيجاوات.
ولفت أوم إلى أن المشكلة الحالية تتمثل في أن الروابط التجارية الحالية لم تستغل الاستغلال الأمثل، قائلا: "بحثنا يدور حول كيفية زيادة استخدام الروابط التجارية مع خطوط النقل".
وقال إن قرار الدول العربية إنشاء سوق عربية مشتركة للكهرباء يتعلق فعليا باستخدام خطوط النقل هذه والاستفادة منها بين الدول.
وضرب مسؤول البنك الدولي مثلا حول ذلك، قائلا: "عندما يتم توليد الكهرباء في الأردن خلال النهار باستخدام الرياح والطاقة الشمسية يمكن بيعها إلى مصر؛ لأن الطقس في مصر خلال النهار يكون حارا للغاية، في حين يكون الجو باردا للغاية بالليل خلال فصل الشتاء في الأردن حيث تستطيع مصر تزويد الأردن بالكهرباء.
وشدد على أن تشغيل هذا السوق سيعود بالنفع على مصر والأردن وجميع البلدان في العالم العربي.
وقال إن المؤتمر الأول لتفعيل التبادل التجاري للطاقة بين الدول العربية هو "واحد من المؤتمرات العديدة التي نظمناها على مدار السنوات العشر الماضية لحشد حكومات المنطقة حتى تتمكن من الانفتاح على تجارة الكهرباء".
واختتم: "نحن سعداء بوصولنا لهذه المرحلة، ولا يزال أمامنا الكثير من العمل قبل أن تصبح التجارة والسوق العربية المشتركة حقيقة وواقعة".
عقبات
وحول بعض العقبات التي تواجه إنشاء السوق العربية المشتركة، قالت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية بالمملكة الأردنية هالة الزواتي إن أكبر عقبة هو عدم وجود شبكات الربط بين كل الدول، لافتة إلى أن هناك شبكات بين بعض الدول وليس جميعها.
كما لفتت الزواتي لعدم وجود إطار مؤسسي للسوق العربية المشتركة بين الدول العربية، وأن الإطار التشريعي يحتاج الكثير من العمل، مستدركة: "لسنا مقصرين في الجامعة، ومن خلال المجلس الوزاري لوزراء الكهرباء نعمل على هذا الموضوع".
aXA6IDE4LjExOS4yOC4yMTMg جزيرة ام اند امز