اكتشاف العنصر المفقود في «وصفة» طهي النجوم
في اكتشاف مذهل، تمكن فريق دولي من علماء الفلك بقيادة الدكتور ديفيد كليمنتس من كلية إمبريال من رصد أول دليل على وجود حقول مغناطيسية في مراكز المجرات المتصادمة.
ويُعتبر هذا الأمر تطورا جوهريا في فهم تكوين النجوم، ويشير البحث إلى أن هذه الحقول المغناطيسية تلعب دورا مشابها للغطاء والوزن في قدر الضغط، حيث تساعد في خلق الظروف المثالية لتكوين النجوم في أعماق الفضاء.
وتعاون الباحثون لرصد الحقول المغناطيسية داخل قرص من الغاز والغبار يمتد لمئات السنوات الضوئية في مركز نظام من المجرات المتداخلة يُعرف باسم "Arp220"، وهذه الحقول قد تكون العامل الأساسي لمنع "اندفاع" تكوين النجوم بشكل مفرط في مراكز المجرات المتصادمة، وهو ما يشبه منع "فيض المزيج" عند طهي الطعام على نار مرتفعة.
ويقول الدكتور كليمنتس: "هذا هو أول دليل على وجود حقول مغناطيسية في قلب عملية اندماج بين المجرات، ولكننا في بداية الطريق فقط، ونحتاج إلى نماذج أفضل وإلى دراسة حالات أخرى من اندماجات المجرات".
وتم نشر نتائج هذا الاكتشاف في دورية "الإخطارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية"، وتوضح كيف يمكن للحقول المغناطيسية أن تمنع تسرب الغاز الساخن الناتج عن النجوم الفتية أو انفجارات السوبرنوفا، مما يتيح للغاز الاستمرار في تكوين النجوم بكفاءة أكبر.
واستخدم الفريق مصفوفة الموجات تحت المليمتر (SMA) في هاواي لرصد الضوء من موجات قريبة من الأشعة تحت الحمراء والراديوية، مما فتح نافذة جديدة لاستكشاف الظواهر الفلكية، مثل نظام "Arp220" الذي يضيء كأحد ألمع الأجسام في السماء خارج مجرتنا، نتيجة اندماج مجرتين حلزونيتين غنيتين بالغاز.
ويخطط الباحثون لمواصلة البحث باستخدام مصفوفة أتاكاما الكبيرة (ALMA)، أقوى تلسكوب لدراسة الغاز والغبار في الكون البارد، لرصد الحقول المغناطيسية في مجرات أخرى فائقة الإشعاع بالأشعة تحت الحمراء.
ومع هذه الخطوة الكبيرة، يأمل العلماء أن يصبح دور الحقول المغناطيسية في أكثر المجرات لمعانا في الكون المحلي أكثر وضوحا، مما يعزز فهمنا لتكوين النجوم في أعماق الكون.
aXA6IDE4LjIyNS45OC4zOSA= جزيرة ام اند امز