تهديدات بالقتل لقيادي بحماس بعد قطع راتبه لانتقاده الإخوان
محمد نظمي نصار يفاجئ متابعيه بسلسلة من التدوينات والتسجيلات المصورة على "فيسبوك" وجه فيها انتقادات حادة إلى "حماس" والإخوان.
قال قيادي مؤسس بكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، إنه تلقى تهديدات بالقتل بعد قطع راتبه إثر انتقاده الحركة وجماعة الإخوان الإرهابية.
وفاجأ محمد نظمي نصار، من قطاع غزة، متابعيه بسلسلة من التدوينات والتسجيلات المصورة عبر حسابه في "فيسبوك" وجه فيها انتقادات حادة إلى "حماس" وجماعة الإخوان والإسلام السياسي.
وفي تسجيل نشره على حسابه، قال نصار: "أنا اسمي محمد نظمي عبدالمعطي نصار وأنا من مؤسسين القسام في حركة الاخوان وأنا أتقاضى راتبي من حركة حماس في غزة وأنا برتبة عميد وأتقاضى أيضا راتبا آخر من القسام وعندي مرافق شخصي من القسام والأمر المهم هو أن سلاحي الشخصي من القسام وسيارتي من القسام ووقودي من القسام وبيتي الذي أبث منه الآن اشتراه القسام لي".
وأضاف مفجرا مفاجأة مدوية: "عندما عارضت حماس فإنني عارضتها ليس من أجل المال أو موقع أو أي أمر آخر.. أنا كفرت بالإخوان".
وينظر إلى نصار باعتباره من كبار قادة الجناح العسكري لحركة حماس في غزة، حيث شارك في عمليات ضد إسرائيليين.
وتقول إسرائيل إن نصار كان في عام 1989، من أفراد الفريق الذي اختطف وقتل الجنديين الإسرائيليين آفي ساسبورتاس وايلان سعدون، وكانت هذه المرة الأولى فيها تختطف حركة حماس وتقتل جنودا إسرائيليين.
وقال نصار: "تعمدت أن أقول إنني كفرت بفكرة جماعة الإخوان حتى من يسمع هذا الكلام يحاول أن يفكر، لماذا قال هذا الرجل هذا الكلام؟.. أنت تنظيم سياسي رفعت شعار الإسلام وعلى استعداد أن تقتل كل الشعب ولا تبقي أحدا من أجل فكرتك الموهومة التي لا تعترف لا بالعلم الفلسطيني ولا بالجغرافيا ولا بالشعب، هي تعترف ببعض الأفكار الموهومة والخيالية والواقع يقول هذا الكلام، كل الواقع يدلل على أن هذه الأفكار لا تصلح للحياة، لا في مصر ولا السودان ولا أفغانستان ولا أي مكان".
وأضاف: "في مصر والسودان وكل مكان فإن من طرحوا فكرة الإخوان أسوأ بألف مرة في إدارة الحكم والسرقات والنهب والفساد والخراب.. كل شيء.. إذا أردنا أن ننجح فيجب علينا أن نقصي رجال الدين وخطباء المساجد عن إدارة الوطن".
وتابع: "لماذا نقول علنا إن فكرة الإخوان لا تصلح للحياة؟ لماذا نقول إنه حيثما وجدت فإنها فكرة فاشلة؟ هي فكرة تدميرية ولا تبني مجتمعات ولا تبني دولا وإنما تبني جماعة".
كما وجه انتقادات إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حول الانتماء للإسلام السياسي.
واعتذر نصار إلى الشعب الفلسطيني في الوقت الذي أعلن دعمه للرئيس الفلسطيني محمود عباس وقال: "معك رغم اختلافي معك".
وقال: "سيادة الرئيس أبومازن محمود عباس رئيس الشعب الفلسطيني، أقول بكل وضوح وعلى المكشوف وأشكره، أنا محمد نظمي نصار ابن منوه عيد عوض شحاده أعلن أنني مختلف معاك في أسلوب وإدارة السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية ولكني أعترف أمام الكون كله أنك رئيسي الشرعي ورئيس الشعب الفلسطيني كله والذي يجب أن ندعمه ونقف معه حتى الموت ضد صفقة القرن فمعك سيادة الرئيس رغم اختلافي معك".
وعاد لتوجيه الانتقادات إلى ما يسمى بـ"الإسلام السياسي"، وقال: "الإسلام السياسي والتخريب.. لقد تم استعمال الإسلام السياسي في المنطقة فقط للإرباك والتدمير، فأربك من قبل عبد الناصر وأربك الدولة المصرية وأربك التنمية والاستقرار وأربك كل الثورات الوطنية ودخل معها في صراع وعداء تدميري مرير وذلك فقط لمهمة الإرباك والإفشال".
وأضاف: "احذر إذا استفقت.. فإن الإسلام السياسي لا يحب أن يراك جميلا ولا وحدويا في الإطار الوطني ولا يحب أن يراك مصلحا في الإطار الإنساني والأخلاقي، احذر يا صديقي فكل أمانيه أن يراك داعشيا أو متطرفا وتحمل السلاح لتقتل المعارضين من شعبك".
ونوه إلى أن "الإسلام السياسي لا يحب أن يراك إلا فاسدا أو ضالا لكي يبدع في تقديم الرواية المقنعة لمريديه من أن كل الذين خالفونا ما هم إلا مجموعة من المرضى والفاسدين الذين سقطوا في الطريق حبا للشهوات والمسؤولية، وليقولوا لهم انظروا فهذا أحدهم، انظروا لحجم فساده وخرابه وذلك لكي تستمر عملية التضليل والاستغفال لأنصاره".
ولاحقا لهذه الانتقادات فإنه أعلن أنه تم قطع راتبه وتهديده، وقال" لقد تم قطع راتبي من حماس لكي أتوقف عن الكتابة، لكنكم لن تستطيعوا إيقافي إلا برصاصة في قلبي فتسكت لساني عن الكلام".
ووجد نصار تعاطفا كبيرا حتى من المؤيدين لحركة حماس فكتب أحمد يوسف صالح: "لأخي محمد نظمي نصار عرفتك رجلاً مغوارا، وتمتلك من جرأة الحق الكثير من الكلام، وفيك يا أبا صهيب طيشٌ بنكهة قسوة الزمان وحشرجة المكان، ولكن هذا لا يعيب فدائي مثلك.. محنتك ستجد طريقها للحل، فالرزق بيد الله، فصبر جميل والله المستعان".
أما الناطق باسم حركة "فتح" في أوروبا جمال نزال فكتب: "نصار قيادي مؤسس في حركة حماس والقسام تم قطع راتبه من قبل حماس بسبب فيديو ينتقد به حماس والإخوان المسلمين ويعلن دعمه لموقف الرئيس من صفقة القرن".