محمد رياض لـ"العين الإخبارية": "الأب الروحي" نقطة فاصلة في مشواري
الفنان المصري محمد رياض يكشف خلال حواره لـ"العين الإخبارية" كواليس اشتراكه في مسلسلي "الأب الروحي" و"رحيم".. فماذا قال؟
يعد الفنان المصري محمد رياض واحدًا من فرسان الدراما المصرية والعربية، الذين حققوا نجاحًا كبيرًا ونجومية خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي، ليتوج في نهايتها كبطل يشار إليه بالبنان ويقدم أدوارًا لا تزال محفورة في ذهن المشاهد.
من أهم أعمال الفنان محمد رياض على سبيل المثال شخصية "عبدالوهاب" في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، و"فارس" في "الضوء الشارد"، وفي الألفية الجديدة خفت ضوء الفنان محمد رياض قبل أن يعود بقوة ويقدم أعمالًا تثير الجدل في مسلسلات مثل "كفر دلهاب"، والجزء الثاني من ملحمة "الأب الروحي" التي تعرض حاليًا وتحقق نجاحًا كبيرًا.
حول دوره في المسلسل وكيفية اختيار الأعمال التي يشارك فيها وأسباب عدم تواجده في السينما، يتحدث الفنان محمد رياض في هذا الحوار لـ"العين الإخبارية".
كيف تقيم ردود الفعل حول دورك في الجزء الثاني من مسلسل "الأب الروحي"؟
دعني أذكر أولًا نقطتين مهمتين، الأولى شعوري بسعادة كبيرة وفرحة لا توصف لنجاح شخصية "العميد طارق" التي أجسدها خلال الأحداث، خاصة أن التعليقات الإيجابية والإشادات تأتي من صحفيين ونقاد وجمهور عادي منذ بداية الحلقة الأولى من المسلسل، وهذه الإشادات أسعدتني جدًا لأنها أكدت أن اختياري منذ البداية كان صحيحًا، والحقيقة "الأب الروحي" نقطة فاصلة في مشواري، أما النقطة الثانية والغريبة فهي عدم مشاهدتي للمسلسل حتى الآن لانشغالي بتصوير ما تبقى لي من مشاهد بالإضافة إلى تصوير شخصيتي في مسلسل "رحيم" الذي سيعرض في رمضان.
تقول إن نجاح المسلسل أثبت أن اختيارك كان صحيحًا.. إذن كيف تختار أدوارك؟
معايير اختياري للأدوار لم تختلف عن أي وقت مضى، ولدي مثلث ثابت أقيم من خلاله كل الأعمال، وأضلاع المثلث هي نص جيد، ومخرج متمكن، وشركة إنتاج سخية، وهذه المعايير كفيلة لنجاح أي عمل بعد توفيق الله طبعًا.
في "الأب الروحي" مثلًا وجدت الثلاثة أضلاع لكن كان لدي هاجس الإضافة، ما الذي سأضيفه للمسلسل بعد نجاح الجزء الأول، وفي النهاية كان هذا النجاح سبب موافقتي على المشاركة بعد تأكدي من توافر الثلاثة أضلاع، لأن النص جيد جدًا ويراعي جميع الشخصيات، والمخرج تامر حمزة موهوب ومتمكن من أدواته ولديه قدرة كبيرة على إدارة فريق عمل يضم مئات الممثلين، والثالث شركة "فنون مصر" التي لم تبخل على العمل بأي شيء ليخرج بهذا الشكل الناجح.
ألم تشعر بالخوف من عرض المسلسل خارج السباق الرمضاني؟
على الإطلاق، بل كان من أسباب سعادتي، خاصة أنني سبق وناديت مع كثير من الزملاء بضرورة وجود مواسم جديدة بعيدًا عن شهر رمضان المكتظ بالأعمال، خاصة في ظل تعرض عدد كبير من المسلسلات للظلم بسبب مواعيد العرض، والظلم هنا طبيعي لوجود 40 مسلسلًا يفترض عرضها خلال الساعات القليلة ما بين الإفطار والسحور، ولو قارنا بين التوقيت الحالي وبين شهر رمضان سنجد أن كل ما يعرض الآن طوال اليوم مسلسل أو مسلسلين فقط، وبالتالي كل عمل يحصل على فرصته في العرض وفي الإعادة أيضًا، ويجب أن نتذكر أن الجزء الأول من المسلسل حقق نجاحًا أسطوريًا خارج موسم رمضان.
ذكرت قبل قليل أنك تستكمل تصوير مشاهدك في مسلسل "رحيم".. فما تفاصيل شخصيتك؟
سيكون مفاجأة بالمعنى الحرفي للكلمة لأنني لم أسبق وقدمت شخصية مماثلة خلال مشواري، والحقيقة بذلت مجهودًا كبيرًا في التحضير للعمل، واعذرني لن أتمكن من كشف تفاصيل الشخصية لأن شركة الإنتاج اشترطت في العقود عدم تحدث أي ممثل عن دوره حتى يعرض المسلسل في موسم رمضان، ولكن كما قلت سيكون مفاجأة، ولا أتحدث هنا عن دوري فقط لكن عن المسلسل بشكل عام، كما أن صديقي ياسر جلال يقدم "شخصية عمره" كما نقول.
شاركت في موسم رمضان الماضي بمسلسل "كفر دلهاب" ورغم النجاح الكبير الذي حققه العمل طالته بعض الانتقادات بسبب تناوله قصص جن وعفاريت.. فما رأيك؟
المسلسل وجهت له بعض الانتقادات لكنه حصد على العديد من الإشادات، ويكفي أن "كفر دلهاب" كان المسلسل الأول في نسب المشاهدة، وبشكل عام لا يمكن أن يتفق الجمهور على رأي واحد، وكما نقول في أمثالنا المصرية "لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع"، وإن كنت أرى أن الأفضل التحدث عن عناصر "كفر دلهاب" الفنية المتمثلة في مخرج متمكن من ترجمة النص إلى صورة جميلة لا تؤذي عين المشاهد، وشركة إنتاج لم تبخل على العمل في الملابس أو الديكورات أو أي شيء، ونص جيد يحمل فكرة فلسفية تصلح لأي زمان ومكان مفادها أن الظلم عاقبته الندم والخسارة وكما تدين تدان.
أما فيما يخص موضوع الجن والعفاريت فهو واقع وموجود ومذكور في القرآن، ونحن لم نقدمه بشكل فج، وهذه المرة الأولى في تاريخ الدراما التي يناقش فيها مسلسل هذه القضية بشكل مبسط رائع.
لو انتقلنا للحديث عن السينما.. ما سر قلة أعمالك؟ وهل وجودك كنجم تليفزيوني له أثر في ذلك؟
تصنيفي كواحد من نجوم الدراما شرف كبير لي خاصة عندما يأتي التصنيف من النقاد والجمهور، لكن يجب ألا ننسى وجود نجوم كبار في هوليود متخصصين في الدراما التليفزيونية فقط، وآخرين متخصصين في السينما فقط، وهنا في مصر يوجد زملاء فنانون موهوبون وناجحون في السينما لكن لم يحالفهم الحظ في التليفزيون، والعكس صحيح، أضف إلى ذلك أن المسلسلات التليفزيونية نفسها أصبحت تُصور بكاميرات سينما وبنفس التكنيك تقريبًا، وبالنسبة لي فقد قدمت أكثر من عمل سينمائي ولا أزال أتلقى عروضًا حتى الآن لكني أراها غير مناسبة ولن تضيف جديدًا، وعن نفسي لم ولن أقدم عملًا لمجرد التواجد فقط، وكما سبق وذكرت لدي شروط واعتبارات كثيرة أختار من خلالها أعمالي بشكل عام.
قدمت مؤخرًا عملًا مسرحيًا على مسرح الدولة لكن تم إنهاؤه سريعًا.. فما سبب ذلك؟
السبب أن مسرح الدولة يعمل بمنطق الموظفين والشغل الشاغل هو البدلات والمكافآت التي سيحصل عليها الموظفون، وإذا تحدثت عن مسرحية "الحفلة تنكرية" تحديدًا التي قدمتها على خشبة مسرح السلام، أؤكد أنها كانت رائعة وجيدة واستغرقت وقتًا طويلًا في الاستعداد لها وعمل بروفات، والحمد لله حققت نجاحًا مع أيام عرضها الأولى، فأخذني الطموح بعمل جولة في مسارح المحافظات ولكني فوجئت بالرفض بدعاوى غريبة وغير مفهومة ترسخ لمفاهيم البيروقراطية والروتين، ولا أعلم كيف تنتج الدولة عملًا مسرحيًا وتنفق عليه دون أن تفكر في تصويره ليكون أرشيفا أو تبيعه للتليفزيون لعرضه على الجمهور، هناك كثير من التفاصيل الحزينة التي واجهتها خلال هذه التجربة، وفي الحقيقة تجربة المسرح كانت سيئة ولا أفكر إطلاقًا في تكرارها، على الأقل خلال الفترة الحالية.