المغرب يدعو المجتمع الدولي لتقديم حلول فعالة لأزمة المناخ
دعا المغرب المجتمع الدولي إلى تقديم الحلول الفعالة لمكافحة التغير المناخي التي تلحق الضرر بالبشرية.
وقال العاهل المغربي، الملك محمد السادس، في رسالة، وجهها إلى المشاركين في قمة غلاسكو، إنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل مترددا؛ بل يجب المضي قدما لتفعيل حلول ملموسة بأجندة تنفيذ محددة، مدعومة بإرادة سياسية قوية لتغيير المسار المقلق الذي يتجه إليه العالم.
ودعا العاهل المغربي في كلمته التي ألقاها نيابة عنه عزيز أخنوش، رئيس الحكومة رئيس الوفد المغربي المشارك إلى “صحوة الضمير العالمي، وإلى الالتزام الجماعي والمسؤول، لمواجهة التغيرات المناخية، من أجل مستقبل أفضل للبشرية جمعاء”.
وأكد الملك محمد السادس، على ضرورة وجود حاجة ملحة لإرادة سياسية حقيقية والتزام أكثر إنصافا تجاه فئة واسعة من البشرية تتحمل تبعات نظام اقتصادي عالمي لا تستفيد بشكل عادل من منافعه.
ولفت إلى أن “ تواتر تقارير خبراء المناخ، تؤكد أن التوقعات الأكثر قتامة أصبحت واقعا مريرا، يضع البشرية أمام خيارين، إما الاستسلام للتقاعس المدمر للذات، أو الانخراط بصدق وعزيمة في إجراءات عملية وسريعة، قادرة على إحداث تغيير حقيقي في المسار الحالي الذي أثبت عدم فعاليته”.
- قمة غلاسكو.. الإمارات تبحث تعزيز التحول بقطاع الطاقة والعمل المناخي
- الأمير تشارلز لقمة غلاسكو: الوقت "نفد" و عليكم التصرف بكل قوة
وأكد التزام المغرب بمكافحة تغير المناخ، من خلال رفع مساهمته لتخفيض الاحتباس الحراري بنسبة 45.5٪ بحلول عام 2030 ضمن استراتيجية متكاملة لتنمية منخفضة الكربون في أفق 2050، تهدف إلى الانتقال إلى اقتصاد أخضر ينسجم مع أهداف الاستدامة، وتعزيز قدرة الصمود والتكيف وحماية البيئة، التي يقوم عليها النموذج التنموي الجديد للمملكة.
وفي إطار المساعي الدولية لإنقاذ كوكب الأرض، بدأ اليوم الإثنين أكثر من 120 من قادة دول العالم الاجتماع في غلاسكو في قمة تمثل "الأمل الأخير والأفضل" من أجل المناخ.
وتأتي هذه القمة في وقت تعكس ظروف الطقس الصعبة في مختلف أنحاء العالم التداعيات المدمرة لتغير المناخ الناجم عن استخدام الوقود الأحفوري على مدى 150 عاما.
ولفتت الأمم المتحدة إلى أنه حتى وإن تم الإيفاء بالالتزامات الحالية للموقعين على اتفاقية باريس للمناخ، فسيؤدي ذلك إلى احترار "كارثي" بـ2,7 درجة مئوية.
ويأمِل مراقبون بأن يعطي اجتماع قادة مجموعة العشرين، وهي الدول التي تمثل 80 بالمئة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، زخما قويا لقمة المناخ 26 المنعقدة في غلاسكو بعدما تأجلت لمدة عام جراء الوباء.
من جانبها أعربت كبرى اقتصادات مجموعة العشرين الأحد عن التزامها بحصر الاحترار المناخي بحدود 1,5 درجة مئوية، الهدف الأكثر طموحًا لاتفاقيّة باريس المبرمة عام 2015.
وبينما قدمت الصين، أكبر مصدر لانبعاثات الكربون في العالم، خطتها الجديدة بشأن المناخ إلى الأمم المتحدة مؤخرا والتي كررت فيها هدفها القائم منذ مدة طويلة ببلوغ الانبعاثات ذروتها بحلول العام 2030، تتسلّط الأضواء حاليا على الهند.
ولم تكشف الهند بعد عن "مساهمتها المحددة وطنيا" الجديدة، لكن في حال أعلن رئيس وزرائها ناريندرا مودي عن جهود جديدة للحد من الانبعاثات في خطابه الإثنين، فسيكثّف بذلك الضغوط على الصين وغيرها، بحسب ألدن ماير من مركز أبحاث الطاقة المناخ "E3G".
aXA6IDE4LjIyNy4xMTQuMjE4IA== جزيرة ام اند امز