الزيارة بكل انعكاساتها ليست محض صدفة أو ليست نتيجة تضخيم إعلامي، بل هي نتيجة عمل حقيقي قامت به دولة الإمارات على مر عقود.
زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى بكين، وحجم حفاوة الاستقبال لسموه يعكسان قيمة موروث ثقيل تم بناؤه على مدى أكثر من ثلاثة عقود من الإنجازات والعلاقات المتبادلة بين البلدين، وهو انعكاس حقيقي لحجم الثقة المتبادلة بين القيادتين، ولقيمة اللإمارات على الصعيد الدولي، وهذا ما جعل للزيارة انعكاسا تاريخيا حقيقيا للشراكة الاستراتيجية التي احتوته أجندة الزيارة بأكثر من 13 محورا بدأت من الاستثمار والطاقة والصناعة والبنية الأساسية والتصنيع والابتكار، وبالسياحة والتعليم والفضاء.
قرار عميق يؤكد ثقة القيادة بإمكانيات شباب الوطن ورسالة أعمق من سموه بأنه من أراد أن يصنع لوطنه مستقبلاً زاهراً فعليه أن يثق بالجيل الصاعد ويمكِّنهم، فالمجتمع الذي يهتم بأبنائه، إنما يهتم بالمستقبل.
الزيارة بكل انعكاساتها ليست محض صدفة أو ليست نتيجة تضخيم إعلامي، بل هي نتيجة عمل حقيقي قامت به دولة الإمارات على مر عقود انعكس بشكل قوي ومؤثر على سمعتها ومكانتها على المستوى الإقليمي والدولي. وهذا حقيقة بفضل من الله وبجهد قيادتنا، وهو أمر نحن شعب الإمارات اعتدنا عليه، ولا شك أننا نفخر به كثيراً. ولكن ما أسر إعجابي فعلاً هو عمق القرار الذي يصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وبعد أثره.
كلنا يعلم أن وفد الإمارات للصين يتكون من 200 شخص في الوقت الذي لاحظ المراقبون وجود 30 شخصا فقط كوفد مرافق لسموه من وزراء وكبار مسؤولين! هل خطر على بال أحدكم من هم باقي الوفد؟ وما هي مهماتهم في هذه الزيارة؟ وما هي انعكاسات هذا القرار؟
انطلاقاً من رؤية 2021، التي تهدف لضمان المشاركة الفاعلة للشباب، أولت حكومة دولة الإمارات أهمية كبيرة لهم لتمكينهم ليكونوا قادرين على تحمل المسؤوليات، والابتكار والإسهام في رفاه المجتمع الإماراتي بما يساهم في بناء مستقبل مستدام للدولة.
ومن هنا، وجّه سموه بأن تكون أغلبية الوفد المرافق لسمو هم شباب الإمارات باختلاف تخصصاتهم، وبضرورة وجودهم في هذه الزيارة حتى تنعكس آثارها بشكل مباشر عليهم ومنها على باقي شباب المجتمع. سموه رأى أن من الطبيعي أن يرافقه الوزراء وكبار المسؤولين لتوقيع الاتفاقيات الرسمية وتعزيز استراتيجية التعاون في شتى المجالات على مستوى حكومي، ولا شك أن نتائجها ستنعكس بشكل مباشر أو غير مباشر على المجتمع وأفراده. إلا أن عمق قراره ذهب إلى أبعد من ذلك، ليؤكد ضرورة وجود العنصر الأساسي لهذا المجتمع وهو الشباب؛ للتعرف بشكل مباشر على سوق مختلف واقتناص الفرص المناسبة، والتأثر بشكل مباشر وفوري بالزيارة.
قرار عميق يؤكد ثقة القيادة بإمكانيات شباب الوطن، ورسالة أعمق من سموه بأنه مَنْ أراد أن يصنع لوطنه مستقبلاً زاهراً فعليه أن يثق بالجيل الصاعد ويمكِّنهم، فالمجتمع الذي يهتم بأبنائه، إنما يهتم بالمستقبل.
إن الشباب هم خيمة الوطن ودرعه الحصينة وقوته الكامنة وعماده الذي لا يلين، وهم الاستمرارية التي تجعل دولتنا متجددة متميزة لعقود مقبلة بإذن الله.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة