هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم ستطور العلاقات الإماراتية-الصينية في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية.
لا تكاد الأوساط السياسية والاقتصادية والإعلامية في العالم تسلط الأضواء على زيارة رسمية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى إحدى الدول العربية والإسلامية الشقيقة، أو إلى إحدى الدول الأجنبية الصديقة، حتى تجذب هذه الأوساط زيارة رسمية ناحجة جديدة لسموه.
وهذا ما حصل مع زيارة الدولة المميزة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لجمهورية الصين الشعبية الصديقة، بدعوة رسمية كريمة من فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي تزامنت مع الذكرى السنوية الخامسة والثلاثين لقيام العلاقات الدبلوماسية الإماراتية–الصينية.
يمكننا القول إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين هي زيارة ثلاثية الأبعاد، تعبر أولاً عن عمق العلاقات التاريخية بين الدولتين التي تمتد لعشرات السنين، وثانياً عن حاضر الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما، وثالثا عن المستقبل الواعد لهذه العلاقة والشراكة.
وقد رسخ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مجدداً، في زيارته المميزة للصين، المدرسة الإماراتية الرائدة في العلاقات الدولية، والقائمة على الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الدول الصديقة، وهي المدرسة التي أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، وتابعها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، اللذان حافظا على علاقات دولة الإمارات العربية المتحدة مع مختلف دول العالم، على الرغم من الصراعات الدولية والإقليمية التي كانت ولا تزال تنشب بين الحين والآخر.
وبعدما بنى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شراكة استراتيجية شاملة بين دولة الإمارات وعدد من الدول الكبرى ذات الريادة العالمية، ها هو يبني شراكة استراتيجية شاملة بين "الصقر العربي الإماراتي" و"التنين الصيني"، حيث حرص سموه وفخامة الرئيس الصيني، خلال هذه الزيارة على رعاية وحضور توقيع 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم جديدة في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين الصديقين، والتي شملت المجالات التالية: التعاون الدفاعي والعسكري، وحماية البيئة والمحافظة عليها، والتعاون العلمي والتكنولوجي للذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي والزراعة والثروة الحيوانية، والتعاون المشترك التجاري والاقتصادي مع أفريقيا، والاستخدام السلمي للطاقة النووية، وإدخال اللغة الصينية ضمن مناهج التعليم في مدارس الإمارات، والثقافة والسياحة، والطاقة بين شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركة النفط البحرية الصينية الوطنية، والجمارك، والتعاون بين سوق أبوظبي العالمي وكل من اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح الصينية ومجموعة "إيفيربرايت" والمؤسسة الصينية الوطنية للطاقة النووية، والتعاون بين موانئ أبوظبي وشركة "جيانغسو للتعاون عبر البحار والاستثمار المحدودة" والبنك الصناعي والتجاري الصيني المحدود، والتعاون بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والمؤسسة الصينية الوطنية للطاقة النووية، والتعاون البحثي الجامعي المشترك.
وبالتأكيد، فإن هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم ستطور العلاقات الإماراتية-الصينية في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية إلى مستويات عالية، خلال السنوات المقبلة. كما ستزيد هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم من الدور المهم والكبير لدولة الإمارات في مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.
ويمكننا القول: إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين هي زيارة ثلاثية الأبعاد، تعبر أولاً عن عمق العلاقات التاريخية بين الدولتين التي تمتد لعشرات السنين، وثانياً عن حاضر الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما، وثالثاً عن المستقبل الواعد لهذه العلاقة والشراكة .
وهذا ما أشار إليه فخامة الرئيس الصيني بتأكيده أن زيارة الدولة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين تعطي دفعاً قوياً للعلاقات الثنائية، بما يلبي تطلعات البلدين وشعبيهما إلى فتح آفاق أوسع للتعاون في مختلف المجالات .
وهذا ما أشار إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتأكيده أن الجانبين -الإماراتي والصيني- وضعا خلال هذه الزيارة بصمات خريطة طريق لـ100 سنة مقبلة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة