الشهادة التي منحت للشيخ محمد بن زايد تعد أعلى الشهادات الجامعية وأرقاها التي تقدمها الجامعة للقادة والرؤساء وزعماء الدول.
على هامش زيارته التاريخية الحالية للصين.. منحت جامعة "تسينغهوا الوطنية" الصينية العريقة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، شهادة "بروفيسور فخرية" تقديرا لدوره البارز ومبادراته المتعددة في دعم العلوم المتقدمة والتكنولوجيا والابتكار، إضافة إلى جهوده في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية.
الشهادة التي منحت للشيخ محمد بن زايد تعد أعلى الشهادات الجامعية وأرقاها التي تقدمها الجامعة للقادة والرؤساء وزعماء الدول، فيما تعد الجامعة التي منحتها واحدة من أعرق الجامعات الصينية وأكثرها تأثيرا وحضورا في المشهد الأكاديمي الصيني، وحيث تأسست في عام 1911 تحت اسم "تسينغهوا زويتانج"، وفي عام 1912 تغير اسمها ليصبح "مدرسة تسينغهوا"، وفي عام 1928 اعتمد اسمها الحالي "جامعة تسينغهوا الوطنية".
لم يكن في منح هذه الجامعة العريقة لأعلى شهادتها الفخرية لأبرز شخصية سياسية عربية أدنى قدر من المجاملة، ولا أملته قواعد البروتوكول وضرورات الزيارة، وإنما جاء تكريسا لحقيقة وأمر واقع عن تأثير متنامٍ، ودور متعاظم للشيخ محمد بن زايد على الساحة العالمية
هذه الجامعة كانت شاهدا على لحظات فارقة في تاريخ الصين الحديث، وشريكا في تحولات سياسية عميقة شهدها هذا البلد الكبير، فعلى سبيل المثال اضطرت الجامعة لتغيير مقرها من بكين في عام 1937 والانتقال إلى مدينة "كونمينج" عاصمة محافظة "يونان" جنوب غرب الصين والانضمام لجامعة بكين وجامعة نانكاي لتشكيل جامعة الجنوب الغربي المنتسبة بسبب حرب المقاومة ضد الغزو الياباني، قبل أن تعود بعد الحرب في عام 1946 لمقرها الأصلي في العاصمة بكين.
وبعد الانفتاح الصيني على العالم الخارجي الذي بدأ عام 1978 شهدت الجامعة تطورات متسارعة لتصبح جامعة بحثية شاملة، حيث تضم حاليا 14 مدرسة و56 قسما وكليات في العلوم والهندسة والعلوم الإنسانية والقانون والطب والتاريخ والفلسفة والاقتصاد والإدارة والتعليم والفن، ولعبت منذ ذلك الوقت دورا كبيرا في دعم التفاعل بين الثقافات الصينية والغربية، والانفتاح على العلوم الحديثة بما فيها العلوم الإنسانية، حيث تعمل الجامعة ليس فقط لرفاهية المجتمع الصيني، وإنما أيضا لخدمة التطور العالمي في كافة أوجه البحث العلمي، بعد أن أسهم خريجوها بشكل فاعل في كافة أوجه التنمية الاقتصادية العالمية، وهو ما جعلها من أفضل الجامعات، ليس فقط في الصين التي تحتل صدارة تصنيف جامعاتها، وإنما أيضا على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث احتلت المركز الثالث آسيويا والسادس عشر عالميا في التصنيف السنوي للجامعات في أحدث نسخه (QS Global World Ranking 2019 )
هذا عن المحتفِي، أما عن المحتفَى به فإن جامعة بهذه العراقة والأهمية وذاك التاريخ وهذا الحاضر، لا تمنح أعلى وأرقى شهاداتها الفخرية إلا لمن يستحقها ويحمل بجدارة مؤهلات منحها، وقد استحقها عدد قليل من قادة العالم وزعمائه البارزين، وفي حيثيات منح الجامعة هذه الشهادة المرموقة للشيخ محمد بن زايد قال رئيسها: إن ذلك يأتي كونه أحد القادة المهتمين والمبادرين في دعم القطاع التعليمي النوعي، واهتمامه بإقامة الشراكات بين المؤسسات التعليمية من أجل تنمية تسود العالم كافة، وأشار إلى أن منح سموه هذه الشهادة الفخرية يأتي تعبيرا عن تقدير الجامعة لدوره في دعم البرامج العلمية، وبشكل خاص التي تسعى إلى خدمة الإنسانية في العديد من المجالات.
لم يكن في منح هذه الجامعة العريقة لأعلى شهادتها الفخرية لأبرز شخصية سياسية عربية أدنى قدر من المجاملة، ولا أملته قواعد البروتوكول وضرورات الزيارة، وإنما جاء تكريسا لحقيقة وأمر واقع عن تأثير متنامٍ ودور متعاظم للشيخ محمد بن زايد على الساحة العالمية، فهنيئا للإمارات البروفيسور محمد بن زايد، وهنيئا لجامعة تسينغهوا هذا الاختيار الذي وافق أهله، وهنيئا للشهادة آخر من كتب اسمه في سجلاتها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة