كان طبيعيا أن يكون ما أنجزته الإمارات في عام 2018 خارج نطاق المنافسة عربيا وشرق أوسطيا.
في حوار مطول مع إحدى الفضائيات العربية الشهيرة لتحليل أبرز أحداث عام 2018، سألتني مقدمة البرنامج سؤالا مباغتا لم أكن أتوقعه: من تختار شخصية هذا العام العامر بالأحداث المليء بوقائع السياسة والاقتصاد؟ وعلى الرغم من أن السؤال كان مفاجئا إلا أن الرد كان حاضرا وسريعا، فأجبت على الفور وبدون أي تردد أو تفكير إنه ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وكان طبيعيا أن يكون السؤال التالي للمذيعة هو: لماذا؟
نموذج الحكم الفريد في الإمارات القائم على روابط الأخوة في المقام الأول يمثل مدرسة مختلفة في الحكم لم يعد لها وجود إلا في الإمارات، هو ما يفسر سر نجاح التجربة الاتحادية وسر نهضتها، وهو ما يفسر أيضا قوة التلاحم والترابط والعلاقة الوثيقة بين قيادة هذا البلد وشعبه
فأجبتها شرحا إن محمد بن زايد يعمل في منظومة حكم فريدة، بها من التناغم والحب والاحترام والتقدير المتبادل بين أعضائها ما لا يمكن أن نراه في أي دولة أخرى داخل العالم العربي أو خارجه، منظومة لا تكل ولا تمل في ترجمة رؤية رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وفي استلهام إرث وعزم وإرادة مؤسسها وباني نهضتها الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه، ولهذا نجد حكام الإمارات السبع أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد يتعاملون فيما بينهم بمحبة ومودة قل نظيرهما، يتعاملون كعائلة حاكمة واحدة وليس كعوائل حاكمة، فالهدف هو رفعة الإمارات ومجدها واستكمال بناء نهضتها.
وهنا قلت لمحاورتي: انظري إلى الكلمة عميقة الأثر كبيرة التأثير جليلة القدر التي خطتها يد الشيخ محمد بن زايد في حق شريكه في تحمل مسؤوليات وطنهم الجميل، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بمناسبة إكماله خمسين عاما في خدمة الوطن، وأضفت مكملا لمحاورتي.. لو تأملت الصفات التي خاطب بها الشيخ محمد بن زايد أخاه الشيخ محمد بن راشد لعرفنا جميعا لماذا تقدمت الإمارات؟ ولماذا يستحق محمد بن زايد لقب شخصية العام عربيا؟ فهو لم يخاطبه بأي من صفاته الوظيفية الرسمية، نائبا لرئيس الدولة أو رئيسا لمجلس الوزراء أو وزيرا للدفاع أو حاكما لإمارة دبي، وإنما خاطبه بوصفه "أخيه ورفيق دربه ومعلمه".. وفي الكلمات الثلاث يوجد سر تقدم الإمارات وسر عظمة حكامها الذين ورثوا عن زايد جم التواضع وعمق الإخاء وإخلاص المقاصد وإتقان العمل والتفاني في خدمة الوطن وإعلاء رايته، وعلى الدرجة نفسها من المودة الراسخة والحب الصادق كان رد "بو راشد" على أخيه "بو خالد" بقصيدة كاملة مبهرة شكلا وعميقة مضمونا تحمل كل معاني التقدير وكل خصال العظماء، الرسائل المتبادلة بين القائدين كانت ترسيخا لقيم عظيمة من قبل قادة عظماء.
عند هذا الحد قلت لمقدمة البرنامج إن نموذج الحكم الفريد في الإمارات القائم على روابط الأخوة في المقام الأول يمثل مدرسة مختلفة في الحكم لم يعد لها وجود إلا في الإمارات، هو ما يفسر سر نجاح التجربة الاتحادية وسر نهضتها، وهو ما يفسر أيضا قوة التلاحم والترابط والعلاقة الوثيقة بين قيادة هذا البلد وشعبه، علاقة قد لا نجد لها نظيرا في صلابتها وتميزها، فالإمارات تكاد تكون الدولة الوحيدة التي لا يلحظ من يعيش فيها فارقا بين حاكم ومحكوم، فالجميع في ركب الوطن سواء، يتشاركون الأفراح ويقتسمون مسؤولية إزالة الهموم رغم قلتها، لذا كان طبيعيا أن يكون ما أنجزته الإمارات في عام 2018 خارج نطاق المنافسة عربيا وشرق أوسطيا، فما أنجزته الإمارات في هذا العام لم ينجزه غيرها، ففيه وصل خيرها إلى أصقاع الأرض، وحقن دورها كثيرا من الدماء وأنهى كثيرا من الحروب حول العالم، وأحلت جهودها السلام في كثير من مناطق الصراع، ووصل مواطنوها إلى أعلى المراتب، واحتلت صدارة كثير من تقارير ومؤشرات قياس الأداء في العديد من المجالات، وأصبحت رمزا للإنجاز والتفوق والتميز على المستوى العالمي، وهنا استعرضت مع محاورتي منجزات الشيخ محمد بن زايد وما قام به من دور بارز سواء داخل حدود الإمارات أو في مجال سياستها الخارجية على الصعيدين الإقليمي والدولي، بما أهله ليكون شخصية العام العربية بلا منازع في العام المنصرم، وهو ما سيكون موضوع مقالنا المقبل إن شاء الله.
هنيئا للإمارات قياداتها.. صناع الأمل والحياة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة