"تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت".. استثمار للعقول المبدعة
"تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت" ينطلق بمشاركة 38 فريقاً من 25 دولة وجوائز تصل إلى 5 ملايين دولار، لدعم الابتكار والتقدم التقني
يعد "تحدي محمد بن زايد للروبوت" من أهم المنافسات التي ترسخ مكانة دولة الإمارات كوجهة عالمية للابتكار، والتي تعمل على تحفيز العقول المبدعة والاستثمار في الطاقات البشرية بما يسهم في ترسيخ مجتمع منتج للمعرفة يواكب أهداف الأجندة الوطنية ورؤية الإمارات 2021.
وتحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تستعد العاصمة الإماراتية أبوظبي لاستضافة "تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت" بتنظيم جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في فبراير 2020، والتي ستركز على مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي وحلول المدن الذكية، وتصل قيمة جوائز هذه الفعالية إلى 5 ملايين دولار.
25 دولة مشاركة
يشارك في هذا التحدي 38 فريقاً من 25 دولة؛ بهدف توفير البيئة المناسبة لدعم الابتكار والتقدم التقني، والارتقاء بمستويات الأداء في مختلف القطاعات.
ويهدف التحدي، الذي يتم تنظيمه مرّة كل عامين إلى الارتقاء بقدرات الروبوتات إلى حدها الأقصى وإظهار إمكاناتها التقنية المتطوّرة في مجالات الملاحة والتعاون والقدرة على الإدراك والمناورة باستخدام الأنظمة المتكاملة.
ويلخص تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت شغف الدولة وسعيها المستمر نحو التميز في المجال التكنولوجي والابتكار كما نصت عليه أجندات التنمية المحلية والوطنية.
مواهب عالمية
يستضيف التحدي نخبة من المواهب في مجال الروبوتات من مختلف الجامعات العالمية مثل جامعة كارنيجي ميلون، جامعة بنسلفانيا، معهد جورجيا للتكنولوجيا، معهد فيرجينيا للتكنولوجيا من الولايات المتحدة، جامعة ليدز من المملكة المتحدة، جامعة نيو ساوث ويلز من أستراليا، جامعة "إي تي إتش" زيورخ من سويسرا، المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا، جامعة طوكيو اليابانية، معهد كانبور للتكنولوجيا من الهند بالإضافة إلى فرق من جامعة " تشينغهوا " الصينية، ومعهد بكين للتكنولوجيا، وذلك للمنافسة على مدار ثلاثة أيام في سلسلة من المسابقات والتحدّيات الصعبة في تكنولوجيا الروبوتات التي تعد من الابتكارات التحويلية ذات التأثير العلمي.
كما تشارك الإمارات في التحدي من خلال فريق واحد يضم عدداً من المؤسسات والجامعات في الدولة، وسيكون المجال مفتوحاً أمام طلاب المدارس والجامعات المختلفة للمشاركة في فعاليات النسخة الثانية من التحدي، والاستفادة منه لتشجعيهم على الابتكار وخوض التحديات المختلفة.
تصل قيمة جوائز هذه الفعالية إلى 5 ملايين دولار، وهي تعتبر من أكبر الفعاليات العالمية في هذا المجال، حيث يتنافس للفوز بها أفضل المصمّمين والمبتكرين والمبرمجين في مجال الروبوتات من مختلف أنحاء العالم.
مكانة ريادية
بدوره استعرض الدكتور عارف سلطان الحمادي رئيس اللجنة التنظيمية لـ "تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت 2020"، نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا أهداف هذا التحدي الذي أكد أنه يأتي لتعزيز المكانة الريادية لدولة الإمارات على خريطة التكنولوجيا العالمية.
ويؤكد الحمادي "أن التحدي يهدف إلى توفير البيئة المناسبة لدعم الابتكار والتقدم التقني في مجال الروبوتات، إلى جانب تشجيع الاعتماد على تكنولوجيا الروبوتات للارتقاء بمستويات الأداء في مختلف القطاعات".
وأضاف: "كما يهدف التحدي والذي يقام مرة كل عامين إلى توفير حلول تقنية متطورة لجملة من التحديات التي تواجه مختلف القطاعات، إلى جانب طرح أحدث ما توصل إليه العلم في مجال تقنيات الروبوتات، ناهيك عن إتاحة الفرصة للباحثين والمهنيين المتخصصين في هذا المجال لعرض قدراتهم في مجال الابتكار ضمن فعاليات هذه المسابقة".
وتابع الحمادي: أنه تماشياً مع التوجهات العالمية، تعمل دولة الإمارات على تطوير تطبيقات خاصة بالذكاء الاصطناعي وروبوتات توفر حلولاً تتماشى مع مبادرات المدن الذكية، فقد باتت العديد من المناطق اليوم داخل الدولة تقوم باعتماد تقنيات الروبوتات خاصة في قطاعات مثل الرعاية الصحية والنقل والتعليم والخدمات المصرفية، وكذلك الخدمات الحكومية، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تخطط إلى نشر روبوتات ذكية توفر أكثر من 100 من الخدمات الحكومية خاصة بثمان من المؤسسات الحكومية، بالإضافة إلى استخدام الروبوتات في مجالات الأمن والاستجابة لحالات الطوارئ لمنع أي أعمال تخريب أو اختراقات أمنية محتملة، وبالتالي حماية البنية التحتية الحيوية والمنشآت الصناعية الاستراتيجية. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أيضاً أن تسهل التقنية الروبوتية المتقدمة الدخول في الثورة الصناعية الرابعة مع المساعدة في تقليل الاعتماد على العمالة الأجنبية وتقلل تكاليف البناء.
3 تحديات رئيسية
من جهته قال الدكتور لاكمال سينيفيراتني مساعد نائب الرئيس للبحوث ومدير مركز جامعة خليفة للأنظمة الروبوتية المستقلة: إن دورة التحدي القادمة في عام 2020 تضم ثلاثة تحديات رئيسة.
وأضاف أنه يتطلب التحدي الأول أن تقوم الفرق المشاركة باستخدام طائرات دون طيار للقيام بالتعقب، وتحديد مواقع الطائرات الأخرى غير الصديقة، حيث يركز هذا التحدي على مبدأ السلامة في هذا المجال.
في حين يتطلب التحدي الثاني أن يقوم فريق من الروبوتات (طائرات ومركبات غير مأهولة) للعمل معاً على تحديد والتقاط ونقل وتجميع أجسام على شكل حجارة لإنشاء هياكل محددة مسبقاً لأماكن داخلية وخارجية.
أما التحدي الثالث، فيتطلب وجود طائرات ومركبات غير مأهولة للعمل معاً على إطفاء سلسلة من الحرائق الافتراضية في مبانٍ شاهقة. ويتمحور هذا التحدي حول توظيف الروبوتات في إطفاء الحرائق ضمن المناطق الحضرية.
وأشار إلى أن التحدي الثلاثي يتطلب وجود فريق من الروبوتات (طائرات ومركبات غير مأهولة) للتنافس في التحديات الثلاثة جميعها في آنٍ واحد.