المنصف المرزوقي.. نهاية مأساوية في قاع الترتيب الانتخابي
بين نهاية مأساوية ومسار دراماتيكي ومنهجية عدمية، ختم منصف المرزوقي مسيرته السياسية بـ2% فقط من مجمل الأصوات التونسية
لم تسعفه نتائج الانتخابات حتى يكون ضمن الخمس الأوائل للفائزين بالانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها في تونس، ولم يستجب نداؤه "الشوفيني" ضد خصومه إلى استجلاء أغلبية الشعب التونسي، ولم تقدم له ادعاءاته الباطلة بالانتماء إلى الحقل الحقوقي شفاعة في اختبار صناديق الاقتراع يوم 15 سبتمبر/أيلول المنقضي.
فبين نهاية مأساوية ومسار دراماتيكي ومنهجية عدمية، ختم المنصف المرزوقي مسيرته السياسية بـ2% فقط من مجمل الأصوات التونسية، وقد كان في نظر العديد من المراقبين إثباتا لعدم أحقية المتحالف مع تنظيم الإخوان الإرهابي بمنصب الرئاسة في تونس.
وقال رامي الدزري أحد المسرحيين التونسيين في تصريحات لـ"العين الإخبارية" عن المنصف المرزوقي: "إن طيف روح الباجي قائد السبسي ستمنع خصمه الإخواني من خلافته".
المزحة نفسها يرددها عقل الخبراء والمحللين حول أكثر الشخصيات التونسية إضرارا بمسارها الدبلوماسي طيلة ترأسه للبلاد بين سنة 2012 و2014.
الناشط السابق بالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان رضا الحرشاني يتحدث عن المنصف المرزوقي قائلا: "إنه ضحية ارتمائه في فلك تنظيم الإخوان الإرهابي"، معتبرا أن خسارته الانتخابية يجب أن تفرض عليه اعتزال السياسة بعد خسارته مرتين للمعركة الرئاسية الأولى سنة 2014 والثانية سنة 2019.
انتحار سياسي
التونسيون لا يستطيعون محو تلك العلاقة المشبوهة للرئيس الأسبق بدائرة الإرهاب الإخواني في العالم من ذاكرتهم، حسب ملاحظات العديد من الخبراء.
وأكد أستاذ علم الاجتماع جهاد العيدودي أن المرزوقي يفقد أسلوب التجميع بين التونسيين، وأن خطابه "المتشنج" تجاه خصومه جعل من وزنه لدى التونسيين ضعيفا خلال هذا الاستحقاق الانتخابي.
وأضاف أن المعركة التي اندلعت بينه وبين راشد الغنوشي كشفت مستوى التناحر في صلب العائلة الإخوانية، وهو عنصر منفر، على حد رأيه، لاستقطاب الرأي العام التونسي وأصوات الناخبين.
العيدودي أكد أن ارتباط المرزوقي بالإخوان وإهانته التونسيين أضعف من حظوظه في الفوز ورسم لدى خصومه صورة الشخص الذي لا يقدر مصالح بلاده ولا يمكن أن يحافظ عن مصالحها الدبلوماسية.
ويعطي الدستور التونسي الصلاحيات الكاملة في ملف العلاقات الخارجية لخطة رئيس الجمهورية وحيثيات ترتيبها.
نهاية رجل خارج مسار الإجماع
لن تكون هزيمة المنصف المرزوقي في الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها إلا إعلانا حتميا بنهاية رجل سياسة أخطأ طريقه وأطنب الغوص في مسابح الإخوان المتعفنة، على حد رأي العديد من الملاحظين.
وترى فائزة العدواني عضو الحملة الانتخابية للحزب الدستوري الحر في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن المنصف المرزوقي هو صناعة سياسية أتت بها مشاريع الربيع العربي الدموية.
وأضافت أن وضعه في قاع الترتيب في الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها من خلال الانتخابات هو ترجمة حية ومباشرة لوزن الرجل المنتهي سياسيا، والفاقد للمصداقية لدى أغلبية 12 مليون تونسي.