المرزوقي يهين التونسيين لأجل "الإخوان".. والقضاء يلاحقه
المرزوقي يصف بطريقة فجّة ومباشرة أهالي مدينة المكنين بالأغبياء لأنهم رفعوا شعار "ارحل" في وجه الغنوشي رئيس النهضة الإخوانية
لا يتردد الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي في نعت خصومه السياسيين بأبشع النعوت وأقذع الأوصاف؛ ترضية لحركة النهضة الإخوانية الإرهابية وأنصارها، وآخر إساءاته كانت بحق أهالي مدينة المكنين.
وبطريقة فجّة ومباشرة وصف المرزوقي أهالي المكنين بالأغبياء لأنهم رفعوا شعار (ارحل) في وجه راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإخوانية، في اجتماع للإخوان الأحد بهذه المنطقة الساحلية التابعة لمحافظة المنستير.
المرزوقي الموالي للجماعة الإرهابية يصف كل مَن ينتقد حزب النهضة بـ"الثورة المضادة وأتباع زين العابدين بن علي"، مؤكدا بذلك انصهاره التام في المشروع الإخواني الإرهابي بالمنطقة.
رفض شعبي لحركة النهضة
وعبّر المحتجون في مدينة المكنين عن الرفض الشعبي لسياسات جماعة الإخوان الإرهابية وأسلوب حكمهم الذي أغرق البلاد في أزمات أمنية واقتصادية منذ عام 2011 بترديدهم لشعار "ارحل" لـ"الغنوشي".
واعتبر أهالي المكنين ما قاله الرئيس السابق من خلال تدوينة على "فيسبوك" إهانة لبلدتهم وإساءة لمبدأ حرية التعبير التي أقرّها الدستور التونسي الجديد الذي تمّ المصادقة عليه في 27 يناير/كانون الثاني 2014.
وقد رفع مجموعة من المحامين دعوى قضائية ضد المرزوقي بتهمة السب والقذف لمدينة المكنين ولمنطقة الساحل في تونس.
ويقول المحامي أنور السافي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "ما آتاه المرزوقي من إهانة لمدينة المكنين سيعرضه إلى الملاحقة القضائية"، مشيرا إلى تطوع عديد من رجال القانون من أجل تتبع الرئيس السابق ومحاسبته بالقانون.
سوابق في إهانة شعبه
لا تعد حادثة "المكنين" الأولى في تاريخ المرزوقي، فقد سبق واعتبر في فترة حكمه الأحزاب الرافضة لسياسات قطر في المنطقة بأعداء الوطن، مخونا بذلك "كل مَن يرى أن حزب النهضة هو الحضن الفكري والسياسي للإرهاب".
وأفادت فاطمة المسدي، النائبة في البرلمان التونسي، أن "المرزوقي لا يتردد في إثارة النعرات الجهوية والفتن بين مختلف المناطق في تونس"، مؤكدة أن خطابه المتشنج وغير المسؤول أدخل تونس في أزمات مع بعض الدول الشقيقة والصديقة.
كما أدخل المرزوقي تونس في أزمات دبلوماسية في فترة حكمه التي استمرت من 2011 إلى 2014 خاصة مع مصر إرضاءً للمشاريع الإخوانية القطرية والتركية.
وعاشت تونس خلال حكم المرزوقي أعنف الضربات الإرهابية مثل ذبح 10 جنود في جبل الشعانبي من محافظة القصرين (وسط) في 27 يوليو/تموز 2013 ومقتل 14 جنديا في 10 أغسطس/آب 2014، إضافة إلى اغتيال الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين شكري بلعيد (يسار) في 6 فبراير/شباط 2013 والنائب بالبرلمان محمد البراهمي (قومي) في 25 يوليو/تموز 2013.
خطاب متشنج وحزب مفتت
وأكد مراقبون أن البهلوانيات الخطابية للمنصف المرزوقي ساهمت في تفتت حزبه (حراك تونس الإرادة)، فقد استقال منه أبرز مساعديه في شهر أغسطس/آب الماضي مثل مدير الديوان الرئاسي السابق عدنان المنصر وصديقه الشخصي طارق الكحلاوي، إضافة إلى استقالة أكثر من 80 قيادة محلية للحزب إثر انتقادهم الشديد لتبعية المرزوقي للإخوان.
وفي هذا الإطار، اعتبرت الناشطة السياسية وعضو المجلس التأسيسي نجلاء بوريال أن "المرزوقي يحمل خطابا متشنجا وعدوانيا تجاه خصوم حزب النهضة"، مشيرة إلى أن "العمل السياسي يجب أن يبنى على احترام كل المناطق والجهات والثقافات في تونس".
واعتبرت بأنها "فضيحة" أن يصف رئيس سابق بعض أبناء شعبه بـ"الأغبياء" في وقت تحتاج فيه تونس إلى هدوء سياسي لإنجاح مشروعها الديمقراطي.