"منتدى أصيلة" بالمغرب.. الانفصال والإرهاب تحت مجهر "جارة المحيط"
تستمر فعاليات منتدى أصيلة بالمغرب، في منصة تطرح العديد من التحديات الراهنة بمقدمتها النزعات الانفصالية والتهديدات الإرهابية.
موسم بات شبيها بالتقليد السنوي في المدينة الواقعة شمال غربي المملكة المغربية، والواقعة على المحيط الأطلسي، جنوب مدينة طنجة، وشمال العرائش، ما يجعلها جديرة بلقب "جارة المحيط"، كما يصطلح كثيرون على تسميتها.
نسخة تحمل رقم 43 تأتي، في جزئها الخريفي، وسط تحديات تفرضها تداعيات حرب أوكرانيا، وتوسع رقعة التهديدات الإرهابية، خصوصا في منطقة الساحل، مع ما يحمله ذلك من مخاطر تهدد أمن شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
ويسعى المنتدى الذي انطلقت فعالياته في 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري وتستمر حتى 5 نوفمبر/تشرين الأول المقبل، لمعالجة ظاهرة الحركات الانفصالية في أفريقيا من منظور خلفياتها وجذورها وسبل مواجهتها.
كما يتناول تحديات التطرف العنيف وتستعرض نماذج من تجارب المواجهة للقضاء على آفة باتت تروع العالم، علاوة على الأمن الغذائي في حقبة حرب أوكرانيا، وغيرها من الملفات الشائكة.
وعلى أجندة المنتدى المنعقد بمشاركة المئات من المفكرين والباحثين أصحاب القرار والإعلاميين، بحسب موقع موسم أصيلة الثقافي الدولي، الدورة 36 لجامعة المعتمد ابن عباد المفتوحة، إضافة إلى ورشات للتعبير الكتابي وإبداع الطفل، والفنون التشكيلية وغيرها من الأنشطة والندوات، والمسرح، والمعارض، إلى جانب العروض الموسيقية والغنائية.
الانفصال والإرهاب
افتتاح الموسم 43 لمنتدى أصيلة كان بكلمة ألقاها محمد بن عيسى الأمين العام لـ"مؤسسة منتدى أصيلة" بحضور وجوه عربية وأفريقية ودولية.
وفي كلمته، أشار بن عيسى إلى أن الندوة تندرج "في صرح التفكير في شأن المجال الأفريقي بما هو فضاء حيوي"، مضيفا: "ما فتئت مؤسسة منتدى أصيلة وموسمها الثقافي تخصصان له حيزا معتبرا منذ عقود طويلة".
وأشار إلى أنه يمكن القول إن أصيلة كانت رائدة في الدراسات الأفريقية، في زمن لم يكن هذا الانحياز (إلى أفريقيا) يستثير حماسة الكثيرين، وعلى امتداد سنوات كان لأفريقيا حظها من نقاشات الموسم وفعالياته وجوائزه".
وتابع: "تنعقد هذه الندوة لتسترسل في طرح أسئلة العلاقة بيننا نحن المنتمين إلى هذا الفضاء الجغرافي المشترك. أي واقع سياسي نعيش وأي مستقبل نريد تحقيقه ونتوق إليه. هدفنا شحذ طاقة جديدة للتأمّل في موضوع الانفصال، في علاقته بالدولة الوطنيّة، وقد استطاع أن يراكم قراءات متنوعة توحّد فيما بينها هواجس الانتماء إلى مجال مشترك".
وتستضيف أصيلة ندوة أخرى عنوانها "الخليج العربي بين الشرق والغرب: المسألة الشرقيّة الجديدة"، تستعرض فكرة عن العقل الخلاق وراء موسم أصيلة، وتتطرق إلى مسألة إعادة توزيع القوى والمواقع الجيوسياسية على الصعيد الشرق أوسطي بمفهومه الموسع.
وفي هذا المجال الفسيح لدول الخليج العربي، دور فاعل وتأثير نوعي حسب خطوط التحول ومسارات التشكل المستقبلية، في طرح يرتبط بتحديات المرحلة والتغييرات التي تشهدها المنطقة ودور دول الخليج العربي في مواجهة هذه التحديات ومواجهتها.
وعلى رأس التحديات يبرز الإرهاب، الآفة التي باتت تشكل نقطة تقاطع أولويات دول العالم، وسط تنام للتطرف العنيف.