المغرب.. مفاوضات تشكيل الحكومة تعود للمربع صفر بعد انفراجة كاذبة
بعد مرور أكثر من 50 يوما على تكليف بن كيران بالمهمة

بالرغم من أن الأيام الماضية منحت المغاربة أملاً بشأن انفراج أزمة تشكيل الحكومة المغربية، إلا أن الأزمة تعود من جديد.
عادت أزمة تشكيل الحكومة المغربية الجديدة للمربع صفر، بعد بارقة أمل منحت المغاربة أملاً بشأن انفراج الأزمة.
الانفراجة جاءت بعد الجلسة الثانية من المفاوضات التي استأنفها عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المكلف من الملك محمد السادس، مع أحزاب التجمع الوطني للأحرار، والاتحاد الاشتراكي، وموافقة الحزبين السابقين، بجانب حزبي الاستقلال، والتقدم الاشتراكي، للمشاركة في الحكومة المقبلة.
الأزمة عادت من جديد بعد خلافات جديدة بين أغلب الأحزاب السياسية مع حزب العدالة والتنمية.
وفي بداية الأسبوع الماضي، طفت أزمة تحديد عدد الوزارات المتوقع وجودها في الحكومة المغربية المقبلة، عائقاً أمام بن كيران، كوسيلة منه لإرضاء جميع الأحزاب، مقابل مشاركة حزب الاستقلال بالحكومة، الأمر الذي رفضه عدد كبير من الخبراء السياسيين المغاربة، معتبرين أن زيادة عدد الوزارات يصبح عبئاً على المواطن المغربي.
تشكيل الحكومة المغربية.. عدد الوزارات عائق جديد أمام بن كيران
ولم تنتهِ أزمة الوزارات، حتى أوضحت المفاوضات بين بن كيران، وعزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني، رفض الأخير موقف بن كيران، لعدم وجود رؤية محددة للحكومة المقبلة، كما ظهر تباين في المواقف ووجهات النظر بين العدالة التنمية، وحزبي الاستقلال والتقدم الاشتراكي، خاصة في الاجتماع الأخير الذي جمع رؤساء الأحزاب الثلاثة.
ووفقاً لصحيفة " هسبريس" المغربية، فإن تصريحات كل من، بن كيران، ونبيل بن عبد الله، الأمين العام للتقدم والاشتراكي، وحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، أشارت إلى أن المشاورات تعود للمربع صفر، بإجابتهم على سير المفاوضات بقول "الله يجبيها على خير"، ما يعني أن الاجتماعات تظهر تبايناً أكبر في وجهات النظر بين الأحزاب، بينما صرح المسؤولون بأحزاب الاتحاد، والدستور، والتجمع، والاتحاد الاشتراكي، بأن المفاوضات ترجع لنقطة البداية من جديد.
وأرجعت المصادر نفسها من تحالف التجمع، أن السبب الرئيسي وراء توقف سير المفاوضات، موقف بن كيران وتمسكه بآرائه، بالرغم من إعلانه سابقاً أن التوافق أساس خروج الحكومة للنور، مؤكدة أن رفض الحزب لمشاركة الاستقلال ليس نهائياً ولكن طالبوا بن كيران بتوضيح الخطة للسنوات الخمس المقبلة،
وكانت مواقف بن كيران متناقضة بالمقارنة بين جلساته مع أحزاب الاتحاد الاشتراكي والتجمع، واجتماعاته مع الاستقلال، والتقدم الاشتراكي، ما يعني أن التفاهم بشأن تفاصيل الحكومة، يقتصر على التحالف السابق مع حزب العدالة والتنمية.
وبعد مرور أكثر من 50 يوماً من تكليف الملك محمد السادس ملك المغرب، عبد الإله بن كيران، بمهمة تشكيل الحكومة المغربية، تتجدد الأزمة بعد الجلسة الثانية من المفاوضات بين الأحزاب، خاصة أن بن كيران أعلن تفهمه فقط مع الاستقلال والتقدم الاشتراكي، وهو عدد لا يكفي لتشكيل الحكومة، ليسترجع بن كيران فكرة المؤامرة من جديد من جانب التجمع ضده وضد العدالة والتنمية، بهدف إسقاطه في إنهاء المهمة، تبريراً للوضع الحالي.
بينما أشار موقع "اليوم 24" أن أحزاب تحالف "القوي الديمقراطية" بقيادة التجمع، تفكر جدياً في طرح حل بصياغة سياسية مشتركة، للخروج من الأزمة السياسية الحالية التي تعيشها المغرب، بعد الانتخابات التشريعية الماضية التي أقيمت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.