أعلنت الحكومة المغربية، عن مشروع لبناء محطة لتحلية المياه في الدار البيضاء هي الأكبر في قارة أفريقيا، للابتعاد عن خط الفقر المائي.
وكشف عبدالقادر أعمارة، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء المغربي، أن بلاده ستقوم بإنشاء أكبر محطة لتحلية مياه البحر على المستوى الأفريقي بالدار البيضاء تنتج 300 مليون متر مكعب سنويا.
وقال الوزير المغربي، في اجتماع بلجنة برلمانية، إن الحكومة تخطط لإنشاء مشروعات عملاقة في مجال البنية التحتية للمياه، تتضمن بناء السدود وتحلية مياه البحر وترشيد استعمال الماء.
استثمارات ضخمة
وتؤكد الحكومة أن المشروع سيكون بالشراكة بين القطاعين العام والخاص ويحتاج إلى استثمارات بقيمة 1.97 مليار درهم (420 مليون دولار)، سيخصص نحو 220 مليون دولار لتهيئة البنية التحتية للقطاع الزراعي، والباقي سيذهب إلى تهيئة البنية التحتية لإيصال الماء الصالح للشرب.
وتشكو العديد من جهات البلاد من نقص كبير في الماء الصالح للشرب، نتيجة جفاف السدود التي كانت الرباط تعتمد عليها بشكل رئيسي لتغطية حاجة السكان في فترات احتباس الأمطار.
1.6 مليون نسمة
وأشار المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بالمغرب عبدالرحيم الحافظي، في وقت سابق، إلى أن المشروع سيوفر 150 ألف متر مكعب يوميا موجها للماء الصالح للشراب، وسيستفيد منه ما يناهز 1.6 مليون نسمة، كما سيعمل على تطوير القطاع الزراعي وكل ما يتعلق بإشكالية الري.
وأثار تأخر نزول الأمطار خلال الخمسة مواسم الأخيرة القلق إزاء تحقيق نتائج هزيلة وارتفاع أسعار المواد الزراعية في الأسواق المحلية، لكن هطول الأمطار في الفترة الماضية بدد هذه المخاوف مؤقتا.
رؤية
ويندرج مشروع محطة تحلية المياه في أغادير ضمن رؤية الملك محمد السادس لتأمين التزود بماء الشرب في كامل أنحاء البلاد، وكذلك في إطار البرنامج الوطني للتزويد بماء الشرب ومياه السقي 2020-2027 باستثمارات تبلغ 115 مليار درهم (حوالي 12 مليار دولار).
ويهدف البرنامج إلى تعزيز الرصيد الوطني من المياه بإنجاز 20 سدا كبيرا بسعة 5.38 مليار متر مكعب، ما سيمكن من بلوغ سعة تخزين إجمالية تقارب 27.3 مليار متر مكعب.
ويعتمد المغرب بشكل كبير على الأمطار لتحقيق أمنه الغذائي، وسط تحذيرات من أن الاحتياطيات المائية لن توفر الحاجات الأساسية لاقتصاد البلد وسكانه، البالغ عددهم قرابة 33.7 مليون نسمة، على المدى المتوسط والبعيد.
ورغم دخول مشاريع تحلية مياه البحر حيز التشييد، لكن خبراء يعتقدون أنها ليست كافية لحل المشكلة التي يتوقع أن تزيد إذا ما واجهت البلاد أزمة جفاف جديدة.
وأنشأ المغرب أول محطة لتحلية مياه البحر عام 1976 بطرفاية جنوب البلاد، بطاقة إنتاجية 70 مترا مكعبا يوميا، أتبعها بمحطات بمدن أخرى من بينها بوجدور.
وكان الديوان الملكي قد أعلن في أبريل/نيسان من العام الماضي عن حزمة مشاريع تتضمن بناء 3 سدود في شمال البلاد استجابة للاحتياجات المتزايدة المتعلقة بالمياه بعد أن تزايد الطلب على المياه خلال السنوات القليلة الماضية، خصوصا في الشمال بسبب التوسع في المراكز الحضرية والنشاط الصناعي.
وبحسب الإحصائيات الرسمية، فإن المغرب يمتلك حوالي 23 مليار متر مكعب من المياه في المتوسط سنويا، ويبلغ العجز السنوي نحو مليار متر مكعب.
وتصنف مؤسسات ومنظمات دولية المغرب ضمن البلدان التي تعاني من نقص شديد في المياه.
وتحتل البلاد المركز الـ22 في قائمة للدول الأشد نقصا في المياه في تقرير أصدره العام الماضي المعهد الدولي للموارد الذي يراقب الموارد العالمية.
وقالت الأمم المتحدة مرارا إن ندرة المياه ستصبح مشكلة استراتيجية لدول شمال أفريقيا في حال لم تتمكن الحكومات من إيجاد حلول جذرية وعاجلة على المدى القريب لتطوير إمكانيات بلدانها في تخزين المياه للابتعاد تدريجيا عن خط الفقر المائي.
aXA6IDMuMTQ0Ljg5LjQyIA==
جزيرة ام اند امز