"التضامن العالمي".. مفتاح المغرب لخروج العالم من أزمة كورونا
شدد ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي، أن الحاجة المستعجلة لإنقاذ الأرواح لا تزال قائمة، لكنها اليوم تقترن بضرورة الانتعاش الاقتصادي
ووجه ناصر بوريطة الدعوة للمجتمع الدولي، إلى التضامن للخروج من أزمة كورونا، وذلك خلال رسالة فيديو مسجلة تم بثها في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، بمناسبة انعقاد الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة المخصصة للاستجابة لوباء كوفيد -19.
تضامن ومواكبة
ودعا الوزير المغربي المجتمع الدولي إلى التضامن في مواكبة استراتيجيات الانتعاش الوطنية، لا سيما تلك الخاصة بالبلدان الإفريقية.
ولفت إلى أن "المجتمع الدولي مدعو أكثر من أي وقت مضى للتضامن في مواكبة استراتيجيات الانتعاش الوطنية، خاصة تلك المتعلقة بالبلدان الافريقية".
وأكد بوريطة أن الدول الإفريقية تواجه تحدي انتعاش غير مسبوق، مشدداً أن المواكبة لا يجب أن تكون من خلال تطبيق "وصفات قديمة".
ودعا إلى الاستفادة من دروس الوباء، والانطلاق منها لبلورة مقاربات مبتكرة، لأن "القدرة على التكيف يجب أن تكون مستدامة"، بحسب المتحدث.
وتابع الوزير: "ستستفيد من الاعتماد على نظام متعدد الأطراف يتماشى مع العصر. ما نحتاج إليه حقا هو تعددية المسؤولية التي يمكن أن تغذي إجراءات الأمم المتحدة من خلال مبادرات ملموسة وموجهة نحو النتائج لأن الامر يتعلق بحدث شامل ".
ثمن باهض
وفي أعقاب ذلك، عرج الوزير على الأوضاع بالقارة الإفريقية، مُتأسفاً في الآن ذاته عن كون "إفريقيا تدفع ثمنا باهظا لهذا الوباء".
وأشار إلى أن انتعاشة الدول الإفريقية لا تزال مرهونة بصعوبات أكبر مقارنة بقارات أخرى، على رأسها الديون الخارجية التي تتجاوز نسبها لدى بعض الدول 100% من الناتج الداخلي الإجمالي.
وعلق بالقول إن هذه المستويات المتقدمة من الديون الخارجية، لا يمكن لهذه الدول تحملها.
وفي السياق نفسه، وصف اعتماد إطار مشترك لمجموعة الـ20 لإعادة جدولة الدين العمومي الافريقي، بكونها "خطوة في الاتجاه الصحيح".
جهود مغربية
وبخصوص جهود المغرب في مجال مكافحة الوباء، أشار الوزير إلى أن المملكة، تحت قيادة العاهل محمد السادس، عملت بشكل دؤوب ومسؤول للسيطرة على انتشار كوفيد -19.
وأكد بوريطة أن "المقاربة الملكية ارتكزت على الاستباقية والتضامن والوقاية وتعبئة جميع الموارد الداخلية والبحث عن شراكات مبتكرة وأولوية الأمن الصحي للمواطنين خاصة الفئات الأكثر هشاشة".
وذكر، في هذا الصدد، بأنه في إطار مقاربة مواطنة وتشاركية وطبقا للتعليمات الملكية السامية، تم إحداث صندوق اجتماعي لتدبير جائحة كوفيد-19، بهدف التخفيف من تأثير الوباء على الفئات الاجتماعية الأكثر هشاشة، مشيرا إلى أن حملة تضامن وطنية واسعة النطاق مكنت من تزويد الصندوق بأكثر من 3.5 مليار دولار.
كما أشار الوزير إلى أنه بناء على التعليمات الملكية السامية، سيقوم المغرب بحملة تلقيح شاملة خلال الأسابيع المقبلة مع إعطاء الأولوية للفئات الأكثر هشاشة.
وذكر بأن الجهود الوطنية للمغرب لم تمنعه من مواصلة تضامنه مع البلدان الشقيقة والصديقة، مؤكدا أنه في ذروة الوباء حرص جلالة الملك على إرسال مساعدات طبية إلى 20 دولة إفريقية شقيقة لدعم جهودها الوطنية ضد كوفيد-19.