تتواصل المؤتمرات الدولية التي تعقد في إطار الجهود المتعلقة بتغير المناخ، منذ عقود طويلة من أجل إيجاد حلول متقدمة للتصدي لما يسمى التغير المناخي والآثار السالبة، إذ بات ذلك في وقتنا الحالي أكبر المهددات ليس للإنسان فقط بل على الكرة الأرضية. حيث تضررت العن
تلك المهددات في وقتنا الحالي هي الشغل الشاغل لحكومات دول ومنظمات العالم، مما تركها تنشغل عن بقية التحديات في الكرة الأرضية، وتحاول أن تضع حلولاً للأضرار، حيث كانت التحركات الأولى من خلال التنافس الصناعي والرأسمالي العالمي، الذي خلف العديد من الأضرار حتى على الدول التي لم تسجل أي تقدم في تلك الفترات ولم يكن لها حراك وظلت تحت وطأة الاستعمار والفقر لعقود طويلة.
وبعد أن صحت من غفوتها وتحررت من براثن الاستعمار تتفاجأ بأن هناك عالماً كان قد سبقها في العديد من التحركات الاقتصادية والحياتية، وتسبب في العديد من الإشكالات على البيئة التي يتشاركون فيها معاً.
وبحسب تعريف الأمم المتحدة: "يشير تغير المناخ إلى التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس، ويمكن أن تكون هذه التحولات طبيعية، بسبب التغيرات في نشاط الشمس أو الانفجارات البركانية الكبيرة".
وكان أول مؤتمر للأطراف قد عقد وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي في الفترة من 28 مارس/آذار إلى 7 أبريل/نيسان عام 1995 في برلين في ألمانيا.
وتوالت التحركات من وقت لآخر، بعد أن فطنت حكومات العالم وعلى رأسها الأمم المتحدة خطورة الأمر على الأرض بصورة كبيرة، فاستمرت المؤتمرات تلو الأخرى تعقد من دولة لأخرى تتسابق القارات للمشاركة فيها، وكيفية تفعيل أدوار الدول الكبيرة والمقدرة للمشاركة بنصيب في التصدي للظواهر السالبة مالياً ودراسياً وخبرات تتقدم كل شيء، للتصدي لظواهر بدأت تؤثر على الكرة الأرضية، فكانت هناك جهود كبيرة خلال العقود الثلاثة الأخيرة من الجميع.
وكان مؤتمر شرم الشيخ "COP27" الذي استضافته مصر، قد أدى لإظهار التحركات المتعلقة بالمناخ والتغيرات المناخية بصورة كبيرة، وتفاعل الجميع مع تلك التحركات الأخيرة بصورة متواصلة، وصولاً لمؤتمر الأطراف المنعقد في دبي " COP28"، الذي أوضح أن هناك تفاعلا كبيرا من الجميع في قضايا المناخ.
وشهد المؤتمر فعاليات كانت الأكثر تطورا عن سابقاتها، خاصة الأفكار والتجارب والدراسات التي تم عرضها خلال المؤتمر والتجارب لدول لها تجارب متميزة مؤخراً.
وتعتبر المشاركة المتنوعة لكل الشخصيات والمنظمات الدولية والإقليمية وبيوت الخبرات العالمية المرتبطة بالمناخ، والحشود التي حضرت من كل أرجاء المعمورة، إحدى أبرز سمات المؤتمر الأخير COP28 الذي استضافته دولة الإمارات العربية المتحدة.
قضايا المناخ قد تحتاج لجهود كبيرة من دول وحكومات ومنظمات العالم، على الرغم من الزخم الذي بدأ يتضح مؤخراً خلال مؤتمري COP27 في شرم الشيخ وCOP28 في دبي، والجهود المالية والخبرات التي بدأت تعكس تجارب الدول من شتى البقاع، إلا أن تحديات المناخ في وقتنا الحالي وفي ظل المهددات البيئية والطبيعية توضح أننا في أولى خطواتنا في المسار الكبير والشائك.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة