الحشد الشعبي وداعش.. وجهان لعملة "لا أخلاقية"
أهل قرى الموصل انتظروا طويلا من يخلصهم من تنظيم داعش، فوجدوا أنفسهم أمام مليشيات لا تقل ممارستها "اللا أخلاقية" عن داعش
ما الاختلاف بين مشاهد إعدام المعارضين حرقا أو ذبحا، التي ينفذها تنظيم داعش الإرهابي، وبين مشهد سحق طفل تحت عجلات دبابة تابعة للحشد الشعبي؟
ربما يسأل أهل قرى الموصل المحررة هذا السؤال، بعد أن انتظروا طويلا من يخلصهم من تنظيم داعش؛ فوجدوا أنفسهم أمام مليشيات لا تقل ممارستها "اللا أخلاقية" عن داعش.
وفي الوقت الذي تعلن فيه هذه المليشيات، المشاركة في معركة الموصل، تحريرها 16 قرية، تصاعد القلق الدولي من الممارسات غير الأخلاقية لها.
وكانت مشاهد فيديو تظهر دبابة تابعة لهم وهي تسحق طفلا قد أثارت غضبا دوليا واسعا نهاية الأسبوع الماضي،
ووثقت منظمة "هيومان رايتس وتش" الحقوقية وقائع أخرى، تضمنها بيان صحفي صدر عنها مؤخرا.
وقالت المنظمة إنها "عاينت صورا ملتقطة يوم 3 أكتوبر/تشرين الأول في القيارة، ويبدو في الصور 4 جثث لقتلى، أحشاء أحدهم خارجة من جسده ومغطاة بالدماء، بينما آخر مجرد من ملابسه ويركله أطفال، وعلق ثالث من ساقه قرب مدخل ملعب لكرة القدم في القيارة تحول إلى ركام بسبب الغارات الجوية، فيما تُظهر مقاطع فيديو أخرى، للمصور نفسه وفي التاريخ نفسه، دبابات الجيش العراقي في المدينة".
ووصفت المنظمة عمليات تشويه الجثث في الموصل بحق المدنيين والمقاتلين الأسرى بأنها "جريمة حرب"، وطالبت الحكومة العراقية بـ"السيطرة على قواتها ومحاسبتها إذا كانت تأمل في التفوق أخلاقياً في حربها ضد داعش"، معتبرة أن "عدم محاسبة القادة والمسيئين جيدا سينعكس سلبا على المعركة الوشيكة داخل الموصل".
وهذه ليست المره الأولى التي تتهم فيها الميلشيات بهذه الممارسات، حيث تعرض الآلاف من سكان الفلوجة بعد تحريرها للعديد من الانتهاكات الطائفية على أيدي المليشيات.
ويدافع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن هذه المليشيات ويعتبر الإساءة لها هي إساءة لجميع العراقيين، بينما اتهمتها هيئة علماء المسلمين العراقيين في 30 يونيو/حزيران الماضي بارتكاب جرائم ذات خلفية طائفية.
وحملت الهيئة إيران وحزب الله اللبناني ومليشيات الحشد الشعبي المسؤولية عن إراقة الدماء البريئة في العراق وسوريا ومعاناة الملايين من مواطنيهما.
وأضافت هيئة العلماء أن محاولة تضليل الرأي العالمي وإشاعة أكذوبة محاربة الإرهاب في العراق وسوريا باتت مكشوفة، وأن الكم الهائل من الجرائم المرتكبة والنفس الطائفي يبين زيف تلك الادعاءات.