قصص من المأساة التى يعيشها سكان الموصل وبخاصة النساء والأطفال على يد تنظيم داعش الإرهابي
"طفل في السابعة من عمره من الموصل العراقية يجري مذهولاً، عيناه مفتوحتان ولكن لا أثر للحياة فيهما، يجري من مكان إلى ما يبدو أنه منزله قبل أن تقصفه عناصر "داعش" الإرهابي، ينتقل من ذلك المكان إلى ذاك باحثا عن شقيقه ولسانه لا يتوقف عن ترديد اسمه.. بحث عن هذا الشقيق في كل مكان حتى صفيحة القمامة، وفي النهاية لم يجده، بل عثر على شقيقته الرضيعة مقتولة".. بهذا المشهد تروي ماجدا جاد، المراسلة السويدية ما عاشته من مأساة في المدينة التي تسعى القوات العراقية إلى تحريرها من قبضة الإرهابيين.
وتقول ماجدا: "رغم اعتيادي لمشاهد الحروب بحكم عملي كمراسلة حربية في جبهات القتال، إلا أن ما شاهدته في الموصل كان يفوق حد الوصف.. الألم والدمار صور معتادة للحروب، ولكن ما يزيد قسوة الصورة في المدينة العراقية هو مشهد الأطفال".
(المراسلة السويدية ماجدا جاد)
وأضافت: "الموصل أصحبت مكانا زاخرا بالقصص التي تحمل الألم والحزن مطعمين بمشاعر الخوف والقهر من مسلحين وضعوا القتل هدفا وغاية سامية يسعون إليها أياً كان الثمن".
وأفادت أن القوات العراقية تتقدم نحو تحرير المدينة المحاصرة، ولكن بخطوات بطيئة؛ حرصاً منها على أرواح المدنيين.
ولفتت إلى أن الوضع بالمدينة يزداد تأزما مع عجز مؤسسات الإغاثة الدولية كالصليب الأحمر وأطباء بلا حدود على الدخول للمدينة بعد أن أحكم الدواعش قبضتهم عليها وفرضوا على أهلها قوانينهم التي لا تحمل أي سمة من سمات العقل أو الرحمة، فلم يبقَ للجرحى سوى المتطوعين الذين يضطرون إلى تمزيق ثيابهم لاستخدامها في تضميد جراح المصابين.
وعن ذلك تابعت: "هؤلاء المتطوعون يعلمون بمقص طبي واحد، يتنقل بين الأيادي بعد أن اختفت كل التجهيزات الطبية الممكن استخدامها في مثل هذه الحالات جراء جرائم داعش".
ومع انعدام الإمكانيات الطبية تحكي المراسلة أنها قامت بإنقاذ طفل فقد عائلته منذ ساعات قليلة في قصف للتنظيم الإرهابي، وكان يبكي من شدة الألم بعد إصابته في كتفه الأيسر.
وأضافت ماجدا في حديثها الذي نقلته صحيفة "هافينجتون بوست" الإنجليزية الأمريكية: "علمت أن حياة الصبي باتت في يدي الآن، ورغم ضعف الإمكانيات أو انعدامها لتحري الدقة، صممت أن أنقذ هذا الطفل، ورأيت أنه إن ساعدني الله على إنقاذه فسيكون هذا الطفل إشارة إلى ميلاد جديد للعراق، وهكذا حاولت، نجحت في إيقاف النزيف، ثم ضمت جراحه مطبقة قواعد الإسعافات الأولية، التي تعلمتها جراء عملي.. كانت من أكثر تجارب حياتي قسوة وألما وخوفا وإرضاء للنفس بعد أن عاد الصبي للتنفس بهدوء".
وأضافت أن ما يحدث في العراق حاليا "أبشع جرائم الحرب؛ فالدواعش لا يقتلون الجنود، وإنما يقتلون الجميع، فهم يدقون الأبواب، فيفتح طفل أو رجل أو سيدة إلا وأن تستقر رصاصة في رأسه أو يباغتهم بسيف كالذبائح.. لقد مشيت في درب كان به آثار لمذبحة، رأيت الحبال حول الرقاب، رأيت الأطراف المقطعة، وأنصاف أجساد كانت لنساء وأطفال، إنهم يبقرون بطون الحوامل.. ما يحدث في العراق أبعد من أن تصفه الكلمات".
وانتقدت ماجدا الساسة الأوروبيين والسويديين بشكل خاص بسبب عجزهم عن إيقاف نزيف الدم في العراق قائلة: "هل يعني إننا عشنا على مدى 200 عاما بدون حروب أن أجسادنا ليس بها دماء كالتي تسيل في العراق؟.. هل يعني عدم تعرضنا للقتل أو الذبح كما يحدث في الشرق الأوسط أن ذلك لن يحدث لنا؟.. متى سنتوقف عن اعتماد نظرية إنه يحدث للآخرين فحسب؟".
aXA6IDMuMTQ5LjI5Ljk4IA== جزيرة ام اند امز