الأسبوع الـ762 لـ"أمهات السبت".. ونظام أردوغان يصم أذنيه
تجمع "أمهات السبت" احتشد في شارع "جمعية حقوق الإنسان" بمدينة إسطنبول بدلا من ميدان "جالطا سراي" بسبب التشديدات الأمنية
نظم تجمع "أمهات السبت" في تركيا، السبت، فعاليته الأسبوعية رقم 762، لمطالبة نظام الرئيس رجب طيب أردوغان بمعرفة مصير النساء والأبناء الأكراد المفقودين في غياهب المعتقلات.
- مظاهرة لـ"أمهات السبت" تطالب أردوغان بالكشف عن المفقودين
- "أمهات السبت".. رابطة تفضح جرائم أردوغان بحق الأبناء
و"أمهات السبت" هي مجموعة من الأمهات الكرديات اللواتي اعتقل واختطف أبناؤهن على يد السلطات التركية منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وبدأت الأمهات في تنظيم حركتهن عام 1995 ليخرجن في احتجاجات دورية أسبوعية كل يوم سبت، في ساحة "جالطا سراي" وسط مدينة إسطنبول، لمطالبة الحكومة بالكشف عن مصير أبنائهن المعتقلين منذ عشرات السنين، ولم يُعرف مصيرهم، ويطالبن الحكومة بمحاسبة المسؤولين عن ذلك.
وتقول "أمهات السبت" إنهن استلهمن فكرة تنظيم حركتهن من مايو دي بلازا، أي "أمهات ساحة مايو" في الأرجنتين اللواتي فقدن أبناءهن في زمن "الديكتاتور" الأرجنتيني خورخيه فيديلا.
وبحسب صحيفة "غزته دوفار" التركية، كان من المفترض أن تجتمع المظاهرة، اليوم في ميدان "جالطا سراي" بمدينة إسطنبول، لكن بسبب المنع الأمني احتشد المتظاهرون في الشارع الذي توجد به "جمعية حقوق الإنسان" بالمدينة ذاتها.
وشارك في الفعالية كل من برفين بولدان، الرئيسة المشتركة لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض، ونواب الحزب بالبرلمان علي كنعان أوغلو، وغارو بايلان، وخدا قايا، وأويا أرصوي، وميرال دانيش بشطاش.
وطالب أقارب الضحايا هذا الأسبوع بالكشف عن مصير كل من رمضان تكين (65 عامًا)، ومحمد شيرين بايرام (18 عامًا)، اللذين فقدا بعد اعتقالهما من قبل قوات الأمن التركية عام 1996.
وفي بيان صحفي على هامش الفعالية، قالت بسنه طوسون، ابنة فيهم طوسون المفقود منذ 23 عامًا: "نجتمع اليوم للأسبوع الـ762، حتى يتسنى لنا تذكر حقيقة آبار الموت التي ضاع فيها أقاربنا وذوونا، مقابل إنكار رسمي من الدولة عن معرفة مصيرهم رغم اعتقالها لهم".
بدورها، قالت حنيفة يلديز، والدة المفقود في غياهب الاعتقال، مراد يلديز: "نحن لا نريد من السلطات التركية سوى معرفة مصير ذوينا، نريد أن نسترد من أخذتموهم منا عنوة، ولتبقى المناصب والكراسي لكم، أين العدالة وحقوق الإنسان؟".
وتابعت: "إذا لم يعد لدى الإنسان ما يفقده لا يخاف من شيء، فلماذا إذن سنخاف منكم (في إشارة لنظام أردوغان)؟".
يذكر أن المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، بجانب المنظمات المحلية المعنية بحقوق الإنسان في تركيا كشفت عبر تقارير موثقة عن انتهاكات حكومة أردوغان في مجال حقوق الإنسان، لا سيما بعد مسرحية الانقلاب التي شهدتها البلاد صيف عام 2016.
وفي تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية، صدر في مارس/آذار الماضي، عن أوضاع حقوق الإنسان في تركيا، خلال عام 2018، معدو التقرير أكدوا أن السلطات التركية تورطت في جرائم اختفاء قسري ومحاولات اختطاف، ورصدت اختفاء 28 شخصًا قسريًا.
وشنت حكومة أردوغان منذ يوليو/تموز 2016 حملة موسعة لاختطاف أتباع حركة رجل الدين فتح الله غولن المتهم الأول بتدبير مسرحية الانقلاب المزعوم، ولاحقت الاستخبارات كل من تشك في انتمائه للحركة.
وأعربت الأمم المتحدة عن انزعاجها بسبب كثرة الشكاوى من وقائع التعذيب في تركيا، وفي 27 فبراير/شباط الماضي، أعرب المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بجرائم التعذيب، نيلز ميلزر، عن قلقه إزاء ما يثار عن التعذيب، وغيره من أشكال سوء المعاملة في أقسام الشرطة.
aXA6IDMuMTM4LjY5LjEwMSA= جزيرة ام اند امز