السبيل الوحيد لإنقاذ العراق من النكبات التي ألحقتها عصابات المافيا التابعة لولاية الفقيه بالشعب العراقي هو نزع سلاح الميليشيات.
خامنئي يحاول بكل قوته أن يؤزم ويعطل الوضع في العراق في كل المجالات حتى لا يقف العراق على قدميه لأنه يريد عراقا ضعيفا ومشتتا يسيطر عليه ويمتص دماءه وثرواته. وتستمر أحزاب ومرتزقة النظام الإيراني بقتل المتظاهرين السلميين، ويستمرون في نهب ممتلكات الناس، ويمنعون إصدار قانون انتخابي سليم ويعطلون علاقات العراق الاقتصادية والسياسية مع دول المنطقة والعالم.
إنهم يطلقون الصواريخ على السفارات الأجنبية ويبقون المحافظات المحررة من داعش تحت سيطرة الحشد الشعبي المرتزقة، ويمنعون عودة اللاجئين إلى مدنهم، ويعمدون إلى شل الحكومة العراقية بشكل تام، وحرق الشعب العراقي في دوامة الفقر وكورونا.
ما هي الحقيقة؟
الحقيقة هي أن خامنئي يعرف أنه بعد الانتفاضة الباسلة للشعب العراقي، سيفقد كل ثروته واستثماراته في العراق، والتي كسبها على حساب قتل الشعب العراقي وتدمير البلاد. ولهذا السبب انخرط في مقامرة وحرب استباقية دفاعية لعله ينجح في تأخير تجريف مرتزقته من العراق، ولهذا السبب أصبح خامنئي ونظام الملالي العقبة الرئيسية أمام التغيير في العراق.
السبيل الوحيد لإنقاذ العراق من النكبات التي ألحقتها عصابات المافيا التابعة لولاية الفقيه بالشعب العراقي هو نزع سلاح الميليشيات والأحزاب التابعة للنظام وحلها، وطردهم من الحكومة العراقية ومحاسبة قتلة أبناء الشعب العراقي والناهبين والفاسدين.
ويواجه حكم خامنئي داخل إيران كراهية واشمئزازا في الداخل وأوضاع المجتمع الإيراني على وشك الانفجار، وهذا ما أضعف نظام ولاية الفقيه بشدة، ولا بد من اجتثاث براثن هذا الوحش الدامي في العراق ولبنان وغيرهما. لا يمكن للجيل الجديد من العراقيين الراغبين في الحصول على هويتهم الوطنية ومستقبل أفضل لوطنهم أن يحققوا المستقبل الذي يستحقه هذا البلد بعظمة إلا بالتركيز على هذا الهدف وهو إنهاء هيمنة ميليشيات خامنئي الفاسدة والأحزاب الإجرامية التابعة له.
أهمية العراق بالنسبة لنظام الملالي
على مدى السنوات الأربعين الماضية، كان العراق مركز الثقل، والنقطة المحورية للقوة، ونقطة الانطلاق للسياسات اللاإنسانية لنظام ولاية الفقيه لمد حكم الملالي المتطرف إلى دول أخرى بهدف استمرار هذا النظام المتخلف واستقراره.
إن إصرار الخميني على استمرار الحرب العراقية الإيرانية يعود إلى حقيقة أن تفسير تجرع كأس السم بعد فشل خطته كان للتعبير عن نفس كأس السم الذي شربه وأدى إلى وفاته السريعة.
منذ بداية حكم الملالي، كان لخامنئي علاقة نشطة مع مرتزقة النظام ممن يحملون الجنسية العراقية، وبعد وفاة خميني، شكّل أساس أجهزته الدينية والسياسية والعسكرية وحتى الأمنية "بيت خامنئي" مع هذه العناصر.
ومن الأمثلة على ذلك عراقيون مثل الملا شاهرودي، وأخوة لاريجاني، والملا محمدي غلبايغاني رئيس مكتبه، ومحمد رضا نقدي، والملا تسخيري مدير العلاقات الدولية لجهاز خامنئي لتصدير الإرهاب والتخلف، وما إلى ذلك.
كما أن ولاية خامنئي أعلنت منذ البداية أنها مرجع التقليد للشيعة في الخارج، والتي كانت بالأساس تشرف على شيعة العراق.
وكان الاستثمار الواسع في القوى العسكرية والسياسية والدينية العراقية، وتشكيل منظمات مختلفة منذ الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي للسيطرة على البلاد، جزءًا آخر من هذا التركيز الفريد على العراق.
وعلى الرغم من أن خميني لم يعد حيا بعد سقوط النظام العراقي السابق، إلا أن حلمه بالسيطرة على العراق تحقق بفضل السياسة الخاطئة للولايات المتحدة. واستطاع نظام ولاية الفقيه كسب الهيمنة السياسية والأمنية والعسكرية وحتى الاقتصادية في العراق. لدرجة أنه في السنوات الأخيرة، كان العراق ولا يزال المستورد الأول لبضائع الملالي وقوات الحرس.
انتفاضة الشعب العراقي ونظام الملالي
إنها لسابقة تاريخية وموقف استراتيجي، عندما وقف المظلومون وأبطال العراق، وخاصة في المحافظات الشيعية، منذ تشرين الأول "أكتوبر"الماضي، من أجل الاستقلال والحرية وإنهاء احتلال العراق، وحكم النظام الفاسد لبلادهم موجهين بوصلتهم ضد تبعيتهم لخامنئي وولاية الفقيه، وانتفاضتهم لا تزال مستمرة في ظل أزمة كورونا.
لقد شكلت انتفاضات الشعب العراقي تحديات متزايدة للجماعات الحاكمة في البلاد وأثارت الكراهية والاشمئزاز من هذه الجماعات التي تخدم نظام ولاية الفقيه. في هذه الظروف، فإن مجموعات الحشد الشعبي، التي فقد أتباعها لونهم تماماً "على حد التعبير" بين أبناء الشعب العراقي، وخاصة شيعة هذا البلد، هي التي تنفذ أعمال القمع والاغتيال ضد المتظاهرين بأوامر من ولاية الفقيه.
وتظهر هذه الاغتيالات في الصحف الشعبية عجز النظام وعملائه في العراق، وتظهر أن أركان نظام خامنئي في العراق ترتجف موتاً. إن صورة آلاف الشيعة العراقيين وهم يرددون شعارات ضد خامنئي في بغداد والبصرة والناصرية وبابل وغيرها، والشباب العراقي الذين يضربون صور خامنئي وقاسم سليماني بأحذيتهم هي بلا شك أفظع كابوس يمكن أن يمر به خامنئي. خلال هذه الفترة لم يتورع مرتزقة خامنئي وقوة القدس الإرهابية في العراق عن ارتكاب أي جريمة بحق الشباب والنساء والمثقفين وخاصة منظمي انتفاضة هذا الشعب، لكن رغم كل هذا فإن الانتفاضة مستمرة على قدم وساق. انتفاضة جلبت معها ثقافة جديدة، وعراقا جديدا بالفعل.
الحل الحقيقي:
بهذه الطريقة تمتزج دماء الشباب العراقي بالدماء الدافئة للمتظاهرين الإيرانيين ضد حكم الجهل والقمع والنهب لولاية الفقيه، والرؤية المشرقة لمستقبل مشرق للحرية والديمقراطية في البلدين تبشر بعلاقات أخوية عميقة في هذه المنطقة من العالم.
لهذا السبب، فإن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق، يدعمون نضال الشعب العراقي من أجل الاستقلال والحرية والسيادة الشعبية، ويطالبون بالإطاحة الكاملة بنظام ولاية الفقيه في العراق.
وقالت السيدة مريم رجوي في مقابلة مع قناة العربية: "الحقيقة أن استراتيجية هذا النظام منذ اليوم الأول لتصدير الإرهاب والحرب والتعدي على الدول الأخرى كانت من أجل بقائه". طالما أن هذا النظام باق في السلطة، فإنه يبذر الأموال. استمر النظام في الحرب مع العراق لسنوات بشعار تحرير القدس عبر كربلاء. النظام مسؤول أيضاً عن قتل 500 ألف سوري. وهو مسؤول بشكل رئيسي عن الحرب في اليمن وعرقلة السلام في هذا البلد. والمسؤول عن مهاجمة السفن ومنشآت أرامكو النفطية. يريد الشعب والمقاومة الإيرانية علاقات أخوية مع دول الجوار. يجب أن تتوقف تدخلات النظام لكل لا يسمح له بالتدخل في شؤون الدول الأخرى. وهذه التدخلات هي جزء من استراتيجية النظام للبقاء. الحل هو إسقاط نظام الملالي على يد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية وإقصاء مرتزقة النظام في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة