لقاحات كورونا المتعددة.. تكامل لا تنافس
الكثير من التقارير الإخبارية تتحدث عن وجود "حرب لقاحات بين الشركات" أو وجود لقاح أفضل من الآخر، ولكن الحقيقة غير ذلك.
إذ يؤكد الدكتور محمد خالد، أستاذ الفيروسات بجامعة أسيوط، جنوبي مصر، إن لقاحات كورونا المتعددة، ورغم تباين طريقة إعدادها إلا أن بينها تكامل لا تنافس.
ويقول لـ"العين الإخبارية": "حتى يستطيع العالم تحقيق مناعة القطيع التي تقي من الفيروس، يجب تلقيح حوالي 70% من سكان العالم، وهو عدد ضخم جدا لن تستطيع أي شركة منتجة للقاحات بمفردها تغطيته".
وبينما تتباين طرق إعداد اللقاحات، فإن هذه الطرق يكون لها تأثير على فعاليته وسعره وطريقه تخزينه، وهو ما يجعل هناك لقاحات أكثر ملائمة للدول الفقيرة، وهناك لقاحات ملائمة للدول الغنية، كما يؤكد خالد.
ويوضح أنه، على سبيل المثال، فإن لقاح موديرنا أو فايزر يستخدم تقنية جديدة لأول مره في العالم وهي "مرسال الحمض النووي الريبي"، والتي تعتمد على معلومات وراثية (mRNA) تسمح لخلايا الجسم بإنتاج البروتين الفيروسي في سيتوبلازم الخلايا، ثم عرضها لجهاز المناعة حتى يتم تدريبه والتعرف عليه وبناء ذاكرة مناعية ضد الفيروس.
وذلك على عكس تقنية الناقلات الفيروسية التي يستخدمها لقاح جامعة أكسفورد ولقاح "سبوتنك 5" الروسي، حيث يتم استخدام أحد فيروسات "الأدينو" التي تسبب نزلات البرد عند الشمبانزي في لقاح أكسفورد، ويستخدم تلك المسببه لنزلات البرد عند البشر في لقاح "سبوتنك 5"، كوسيلة لحمل المادة الوراثية الخاصة ببروتين "سبايك"، الخاص بفيروس كورونا المستجد، لحقنها في الخلايا البشرية.
أما اللقاحات الصينية فتستخدم "تقنية الفيروس الموهن أو المفتول" وفيها يتم استخدام جزيئات فيروسية ميتة لتعريض النظام المناعي للجسم للفيروس دون المخاطرة بحدوث رد فعل عنيف، وهي تقنية قديمة وجربت في أكثر من لقاح ناجح.
ويقول خالد: "طريقة مرسال الحمض النووي الريبي حققت فعالية أعلى في اللقاحات وصلت إلى 95%، بينما طريقة جامعة أكسفورد حققت فعالية أقل حوالي 90%، ولكن إمكانيات التخزين البسيطة والسعر القليل، قد يجعل لقاحات أكسفورد و"سبوتنك 5" واللقاحات الصينية أكثر ملائمة للبلاد الفقيرة".
ويحتاج لقاح "فايزر" و"موديرنا" ذو الفعالية المرتفعة إلى إمكانيات كبيرة في التخزين، إذا يتطلب للحفاظ على فعاليته الحفظ عند درجة حرارة "-70 مئوية"، وهذا معدل يحتاج لمبردات لا تتوفر إلا في الدول الغنية.
هذا فضلا عن ارتفاع سعر جرعاته، والذي قد يصل إلى 25 دولارا للجرعة بالنسبة للقاح فايزر، 35 دولارا للقاح موديرنا، بينما يمكن تخزين لقاحات أكسفورد و"سبوتنك 5" واللقاحات الصينية ذات الفعالية الأقل من اللقاحات الأمريكية في درجة حرارة الثلاجة العادية.
هذا فضلا عن أسعارهم المنخفضة، حيث لن يتجاوز سعر جرعة لقاح أكسفورد 4 دولارات، وفق تصريحات لشركة "استرازينكا" المنتجة له، بينما سيصل سعر اللقاحات الصينية وفق تقرير نشرته شبكة "بي بي سي" في 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري حوالي 13 دولارا.
ويضيف: "على ذلك، فإن هذه اللقاحات ستتكامل، بحيث يمكن توجيه اللقاحات الأمريكية للدول الغنية، وتذهب اللقاحات الأخرى للدول الفقيرة، لأنه بدون تلقيح 70% من سكان العالم لن تتحقق مناعة القطيع التي تؤدي إلى عودة الحياه إلى طبيعتها".