مومياء مصرية تتكلم بعد صمت 3 آلاف عام
الباحثون كشفوا أنَّهم تمكّنوا من إصدار صوت مومياء كاهن مصري قديم يُدعى "نِسيامون"، عاش في عهد الملك رمسيس الـ11.
"مومياء مصرية تصدر صوتاً بعد 3 آلاف سنة"، عنوانٌ تصدَّر صحفاً ومواقع أجنبية، صباح الجمعة، بعد أن أعلن علماء من جامعة "رويال هولواي" عن بريطانيا نجاحهم في إعادة إنتاج صوت مومياء مصرية محنطة يعود تاريخها إلى 3 آلاف عام.
وكشف الباحثون أنَّهم تمكّنوا من إصدار صوت مومياء كاهن مصري قديم يُدعى "نِسيامون"، عاش في عهد الملك رمسيس الـ11، عبر طباعة ثلاثية الأبعاد لأحباله الصوتية، وفقاً لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
وأنجز الباحثون هذه المهمة من خلال تثبيت صندوق صوتي ثلاثي الأبعاد في القناة الصوتية للمومياء بعد مسحها لأخذ مقاييس أبعادها بدقة.
ومن خلال هذه الحنجرة الصناعية، استطاع الباحثون استصدار صوت يحاكي صوت الكاهن القديم.
تساؤلات علمية
وحول إمكانية إعادة إنتاج صوت من مومياء محنّطة، قال الخبير الأثري الدكتور مجدي شاكر، لـ"العين الإخبارية"، إنَّ الأمر يصعب تطبيقه من الناحية العلمية، ما يثير تساؤلات حول سبب اختيار مومياء كاهن وليس مومياء ملك أو ملكة لهذه التجربة، رغم أن تحنيط مومياوات الملوك والملكات كان أكثر دقة من تحنيط الكهنة، الذين مثّلوا طبقة النبلاء في الدولة المصرية وقتها.
وأضاف أن قصة هذه المومياء غير معروفة حتى الآن، ولم يتم التحقق من انتمائها إلى كاهن يدعى "نِسيامون" يرجع لعصر رمسيس الـ11، إضافة لعدم توافر معلومات عن توقيت وطبيعة خروجها من مصر إلى بريطانيا.
وقال الدكتور علاء الدين شاهين، عميد كلية الآثار الأسبق بجامعة القاهرة، لـ"العين الإخبارية"، أن إنتاج صوت من مومياء محنّطة أشبه بالأساطير التي نُسجت حول الحضارة الفرعونية، مشيراً إلى أنَّ مرور صوت من خلال الأحبال الصوتية أمر غير علمي وأقرب للخداع.
ووفق تصريحات ديفيد هوارد، أستاذ الهندسة الكهربائية بالجامعة البريطانية، فإنَّ المومياء الموجودة في متحف "ليدز" البريطاني، خضعت لفحص بالأشعة المقطعية عام 2016، للحصول على جميع المقاسات اللازمة لإعادة إنتاج القناة الصوتية.
هدف ترويجي
واتفق شاكر وشاهين على أن طبيعة هذه الأبحاث تستهدف الترويج للقطع الأثرية المصرية الموجودة بالخارج وللمتاحف التي تضمها، خصوصاً أنَّ المومياء المصرية التي تمَّ الإشارة إليها إحدى مقتنيات متحف "ليدز" البريطاني.
وقال عالم الآثار في جامعة "يورك" البريطانية، جون شوفيلد، إنَّ هذه التجربة اكتشاف مثير يجذب المزيد من الزوار إلى المتحف، بعد أن أصبحت القناة الصوتية جزء من المومياء والتابوت، وتسمح للزوار بسماع الصوت الذي تم إنتاجه.