3 قيادات ومنظمة.. شاهد في تحقيقات إخوان النمسا يكشف حقائق مثيرة
خرج الباحث والأكاديمي في الإسلاميات، أمير زيدان، الشاهد في تحقيقات النمسا عن الإخوان الإرهابية، عن صمته لأول مرة، كاشفا حقائق مثيرة.
وقدم زيدان مؤخرا شهادة رسمية أمام سلطات التحقيق في ملف الإخوان في النمسا، انطلاقا من "اطلاعه على الجماعة بموجب عمله الأكاديمي"، على حد قوله، رغم أن بعض المراقبين يقولون إن الرجل كان بالفعل عضوا بالإخوان لفترة طويلة، وهو ما نفاه جملة وتفصيلا.
ومنذ مداهمات 9 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ضد أهداف جماعة الإخوان، يجري الادعاء العام في مدينة جراتس النمساوية، في الوقت الحالي، تحقيقات موسعة في ملف الجماعة على الأراضي النمساوية، وينظر في عدد ضخم من الوثائق والشهادات والبيانات المالية وغيرها.
وفي مقابلة مع مجلة "أكس برس" النمساوية، قال زيدان إنه "لا يعتبر تحقيقات النمسا في ملف الإخوان شكل من أشكال رهاب الإسلام" كما تروج الجماعة، مضيفا "إذا كانت الدولة النمساوية معادية للإسلام، فإنها ستعمل بشكل عام ضد المسلمين".
وتابع "تشكل بعض الجماعات مثل الإخوان إشكالية لنا نحن المسلمون".
وردا على دعاية الإخوان بأن "الحكومة النمساوية تشن حملة قمعية ضد المسلمين"، قال زيدان "ليست الحكومة هي التي تحقق في ملف هذه الجماعة، ولكن سلطات الدولة المكلفة بالحفاظ على أمن البلاد".
وتابع "أرحب بأي عمل في هذا الاتجاه.. أعضاء الحكومة والمستشار سيباستيان كورتس في الحكم منذ بضع سنوات فقط، لكن مسؤولي التحقيق في مناصبهم منذ فترة أطول"، مضيفا "يحدد مكتب حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية"، والقضاة والمدعون العامون، مسار القضية، وهم ليسوا أعضاء في الحكومة".
وحول مبررات التحقيقات الجارية حاليا في ملف الإخوان، قال زيدان "لم يُنظر إلى جماعة الإخوان أبدًا على أنها منظمة عنيفة في أوروبا، لكنها كانت كذلك في أماكن أخرى".
وأوضح "على سبيل المثال، المنظمات المسلحة في سوريا أو اليمن أو فلسطين، حيث تلتزم حماس علنًا بالتبعية للإخوان. لذلك فمن المنطقي أن تلقي الدولة نظرة فاحصة" في هذا الملف.
وتابع "إذا كنت رجل أمن، كنت سأفعل ذلك أيضًا"، مضيفا "الهجوم الإرهابي الجبان في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 هو أيضًا سبب كافٍ لفحص جميع الجمعيات ذات التوجه الإسلامي بالتفصيل، خاصةً إذا كان لديهم منظمات مسلحة في الخلفية.
وأنتقل زيدان للحديث عن منظمة الشباب المسلم في النمسا وهي إحدى المنظمات المؤثرة على الشباب، وروابطها مع الإخوان، وقال "لا يمكنني القول ما إذا كان جميع أعضاء المنظمة لديهم هذه الروابط".
وتابع "لكني أعرف أشخاصًا في مجلس الإدارة وفي المناصب الإدارية في المنظمة، من الواضح أنهم من جماعة الإخوان ولهم تأثير كبير على منظمة الشباب المسلم"، مضيفا "العديد من الأطفال الذين يشاركون في فعاليات هذه المنظمة لا يعرفون شيئًا عن هذا".
وعن الشخصيات الإخوانية في إدارة هذه المنظمة، سمى زيدان كلا من عمار شاكر الذي كان محاضرا في أكاديمية التربية الدينية الإسلامية، وفريد حافظ عالم السياسة الذي يثير كثيرا من الضجة، وألكسندر عثمان الذي يعمل حاليًا كمدرب في الشبكة الاستشارية الإسلامية للشباب والأسرة.
وفيما يتعلق بعمار شاكر الذي لا يظهر في أي شيء رسمي يخص منظمة الشباب المسلم، قال زيدان "يبدو أنه يتبنى مبدأ "أولئك الذين يؤثرون حقًا يبقون في الخلفية ولا يعرفهم العالم الخارجي أبدًا"، مضيفا "العلاقة بين شاكر ومنظمة الشباب المسلم مثل الزواج الكاثوليكي".
وتابع "تعرفت على عمار شاكر لأن منظمة الشباب المسلم عقدت اجتماعاتها التأسيسية في موقع يقع فيه مكتبي"، مضيفا "في ذلك الوقت، لم يكن لدى المنظمة مقرات خاصة بها، وكان عمار شاكر وزوجته آمنة شاكر حاضرين دائمًا في الاجتماعات، وكذلك فريد حافظ وألكسندر عثمان".
ومضى قائلا "استمعت للكثير من عمار شاكر نفسه، وأخبرني منذ نحو 16 عامًا أن فريد حافظ وألكسندر عثمان قاما بأداء "البيعة" للإخوان، ويبدو أنه كان فخورًا بذلك، وقال ، "انظروا هنا، هذان الاثنان، لقد أقسموا بالفعل البيعة".
واستطرد قائلا "كل من يعرف أنشطة منظمة الشباب المسلم، يعرف أن عمار شاكر هو الشخصية الرئيسية في المنظمة هو وزوجته أمينة شاكر".
وشهادة زيدان عن أداء فريد حافظ البيعة للإخوان مهمة للغاية، لأن الأخير، والذي يعد رأس حربة رئيسي للجماعة في أوروبا، يرفض في العلن أي ربط بينه وبين الإخوان، وينفي عضويته بالجماعة، بل يهدد بمقاضاة الصحف التي تربط بينه وبين الجماعة.
ولفت زيدان في المقابلة إلى أن "عمار شاكر يعتبر مثل الأب الروحي لفريد حافظ، ولطالما استمع حافظ لعمار وما زال يفعل".
زيدان قال أيضا إنه يقول لمن يحضر ندواته "لا تعملوا مع مثل هذه المنظمات "يقصد المنظمات الإخوانية"، لأنهم لا يعملون من أجلكم.. في الحقيقة لم تهتم "هذه المنظمات" أبدًا بالعمل الإسلامي".
وتحدث الأكاديمي والشاهد في قضية الإخوان عن تأثر الإخوان بأفكار الجماعة في النمسا، وقال "أجد صعوبة في كيفية تأثر الأطفال: فهم لا يشعرون بأنهم جزء من هذا المجتمع، ولكن كجسم غريب يتعرض دائمًا للهجوم من الخارج لأسباب عنصرية. بالإضافة إلى ذلك، الجماعة أسست هيكل كامل مغلق يعتقد من داخله أن جماعة الإخوان هم الأفضل، وهم الأكثر فهما".
وتابع "يمكنك أن تشعر بالغطرسة تجاه الآخرين في منظمة الشباب المسلم"، مضيفا "هم يخيفون من ينتقدهم.. أنا الآن أتعرض للانتقاد بشدة بسبب شهادتي أمام سلطات التحقيق".
وأوضح أن "الإخوان يثورون ضد من ينتهك قانون حماية البيانات، لكنهم ينشرون بياناتي الشخصية بما فيها رقم هاتفي وعنواني وشهادتي في القضية، ويرسلوها إلى العديد من المعلمين والشخصيات، جنبًا إلى جنب مع الدعاية السلبية ضدي".
وردا على اتهامه بأنه جزء من الإخوان، قال زيدان "لم أكن أبدا من الإخوان. قبل 31 عامًا قلت ذات مرة: "أنا أمثل أفكارك". وتم انتزاع هذه الكلمات من السياق"، مضيفا "في ذلك الوقت لم أشر إلى الأفكار الروحية للإخوان، ولكن كنت أقصد معارضة نظام حافظ الأسد في سوريا في ذلك الوقت".
وتابع "لكنني كنت دائمًا على مسافة من الإخوان ولم أنتمي إليهم أبدًا. ولكن بسبب عملي، كنت وما زلت على اتصال بجميع المنظمات".
aXA6IDE4LjE5MS4yMzcuMjI4IA==
جزيرة ام اند امز