الإخوان الإرهابيون.. تضليل خارجي بعد إفلاس داخلي
جماعة الإخوان تُشهر ورقة إفلاسها الأخيرة من خلال تضليل الأحداث في مصر لتشويه صورة النظام وقطع الطريق على تصنيفها كمنظمة إرهابية.
أشهرت جماعة الإخوان الإرهابية، ورقة إفلاسها الأخيرة، من خلال محاولتها تزييف الواقع في مصر من خلال عرض مزيف للحقائق في أمريكاتضليل الأحداث في مصر، بالولايات المتحدة الأمريكية، سعيًا في تشويه صورة النظام المصري وقطع الطريق على تصنيفها كمنظمة إرهابية، لاسيما بعد لفظها أنفسها في الداخل، وتضييق الخناق على قواعدها في ممارسة الأعمال العدائية بالبلاد.
وشملت ورقة الإفلاس، 3 طرق، وهي عرض فيديوهات وإلقاء محاضرات حول أحداث 25 يناير/كانون ثاني 2011، وما تلاها، وإرسال مخاطبات ولقاءات تتضمن أكاذيب وادعاءات بشأن الأوضاع في مصر، مطالبين برفع المساعدات الأمريكية عن مصر، بدعوى الحديث عن الحريات والديمقراطية.، فضلًا عن تزييف مشروعات القوانين التي يناقشها البرلمان المصري، وإظهارها في صورة مغايرة، بهدف تشويه النظام المصري ككل، والبرلمان بشكل خاص.
عرض أحداث بصورة مضللة.. لدغدغة مشاعر الغرب
الطريقة الأولى بحسب رصد أعدته، بوابة "العين" الإخبارية تضمن مداخلات، في عدد من الجامعات الأمريكية، في مقدمتها جامعة سانت جونز بنيويورك، في محاولة لتغيير وجهة نظر أساتذة الجامعات، والمفكرين، تجاه جماعة الإخوان المسلمين، أملًا في تجنب اتجاه أمريكي نحو حظرها واعتبارها منظمة إرهابية، فضلًا عن الاستمرار في مسعاها نحو تشويه النظام المصري الحالي.
وبمشهد مُضلل، كعادتهم، استهلت جماعة الإخوان الإرهابية، فيديو ادعت فيه أنه يلخص قصة الثورة المصرية، خلال مؤتمر عقدته رابطة الطلاب المسلمين بجامعة سانت جونز بمدينة نيويورك الأمريكية، تحت عنوان "النبل في العدالة.. النشاط الاجتماعي في السنة"، لإيهام الغرب، بأن مصر تشهد انقلابا عسكريًا منذ 25 يناير/كانون ثاني 2011.
وعرض الفيديو، القيادي الإخواني الإرهابي محمود الشرقاوي، خلال مؤتمر بعنوان "النبل في العدالة" الجمعة الماضية، بعدما التقط صورًا مع أعضاء الرابطة، وهم يرفعون علامة "رابعة"، في إشارة إلى أخونة المنتمين للرابطة، وتغللهم داخل الجامعة الأمريكية، ومحاولتهم استقطاب الآخرين.
وفي بداية الفيديو، الذي جاءت مدته في 3 دقائق و8 ثواني، أبرزت الإخوان الإرهابية مشهدًا لشاب يلقي بالحجارة على إحدى الدبابات، بميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة، في مشهد بدى كمحاولة لتصوير العلاقة بين المصريين والجيش على إنها صراعًا، دون تضمين المشاهد التي خرج فيها المصريون للمطالبة بعزل مرسي وهو ما استجاب له الجيش، وكذلك تفويض الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي في حربه ضد الإرهاب الإخواني.
ولم يفت جماعة الإخوان الإرهابية، أن تعرض في الفيديو، بكائيتها حول فض اعتصام رابعة العدوية المسلح، وأخفت في ذلك حقيقة ما حدث، فلم تظهر صورًا للأسلحة التي عثرت عليها قوات الأمن المصرية، أو حتى التحذيرات الأمنية المتكررة التي أطلقت قبل فض الاعتصام الذي كان يشكل تهديدًا للمصريين.
ودأب تنظيم الإخوان الإرهابي على عرض مثل هذه الفيديوهات، داخل أروقة جامعات أمريكية مثل جامعة هارفارد، وجورج تاون الأمريكية، وكتابة مقالات داخل المراكز البحثية الأمريكية مثل معهد كارنجي وواشنطن لدراسات الشرق الأدنى، وكذلك التواصل الشخصي ممن يقومون على التقارير التحليلية والدراسات المنشورة في هذه المراكز.
مخاطبات ولقاءات.. ضد مصر والمصريين
أما الطريقة الثانية، فهي إرسال مذكرات ومخاطبات لأعضاء الكونجرس، فضلا عن عقد لقاءات معهم، وهي الخطوة التي كثفت قيادات الإخوان من اتخاذها خلال الأسبوع الماضي، بعد زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدة الأمريكية، ما وصفه خبير في الحركات الإسلامية بأنه "محاولة لقطع الطريق على اعتبارها منظمة إرهابية".
وكان القيادي الإخواني الإرهابي عبد الموجود الدرديري قد اعترف في تصريحات صحفية لوسائل إعلام إخوانية بأن قيادات إخوانية أو أخرى متعاطفة معهم أسماهم بأعضاء أحرار ومفكرين مثل ميشيل دن الباحثة في معهد كارنيجي، تحركوا قبل جلسة الكونجرس الأسبوع الماضي.
وفي أحد البرامج الإخوانية التي تبث من قطر، قال الدرديري: إن المصريين في كل مكان وفي الحرية والعدالة استطاعوا أن يتواصلوا مع كل أعضاء الكونجرس وأقنعوهم بان هناك مأساة في مصر الكل سيخسر فيها، مضيفًا أن هذا التحرك كان مع اللجنة التي تقرر المساعدات لمصر.
ومن خلال رصد عدد من الخطابات التي أرسلتها الجماعة الإرهابية لأعضاء الكونجرس، فإنهم يعتمدون على الحديث عن العنف، دون أن يوضحوا أن موجات العنف اندلعت عبر أعمالهم العدائية، مدعين أن هناك نحو 80 ألف سجين سياسي، وأنه أكثر من 40 ألف شخص معتقل في السجون، وهي الأرقام التي لا تستند على إحصاءات رسمية ولا توضح الجماعة الإرهابية مصدرها.
ويحاول الإخوان في مخاطباتهم، طلب قطع المساعدات الأمريكية عن مصر، بدعوى الديمقراطية وحقوق الإنسان، الأمر الذي وصفه مراقبون في الحركات الإسلامية بأنه إفلاس إخواني بعد النجاحات المتتالية للنظام المصري.
**
وخلال الشهر الماضي، أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارتين تاريخيتين، الأولى إلى واشنطن حيث كانت أول زيارة رسمية له منذ تنصيبه رئيسًا للبلاد، والتقى خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ثم زيارته إلى السعودية وعقد قمة مع خادم الحرمين الشريفين، فيما بدا ردًا على ما أثير حول شائعات التوتر بين البلدين.
والأسبوع الماضي، عقد الرئيس المصري مؤتمرًا للشباب بالإسماعيلية، رد فيه على ما يثير المصريين من تساؤلات، تلاه اتمام بابا الفاتيكان البابا فرنسيس زيارته إلى مصر، ومشاركته في ختام مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، رغم الأحداث الإرهابية التي لحقت بكنيستين مصريتين وأسفرت عن مقتل 47 شخصًا وإصابة العشرات.
أحمد بان، القيادي الإخواني المنشق على الإخوان يقول لبوابة "العين" الإخبارية: لم يعد لدى الإخوان ما تستطيع فعله بعد محاولاتها على مدار أكثر من 4 سنوات إعادة إشعال المسار الثوري باعتباره المسار الذي صنع وجودها في الحكم.. ظلت تراهن عليه طوال الوقت لكن بعد فشلها في إشعال فوضى من خلاله، تحاول السير في مسارات إفلاس أخرى.
وأضاف "بان": تحاول قطع الطريق اعتبارها منظمة إرهابية.. هذا بخلاف الهدف الرئيسي لها وهو محاولة تشويه النظام السياسي المصري بدعوى أنه معادي للحقوق والديمقراطية وتصويرها على أنها كيان مدافع عن الثورة والديمقراطية.
"لوبي متعاطف"، صنعه الإخوان داخل الإدارة الأمريكية ويسعون للحفاظ عليه، بحسب بان، مثل الخطابات واللقاءات مع أعضاء الكونجرس، لاسيما مع النجاح الدبلوماسي للنظام المصري والذي ظهر جليًا في الزيارة الأخيرة إلى واشنطن.
تشويه البرلمان المصري.. تأليف وتزييف
يحيى الكدواني وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب (البرلمان)، رسم لبوابة العين الإخبارية طريقة ثالثة تسعي الإخوان لتضليل الغرب بها، من خلال تشويه صورة البرلمان المصري بشكل خاص، وتشويه النظام المصري عموما، من خلال تأليف جوانب سلبية لمشاريع القوانين التي يناقشها البرلمان.
وأضاف الكدواني: يريدون إظهار البرلمان على أنه برلمان انقلابي، وبأن أعضاءه انقلابين، وهي حملة كذب وتضليل ينقلوا بها صورة غير حقيقية عن القوانين ولا يظهروا الجوانب الإيجابية لها، بل يقومون بتأليف جوانب سلبية.
وأوضح البرلماني المصري أن البرلمان يبذل قصارى جهده لإفشال مثل هذه المخططات، حيث أعرب أعضاءه على استعدادهم من جميع مشاريع القوانين التي تتم مناقشتها لأعضاء الكونجرس لكشف كذب الإخوان وخدعاهم.