جمرة الحرب «الخبيثة».. جزيرة موت باسكتلندا لا يزورها أحد
لا تزال جزيرة غرينارد أو كما تعرف بـ"جزيرة الموت" مكانا يُحظر على الزوار زيارتها، لتاريخها الصعب العائد للحرب العالمية الثانية.
كانت الجزيرة الواقعة قبالة الساحل الغربي لاسكتلندا مركز تجارب الحرب الجرثومية في الحرب العالمية الثانية، ما أهلها لتحمل لقب "جزيرة الجمرة الخبيثة"، وهي خطيرة للغاية حيث لا يمكن زيارتها بعد تلوثها ببكتيريا الجمرة الخبيثة.
عملية فيجيتاريان
مع اقتراب معظم دول أوروبا من الخضوع للقوات النازية عام 1942، كلف رئيس الوزراء البريطاني آنذاك ونستون تشرشل فريقا من كبار العلماء بإيجاد طريقة لتسخير الجمرة الخبيثة كسلاح.
بدأ المشروع، الذي أطلق عليه اسم عملية فيجيتاريان، تحت قيادة بول فيلدز رئيس قسم الأحياء في بورتون داون، وهي منشأة عسكرية في ويلتشير.
واعتُبرت جزيرة غرينارد الموقع المثالي لسلسلة من التجارب السرية.
وظل ما حدث بالفعل لغزا حتى رفعت وزارة الدفاع السرية عن مقطع فيديو بعد 50 عاما، حيث أظهرت اللقطات المروعة ما يقرب من 80 شاة معرضة لسحابة من الجمرة الخبيثة.
وفي غضون أيام ماتت جميع الأغنام وقام العلماء بحرق جثث الأغنام المصابة أو دفنها تحت أطنان من الأنقاض بعد تفجير جرف على الجزيرة.
ورغم نجاح التجربة لم تُستخدم قنبلة الجمرة الخبيثة مطلقا، وظلت الجراثيم القاتلة على الجزيرة.
وبحلول نهاية الحرب كانت الجزيرة مسمومة ومحترقة ومهجورة واعتُبرت شديدة الخطورة، حيث لا يمكن لأي شخص زيارتها، كما فرض الجيش البريطاني الحجر الصحي على الجزيرة إلى أجل غير مسمى ووضع لافتات تحذيرية.
حصاد الظلام
وتبين أنه خلال تلك التجربة لوثت الجمرة الخبيثة المنطقة لفترة طويلة من الزمن، لتتسبب في وفاة 95% من حالات الإصابة.
وكانت جزيرة غرينارد حتى الثمانينيات واحدة من أكثر الأماكن المُميتة على وجه الأرض، إلا أنه في عام 1990 بدأ العلماء أخيراً في تطهير تلك الجزيرة المشؤومة.
أُعلن في عام 1990 أن الجزيرة آمنة، وعلى الرغم من ذلك لم يسكنها أحد، بينما حذر الخبراء من أن جراثيم الجمرة الخبيثة قد تستمر في تربة الجزيرة، وهو ما يعني أنها لن تكون مناسبة للحياة لمئات السنين.
ثم اشتعلت النيران في الجزيرة غير المأهولة في عام 2022 بعد أن اجتاحتها حرائق الغابات، إذ احترق نحو 200 هكتار ولم ترد أنباء عن أضرار.
الجمرة الخبيثة
ويعتبر فيروس الجمرة الخبيثة مميتا خاصة عند استنشاقه، ويؤدي إلى الوفاة في جميع الحالات تقريبا حتى مع تلقي العلاج الطبي اللازم.
ويمكن أن تظل جراثيم الجمرة الخبيثة نشطة لعقود، وقد استغرق الأمر سنوات ليتم تطهير الجزيرة منها، بعد أن طوّر العلماء في مركز الأبحاث البيولوجية التابع لحكومة المملكة المتحدة سلاحا بيولوجيا باستخدام هذه الجراثيم الخطيرة.
يُذكر أنه تم إغلاق برنامج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في المملكة المتحدة في الخمسينيات من القرن الماضي.
aXA6IDMuMTQ0LjQ1LjE4NyA= جزيرة ام اند امز